* بداية نهنئ صحيفة الصدى الغراء وطاقم تحريرها المتميز بقيادة القامة مأمون أبو شيبة والصحفي العملاق دكتور مزمل أبو القاسم الشريف بعيد الصحيفة الثالث عشر ونتمنى لها مزيداً من التقدم والتفوق. * والواقع أن ظهور الصدى كان فتحاً إعلامياً كبيراً ومطلوباً في ساحة الإعلام الرياضي ويحمد لها أنها ظلت محافظة على أسلوبها التحريري المتميز والملتزم بأصول وضوابط العمل الإعلامي من مهنية وأمانة حتى أصبحت مقروءة من جميع ألوان الطيف الرياضي! * لا شك أن لشخصية دكتور مزمل وموهبته الصحفية وتأهيله الأكاديمي وثقافته العالية ومتابعته دوراً كبيراً في نجاح الصدى وتفوقها وتصدرها قائمة توزيع الصحف الرياضية . * تهنئة خاصة للحبيب دكتور مزمل أبو القاسم والذي نعتبره هبة السماء للمريخ ومن البركات التي تنزلت على هذا الكيان الكبير والمحظوظ بالمزمل والذي قدم للأحمر خدمات فكرية وإعلامية وإدارية وقانونية ومادية لا تحصى وغير مسبوقة من صحفي . * وإن جازت لنا التسمية فيمكن القول بأن دكتور مزمل يعتبر القائد الأعلى للكتيبة المسؤولة عن حماية المريخ والدفاع عنه ضد الأعداء والمكائد والمؤامرات والشواهد على ذلك كثيرة ونسأل الله له الصحة والتوفيق ولكامل طاقم صحيفة الصدى. * ومما سرني مشاركة أعضاء ديوان ابن عمي وابن قريتي الجباراب بالدامر سليمان عباس كرجة صاحب (ديوان أبو الفياض) ومشاركة ابن أخي وابن أختي المريخي الكبير والمخلص الحبيب (محمد الصادق فضيل) في هذه المناسبة العظيمة والتي تعتبر تكريماً للديوان وتكريماً من مريخاب دامر المجذوب لصحيفة الصدى ولهم شخصياً. * عند اشتداد الأزمات المريخية أو إفلات المريخ من كارثة أو مؤامرة يقول المريخاب (إن المريخ رجل صالح) أو (إن المريخ محروس) ويمكن القول أن تفوق المريخ على جميع الأندية السودانية وتفرده بالإنجازات الكبيرة داخلياً وخارجياً وتجاوزه العراقيل والمحن الكبيرة التي وضعت في طريقه يصب في تأكيد (سر المريخ) والبركة الملازمة له ! * وأعتقد أن البركة التي أصابت المريخ العظيم ربما بسبب نقاء وحسن خلق بعض مؤسسيه الأوائل فحسن الخلق بركة وربما كانت مدداً من السلف الصالح لبعض مؤسسيه أو مؤيديه وفي الأثر أن الله يستحي أن ينزع البركة من مكان وضعها فيه وأن بركة الأسلاف تلحق الأحفاد كما جاء بسورة الكهف قال تعالى (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا) والتي فسرها بعض العلماء بأنه جدهم السابع . * سرني كثيراً ما جاء بموسوعة المريخ الرياضية (1908م – 1959م للزميل أبو بكر عابدين من اعتناق مؤسس المريخ عبد السيد فرح سيفين الأقباط وبعض أفراد أسرته للإسلام وهذه نعمة وبركة عظيمة حلت بهذه الأسرة والمريخ وربما كانت من أسباب تفوقه داخلياً وخارجياً . * الرمز المريخي العبقري الراحل الحاج التوم حسن الجرق أحد مؤسسي المريخ هو حفيد القطب العظيم جدنا الشيخ الصالح حسين ود حمد الشهير براجل الحصايا وجبل الحديد وراجل الجريف أب إيداً درقة وسيف وحسين ود حمد حصاية الرمد والذي هو من أشهر الشيوخ الرجبيين الأتقياء بمنطقة الدامر الذين يبدأون الصيام من شهر رجب فلا يفطرون إلا في عيد الفطر. * وكنت أعتقد دومًا أن الحاج التوم الجرق الشهير بالخلق الرفيع والصلاح والمروءة وأعمال الخير كما جده الشيخ حسين ود حمد كان بركة وخيراً من (الجد الصالح حسين) وأصابت هذه البركة المريخ منذ بداية تأسيسه. * كابتن المريخ وهدافه الخطير والشهير الراحل برعي أحمد البشير محمد دولة الشهير بالقانون والذي ترجع أصوله للحسبلاب الجعليين بالدامر والذين هم أبناء عمومة المجاذيب الشهيرين بالصلاح والتقوى بالدامر وهو كذلك من ذرية الشيخ الصالح حسين ود حمد بالدامر وكذلك جدته بت عباس ود رجا من الحواتاب الشعديناب بالدامر وبرعي هو ابن عم لاعب الهلال وسكرتيره الأسبق المصرفي والكاتب الصحفي د. أحمد عبد الله دولة والذي قال لي في محادثة تلفونية أنه سيتبنى قيام دورة رياضية بالدامر (الحصايا) إحياءً لذكراهم هناك . * هداف المريخ الشهير والخطير في الأربعينيات العم الراحل أبو زيد العبد محمد التريني وشقيقه لاعب المريخ حسن بحي العرب بأم درمان هما من أهلنا الجباراب الجعليين بالدامر وكان أبو زيد صاحب بطولات ومواقف تاريخية وشجاعة في مسيرة المريخ وتأسيسه وعضواً بمجلس إدارة النادي المنتخب عام 1952م وقد اشتهر بحبه العميق للمريخ ووضع وشمه على عضديه . * التقيت العم الراحل أبو زيد العبد والذي تربطني به صلة قرابة أول وآخر مرة في ثمانينات القرن الماضي بمستشفى الخرطوم حيث كنت بمعية أهلي وجيراني بالقرية أولاد الحداد أقرباء أبو زيد العبد بجدته لأبيه ستنا الأزرق حسن عابدين من أهلنا الجباراب وكانوا يرافقون مريضاً لهم بالمستشفى وقد حضر إليهم أبو زيد بالمستشفى حاملاً عمود الطعام ومكث معهم وقتا طويلاً. * نختم بواحدة من طرائف الراحل برعي أحمد البشير والذي كان يجيد القفز العالي والضربات الرأسية القوية والمتقنة ويحكى أنه كانت هناك مباراة مهمة بين المريخ وأحد فرق أم درمان والذي كان محتاجًا للتعادل لينجو من الهبوط فكلف إداريو الخصم وجهازه الفني أحد مدافعي فريقهم بمراقبة برعي مراقبة لصيقة حتى لا يلدغهم برأسياته المحكمة ونجح المدافع في مراقبته وفي الدقائق الأخيرة من المباراة احتسب الحكم ضربة ركنية للمريخ وقفز لها برعي عالياً وفشل المدافع في اللحاق به فأحرز منها هدفًا رائعًا انتهت عليه المباراة . * وبعد نهاية المباراة عاتبت إدارة الفريق وجهازه الفني المدافع بسبب فشله في منع برعي من القفز والتهديف برأسه فقال لهم (والله يا جماعة نطيت معاهو لامن شفت الترماج في شارع الموردة وعم شقليني يقطع في التذاكر وما قدرت ألحقو) فضحكوا كثيراً وتركوه وأصبحت قصة المدافع مع برعي من ألطف النكات الرياضية بأم درمان لفترات . * رحم الله الأعمام عبد السيد فرح والحاج التوم الجرق وأبو زيد العبد وبرعي أحمد البشير وجميع موتانا وموتى المسلمين.