* عفوا اذا طرقت موضوعا قد يغضب اخوة وزملاء اعزاء في الصحافة الرياضة فلقد تدنى واقع هذه الصحافة لمستوى اصبح مدمرا ويشكل اكبر عائق للتطور الرياضي من الطبيعي ان تكون لصحفي ميول رياضية ولكن مقبولا ان يكون هذا الصحفي منكرا للاحق اذا كان في مصلحة خصمه ومؤيدا للباطل اذا كان يحقق منفعة للنادي الذي يتعاطف معه. * ولقد شهد تاريح الصحافة الرياضية منذ نشأتها صحفيين تتفجر عواطفهم بالميول لاندية بعينها ولكن لم يحدث ان كان عشقهم هذا للوقوف ضد الحق ان كان لصالح من لا يعشقون ويدعمون الباطل ان كان فيه منفعة للنادي الذي يعشقونه، فلقد عرفت الصحافة عشاق الهلال سورين وعمر عبد التام وابوصلاح(صلاح النور) وحسن عزالدين على سبيل المثال كما عرفت محمود شمس الدين و ادهم على وشهلابي و السر قدور بل عرفت من عشاق الموردة عوض ابشر، رحم الله من رحل منهم واطال الله عمر الاحياء منهم ومتعهم بالصحة والعافية ومع ذلك كانوا قامات صحفية ليست خصما على الرياضة ولم يشهد تاريخهم انهم انكروا الحق بسبب تعصب او هللوا للباطل لمنفعة رغم اهتماماتهم المصنفة لاي من اللونين الاحمر او الازرق ولكن الحال اليوم اختلف بل ما هو اشد واخطر من هذا ان الصحافة لم تنحرف فقط في التعصب الاعمى لنادٍ يعشقونه بل اصبح اكثريتهم ينحاز لاطراف معينة في صراعات الاندية نفسها ليضاف هذا التصنيف الجديد للصحافة الرياضة بعد ان اصبحوا أداة لتصعيد النزاعات. * والقضية الاكبر هي اننا ا لو تفهمنا الظروف التي أملت هذا الانحراف على المستوى الشخصي لاي مبررات كانت فان من الصعب ان نتفهم ان هذا التصنيف باشكاله المختلفة اصبح سمة في نفس الوقت للصحف نفسها وهي شخصيات اعتبارية خاصة اذا كانت مستقلة وفق الترخيص الممنوح لها من جهات مختصة وهي ليست صحف مرخصة لاندية ومع ذلك تنذلق الصحافة الرياضية لنفس المصير حتى اصبح كل الوسط الرياضي يعرف تصنيف الصحيفة ان كانت بكلياتها حمراء اللون او زرقاء بل وبعضها معروف عنها لاي جناح تنتمي من بين الاجنحة المتصارعة في الاندية والتي اصبحت كالاحزاب السياسية ومفرغة من اي محتوى غير الولاء للاشخاص خاصة بعد ان اصبح المال نفسه من مقومات الصراع ومن اجل الحق الخاص وليس العام. * والمشكلة ان الذي ساعد على انتشار هذا المرض السرطاني هو ان الجمهور نفسه بلغ درجة من الهوس فقد فيها وعيه واصبح هو مع الباطل ان كانت في ذلك مصلحة لناديه والمؤسف ان كلا الطرفين سواء على مستوى الصحفي المصنف لنادي او جناح فيه او لصحيفة مصنفة لنادي او جناح فيه بل او لشخص بعينه بعد ان اصاب هذا المرض الصحافة الرياضية فانهم بهذا يلحقون ضررا كبيرا بالاندية التي يعشقونها طالما انهم يزينون لها الباطل مما يفقدهم الاهلية في تقويم انديتهم بعد ان يضيفوا الجمال عنوة على قبيحهم كما انهم يفقدون دورهم في تقويم الحركة الرياضية ومعالجة سلبياتها حيث اصبحوا هم انفسهم على رأس هذه السلبيات وهذا هو المرض السرطاني الذي دمر الكرة السودانية. * ولكم هو غريب أن القارئ العادي رغم بساطة ثقافته منذ ان يمسك صحيفة او يوجه نظراته لكاتب مصنف فانه يعلم سلفا وجهة نظره في أي قضية مطروحة في الساحة الرياضية، لهذا ومن مفارقات القدر لم تعد هناك حاجة للاندية لان تصدر صحف خاصة بها لانها لم تعد بحاجة لها ولهذه الاسباب اصبح اصدار الصحف نفسها مرهون بملاكها من المتورطين في الصراعات في الاندية حيث تفشت بدعة اصدار الصحف من الاطراف المتصارعة في الاندية. * وللحقيقة والتاريخ فهناك البعض القليل والقليل جدا من الصحف المصنفة بواحد من اللونية تفتح صفحاتها لغير الاندية التي يدينون لها بالولاء مهما قل حجم هذا الاهتمام او القليل منهم الذي نشهده في حالات نادرة وشاذة يخرج عن هذه الدائرة ولكن بقدر محدود. * لهذا ليس غريبا ان تبقى الحقيقة ضائعة لان الجهة المنوط بها كشف الحقيقة بموضوعية ومهنية عالية أصبحت عديمة الوجود وبهذا اصبح الجمهور والصحافة الرياضية المصنفة وكتاب الصحف المصنفين هم العناصر المدمرة لكرة القدم في السودان. * ( ولم ببقى الا ان نحول الملاعب لصيوانات لتلقي العزاء في الكرة السودانية).