* فاجأ رئيس الهلال الجديد أشرف الكاردينال القاعدة الهلالية بمشروع تطوير وتحديث استاد الهلال ليكتسب المسمى الجديد (الجوهرة الزرقاء).. * ولأن الإعلام الرياضي في هذا الزمن أصبح يهتم بكل صغيرة وكبيرة مثل اهتمامه بتدريبات فرق القمة بشكل مبالغ فيه.. كان من الطبيعي أن يهتم بعملية فحص التربة الروتينية قبل بداية العمل الهندسي في استاد الهلال، فأورد عملية فحص التربة بالقلم والصورة بتصوير ماكينة الAUGER التي تأخذ العينات بالطريقة الدوارة. * ولكي نخرج قليلاً عن روتين الكتابة عن القمة ومعسكرات الإعداد الحالية وأزمات الكرة السودانية التي لا تنتهي وآخرها الأزمة الجديدة التي افتعلها الهلال برفضه لبث الدوري السوداني عبر قناة (قوون) التي يمتلكها الأرباب! أكتب هنا عن حكاية فحص التربة وأساسات المباني لنزيد ثقافة القارئ الرياضي العامة.. * الأعمال الهندسية للإنشاءات والمباني تبدأ أولاً بعملية فحص التربة وهو جانب هندسي أساسي ومهم خاصة عند تشييد المباني العالية والابراج والكباري، بهدف تحديد أشكال وأنواع وأعماق أساسات المباني. * سطح الأرض أما أن يكون مغطى بالتربة السطحية المفككة وبأنواعها المختلفة، أو بتربة صلبة متماسكة، أو يكون صلباً مصمتاً عندما تظهر الصخور الأساسية على سطح الأرض، أو أعلى سطح الأرض في شكل جبال. * الجبال نفسها تتكون من صخور مختلفة أما أن تكون أساسية (صخور القاعدة) مثل تلال البحر الأحمر.. أو من صخور (طبقية رسوبية) برزت فوق سطح الأرض نتيجة الحركات الأرضية إلى أعلى أو إلى أسفل (الفوالق) (FAULTS).. أو تهبط الأرض من جانبين تاركة المكان الوسط بارزاً في شكل جبل أو هضبة (الفالق السرجي).. وهناك الجبال البركانية التي تتكون من صهير البراكين القادم من جوف الأرض في شكل صخور مصهورة سائلة (الماجما) والتي تبرد وتتجمع حول فوهة البركان في شكل صخر صلب بما يعرف بالمخروط البركاني، والذي يتميز بصخور البازلت الصلبة السوداء، أو يمتد الصهير وينتشر في منطقة واسعة مثل منطقة جبل مرة.. وتتكون المرتفعات والمنخفضات أيضاً عبر (الطيات) (FOLDS) نتيجة الحركات الأرضية التي تحدث عبر الضغط الجانبي الهائل.. * أهمية عمل أساسات للمباني عرفها الناس منذ زمن بعيد، فمنذ أكثر من 2000 سنة كتب المهندس المعماري الروماني الكبير (فيتروفيوس) : إن الأساسات (وهي الجزء الأسفل من المباني) يجب أن توضع على تربة صلبة إن وجدت، وفي حالة عدم وجودها يجب حفر الأرض تحتها للوصول إلى هذه التربة الصلبة كما يجب التأكد من عدم زيادة ثقل المباني عن قوة تحمل التربة التي تحتها وإلا حدث هبوط للمباني. * نجد أن كل منشأ يتكون من عنصرين أساسين وهما: أ/ الأساسFoudation ب/ المبنىBuilding * فالأساس هو الجزء السفلي من المنشأ الذي ينقل أحمال المنشأ كلها سواء كانت أحمال ميتة أو أحمال حية أو خلافه إلى الأرض الطبيعية. وعموماً فإن الأساسات توضع أسفل مستوى سطح الأرض لتحقيق الأهداف التالية: 1- توزيع ونقل جميع أحمال المبنى إلى مساحة أكبر من سطح التربة الصالحة للتأسيس. 2- منع الهبوط المتفاوت لأجزاء المبنى المختلفة. 3- تحقيق استقرار للمبنى ضد أي تأثير خارجي مثل الرياح والأمطار والزلازل. * ويتوقف نوع الأساس المستخدم على نوعية التربة المقام عليها المنشأ فإذا كانت التربة صخراً مصمتاً فإن أساس المبنى المنشأ عليها يكون بسيطاً وبأقل مساحة ممكنة حيث تكون قوة تحمل التربة عالية جداً... ولكن في الأراضي العادية الغير صخرية حيث قوة احتمال تربتها صغير يجب دراسة نوع هذه التربة جيداً حتى يعمل للمبنى المنشأ عليها تصميم أساس مناسب. * هذا ولا يقتصر الأمر على دراسة نوع التربة المراد التأسيس عليها عند حساب الأساسات فقط بل يجب دراسة جميع المؤثرات الآتية: 1- الحمل الدائم للمبنى (الحمل الميت). 2- الحمل المتغير للمبنى (الحمل الحي). 3- ضغط الرياح. 4- قوة تحمل التربة. 5- عمق الأساس. 6- قوة احتكاك التربة بالأساس. 7- قوة ضغط المياه الجوفية على المبنى وتعويمه. * وقد يؤدي زيادة ثقل المبنى عن قوة تحمل التربة عن حدوث أحد أمرين هما : أ) أما حدوث هبوط منتظم للمبنى, بمعنى هبوط المبنى كله ككتلة واحدة ويعتبر أمر عادي وغير ضار بالمبنى وذلك في حدود بسيطة جداً لا تتعدى سنتمترات قليلة . ب) هبوط متفاوت والذي يؤدي إلى انهيار المبنى كله . * ولذلك يجب الاحتياط من عدم هبوط الأساسات عند تشييد المباني وذلك بمراعاة الطرق العامة الآتية : 1- التأكد من انتشار الأساسات تحت المبنى كله لتوزيع أحماله بطريقة متجانسة على الأرض صالحة للتأسيس, وتكون قوة تحمل التربة لا تقل عن ثقل المبنى. 2- التأكد من الوصول إلى طبقة التربة الصالحة للتأسيس والتي تكون قوة تحملها كافية لتحميل ثقل المباني عليها بأمان وذلك باختراق التربة الضعيفة والوصول إلى التربة الصلبة أو الخرسانية. 3- التأكد من اختيار نوع التأسيس المناسب والملائم لنوع التربة المزمع التأسيس عليها. 4- سيفيد استعمال الأجهزة المساحية مثل (التيودوليت) وتركيز منظارها على رأسية المبنى للتأكد من عدم ميولها نتيجة لهبوط المبنى أثناء التشييد. * بهذا يتضح لنا أهمية التأسيس بالنسبة لتشييد المباني, ولذلك فقد روعي أن يشمل كل ما يختص بالأساسات وأنواعها المختلفة طبقاً لنوع التربة وأحمال المبنى وذلك حتى يتسنى للمهندس المسئول معرفة كيفية تحديد نوع الأساس المناسب للمبنى الذي يرد تشييده طبقاً لنوع التربة.. مع الأمنيات للإخوة الأهلة بالتوفيق في مشروع الجوهرة الزرقاء! زمن إضافي * مشروع الجوهرة الزرقاء سيهدد إكمال الموسم الجديد، لأن استاد الهلال سيتم إغلاقه طوال الموسم، وسيلعب الهلال مبارياته في استاد الخرطوم مع الخرطوم الوطني والأهلي والنسور مما يشكل ضغطاً شديداً على استاد الخرطوم.. وستحدث أزمة في الملاعب!! * استاد الخرطوم نفسه في حاجة لإعادة تأهيل الأرضية بنجيل اصطناعي جديد! * المريخ سيتحفظ على ملعبه برفض قيام مباريات الفرق الأخرى عليه خوفاً من تلف الأرضية التي كلفت المريخ مبالغ طائلة لإعادة تأهيلها.. * أزمة الملاعب من جانب.. وأزمة الهلال مع بث قناة قوون للممتاز من جانب آخر.. وكان الله في عون الكرة السودانية..