التحكيم يحتاج لإعادة نظر.. ويجب إجراء تعديلات في القوانين الشلليات موجودة بين الحكام.. وفكرة الاستعانة بالأجانب فاشلة عمر الجندي وجدت الخطوة التي ترغب لجنة التحكيم المركزية في تنفيذها في الفترة المقبلة بالاستعانة بحكام أجانب لإدارة مباريات الدوري الممتاز الكثير من الارتياح للجمهور والرياضي ومجالس إدارات الأندية من واقع التحكيم السئ حيث اتفقت جميع الأندية على سوء التحكيم خاصة في النسخة الأخيرة من بطولة الدوري الممتاز، الصدى من جانبها سعت لاستشارة المعنيين بالأمر الحكام الوطنيين والتقت بالحكم الدولي خالد عبد الرحمن الذي تحدث في العديد من الأمور المتعلقة بجهاز التحكيم في السودان نطالعها عبر الحوار التالي: * في البداية نريد أن نعرف رأيكم في خطوة لجنة التحكيم بالاستعانة بحكام أجانب لإدارة مباريات الممتاز؟ اعتقد أن الخطوة غير موفقة لأن الحكم الأجنبي لن يحقق النجاح المطلوب والمتوقع منه ولن يكون اضافة للكرة السودانية ولذلك الأفضل على اللجنة والاتحاد العام الاعتماد على الحكام الوطنيين لأسباب كثيرة منها اعتياد الحكم الوطني على طبيعة البلد ونفسيات اللاعبين، بعكس ما يحدث عند انتداب الحكم الأجنبي لأنه يمكن أن يغادر السودان اذا حدثت أي حالات شغب واستمرت لمدة عشر دقائق فقط يمكنه أن ينهي المباراة المعنية ويغادر لبلده، وايضاً فإن الاتحاد سيخسر مبالغ مالية طائلة في حال قرر الاستعانة بحكام أجانب والأفضل له أن يستفيد من تلك المبالغ في توفير المعينات اللازمة للحكام الوطنيين وتأهيلهم بصورة مثالية ليصبحوا قادرين على إدارة كل المباريات بطريقة مشرفة وأن يصبحوا من أفضل الحكام على الصعيد الأفريقي والعالمي، أما اذا كانت الفكرة من الاستعانة بالأجانب في اطار بروتوكول بين الدول الأخرى فتبقى فكرة ممتازة بشرط أن يشارك الحكام السودانيين في دوريات البلدان التي تم توقيع بروتكولات تعاون معها. * نغمة التحكيم فاشل تكررت كثيراً في الفترة الأخيرة، لماذا؟ الحكم هو المخطئ في كل الحالات في أي مباراة، فالفريق المنتصر لا ينشغل بأخطائه والفريق المهزوم يحمّله مسئولية الهزيمة ويهتف بفشله حتى وإن لم يكن الحكم سيئاً في إدارته لتلك المباراة، ليس هناك مباراة لا تخلو من أخطاء تحكيمية بشرط الا تكون مؤثرة على مجريات المباراة، واعتقد أن للاعلام دور كبير في قبول قرارات الحكم فاذا اعتبر الأمر عادي ومنح وِجهة نظره للمشجع فإنه يتقبلها أما اذا ضخّم الأمر فإن رأيه سيكون له تأثير سلبي على الحكام والرياضة بشكل عام. * في العام المنصرم اشتكت بعض الأندية من التحكيم على رغم من انتصارها في المباريات التنافسية، رأيك في هذا الأمر؟ ليس لدي رأي في هذا الأمر سوى التأكيد على أن التحكيم فاشل لأن أي فريق ينتصر ويشكو التحكيم يعني أن الحكم لم يكن جيداً ويحتاج لمراجعة نفسه وأدائه في تلك المباراة المعنية واعتقد أن جهاز التحكيم في حاجة لمراجعة من المسئولين بحيث يجب تأهيل الحكام وتقييمهم بطريقة جيدة ومواكبة لتطور التحكيم في العالم باقامة تجمعات خارجية والاستفادة من المحاضرين الأجانب أو الأفارقة بالاستفادة من تواجد الأستاذ مجدي شمس الدين في رئاسة لجنة التحكيم بالكافة بالاضافة إلى الاستعانة بالشركة الراعية لتأهيل الحكام حتى يصبحوا جاهزين لإدارة المباريات بالطريقة التي ترضي الجميع. * مع بداية كل موسم نطالع تصريحات من السكرتير بخصوص التحكيم الا أننا نجد الحال هو نفس الحال؟ اعتقد أن على القائمين على أمر التحكيم الا يوعودوا الجماهير بتحكيم خالٍ من الأخطاء بل يجب أن يركّزوا على ظهور التحكيم بأقل قدر ممكن من الأخطاء بحيث لا تكون مؤثرة على نتائج المباريات وعلى لجنة التحكيم أن تراعي اختيار الأفضل من حكامها لإدارة المباريات ويجب أن يكون الاختيار بالكيف وليس بالكم. * ما المغزى من التستر على حكام القمة في الوقت الذي يعلم الجميع منذ وقتٍ مبكر بالحكام الذين يديرون أكبر المباريات في العالم؟ اعتقد أن اعلان حكم القمة مبكراً قد لا يساعده على إدارة المباراة بالصورة المطلوبة لأن تأخير اعلان اسم الحكم سيجعله يكون مُهيئاً نفسياً وبدنياً لإدارة المباراة قبل اسبوع من اقامة المباراة، وايضاً الاعلام قد يلعب دوراً سلبياً تجاه الحكم المعني بإدارة القمة، خاصة وأن الاعلام منقسم بين طرفي القمة الهلال والمريخ وأي حكم يتم طرح اسمه سيتم اتهامه باللونية وبالانحياز لطرف على حساب الآخر قبل انطلاقة المباراة ولذلك الأفضل أن يتم اعلان اسم الحكم قبل ساعات فقط من إدارة القمة. * في رأيك هل هناك شلليات بين الحكام وفي تحديد اختيارهم للمباريات؟ نعم، الشلليات موجودة في التحكيم، فهناك حكام مظلومين لا يتم اختيارهم لإدارة المباريات خاصة الكبيرة واتمنى أن يتم اختيار الحكام حسب أهمية المباراة بعيداً عن المجاملات والترضيات. * متى نشاهد حكامنا في نهائيات كأس العالم؟ اذا أردنا الوصول إلى نهائيات كأس العالم يجب أن يكون هنالك تعديل في القوانين، فالحكم عندنا ينال الدولية بعد الثلاثين ويصبح من الصعب عليه اللحاق بركب المسابقات العالمية واعتقد أن لجنة التحكيم مُطالبة باختيار عناصر صغيرة في السن واعتقد أنها اذا بحثت في المدارس والمعاهد العليا والجامعات فستجد هناك العديد من المواهب الشابة في مجال التحكيم مزودين بالعلم وفي سن صغيرة بحيث يتم الاهتمام بهم وصقلهم على الا يتعدى عمرهم 17 عاماً وعندما يصل سن ال20 يكون قد وصل إلى درجة عالية من النضج والتأهيل وأذكر جيداً كيف أن حكماً عمره 21 عاماً أدار مباراة بين ريال مدريد وباريس سانت جيرمان في قطر لكن نحن لا نمتلك هذه الجُرأة حتى نتيح الفرصة للحكام الشباب لإدارة المباريات الكبيرة. * ثم ماذا بعد اعتزال التحكيم؟ لم أحدد هذه الخطوة بعد ولدي خبرة في مجال التحكيم امتدت إلى 25 عاماً حيث بدأت مشواري عام 1988 ولدي فكرة بأن أساهم في تطوير التحكيم بعد الاعتزال بانشاء أكاديمية للتحكيم للبراعم والناشئين وأثق في أن هذه التجربة ستحقق النجاح المطلوب وستقدم عدد من الحكام الذين يمكن أن يضيفوا الكثير للتحكيم في السودان. * أصعب مباراة أدِرتها في مسيرتك كحكم؟ مباراتان لن أنساهما مدى الحياة، الأولى كانت بين نيجيريا وموزمبيق في تصفيات كأس العالم والثانية المباراة التاريخية بين الترجي التونسي وأسيك العاجي في تونس والتي انتهت بالتعادل بهدف لكل وحضر تلك المباراة نائب رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم وقدم لي اشادة خاصة على المستوى الرفيع الذي أدرت به تلك المباراة الصعبة وأصر على تقديمي في قائمة الحكام الأفارقة الذين يستعين بهم الكاف في المباريات الكبيرة.