لدغة عقرب النعمان حسن لو سادت ثقافة الاحتراف لما كانت حرب القمة الحرب بين قمة الكرة السودانية ظاهرة خطيرة ومدمرة للكرة ومن الطبيعي ان تؤدي هذه الحرب لان يكون ضحاياها الهلال والمريخ فنيا وماديا وان تشتعل فيها حروب التعصب الجماهيري التي تخرج عن قيم الرياضة السمحة والسبب في ذلك انه اصبح صراع مصالح مادية في المقام الاول وهذا ما لم تكن تعرفه كرة القدم السودانية في تاريخها الممتد لاكثر من قرن، وليت صراع المصالح هذا اقتصر على هذه الحدود وانما طالت روحه العدائية حتى داخل النادي نفسه بمايشهده الناديان من صراعات ادارية وجماهيرية بل واعلامية حتى اصبحنا نشهد تظاهرات واعتصامات جماهيرية من انصار النادي نفسه بسبب حرب الاداريين التي خرجت من كونها من اجل مصلحة النادي وانما هي حرب مصالح مهيمنة على النادي حتى تاهت الحقيقة ولكن ما هو اخطر في هذا الواقع الجديد انه حول ساحة التسجيلات والانتقالات لحرب شاملة بين طرفي القمة من جهة بل وبين الاجنحة المتصارعة نفسها داخل مؤسسة النادي الواحد والتي القت بظلالها السالبةعلى التسجيلات واخطر من هذا ان تصبح الاجنحة المتحاربة نفسها غير منحازة لناديها وترفض له النجاح حتى لا يحسب للادارة التي يعملوا من اجل ان يحلوا بديلا لها وهذا لايتحقق الا بفشلها ما دفعني لاثارة هذا الامر ما تشهده الساحة من حرب مدمرة بين طرفي القمة من جهة وبين اجنحتها المتصارعة في نفس الوقت. فكلا الناديين يوجهان جهدهما ليس لكسب لاعب يحتاجه الفريق بل لحرمان الفريق الثاني من اللاعب الذي يريده حتى لو لم يكن هو بحاجة اليه وهذا ما نجح السماسرة في استغلاله على حساب الناديين هذا بكل اسف يرجع لغياب ثقافة الاحتراف حيث اصبح الانتقال بين الاندية امر عادي كما ان اللاعب نفسه في عهد الاحتراف يلعب للعقد ومن يدفع له اكثر ولا يلعب لشعار او جماهير فكل هذه علاقة مؤقتة مرهونة بفترة العقد ولكن غياب هذه الثقافة افسد مفاهيم وقيم الاحتراف فالجماهير تدعي انها صاحبة حق على اللاعب مع ان ارتباطه به قاصر على فترة العقد ودونكم اكبر نجوم العالم في تنقلاتهم من ناد لآخر بكل هدوء واحترام وما يحير في هذه العلاقات الفوضوية التي افسدت الرياضة السودانية ان السودان لم يكن يعرفها في زمن الهواية ويوم كان اللاعب يلعب للشعار وليس للمال فلقد كان اللاعبون من كبار نجوم الفرق يتنقلون بينها دون ان يثير ذلك اي احتكاكات او يفرز عداءات كما يحدث الان او قبل فترة مع سيطرة المادة على الملعب وحل التعصب والتشنج اوساط القمةعلى كل المستويات من اداريين وصحفيين وجماهير حتى تحول الملعب لساحة حرب خارجة عن كل القيم فكم من مرة تنقل القانون برعي احمد البشير بين الهلال والمريخ قبل ان يستقر في المريخ وهكذا خوجلي ابوالجاز وفيصل حارس المرمى بل وفي سابقة الاولى من نوعهاعندما انتقل ابوالعائلة من الهلال للمريخ وليصبح من اهم الرؤساء الذين تعاقبوا عليه وغيرهم كثيرون ولم يتعرض جمهور اوصحفي اواداري لاي منهم او يلاحقه بالاساءة او سوء معاملة الجمهور حيث ان كل هذه الانتقالات لم تفسد العلاقات على اي مستوى فكيف يكون هذا في زمن الهواية ونعيش هذا الواقع المؤسف في عهد الاحتراف لما اصبح اللعب وظيفة واللاعب مستخدم بالاجر لمدة محددة بالعقد.