لا اغالي اذا قلت ان اكثر من سبعين في المائة من الاعمدة الصحفية الرياضية تتاول موضوعات لا يحق للصحفيين تناولها وتعتبر خروجا عن المؤسسية وعن القيم الصحفية والمؤسف ان هذه الظاهرة انتشرت وسط شباب الصحفيين بصورة لافتة الذين اتخذوا منها وسيلة لاكتساب الشهرة مستغلين في ذلك هوس الجماهير بالهلال والمريخ . واذا كان ارتداء الزي العاطفي لاي من اللونين الازرق او الاحمر امر مألوف وليس بدعة جاء بها هذا الزمان الا ان الخلط بين هذا الزي وبين مزاولة هذه المهنة لهو خروج سافر على القيم الصحفية بل هو خروج عن المهنية وعن رخصة مزاولة هذه المهنة وهو ما لم نعرفه في الماضي مع انه لم يكن هناك وقتها مجلس للصحافة. ولولا ان مجلس الصحافة مغيب عن مهامه لانه نفسه لا يسلم من التلون و التصنيف وان كان تصنيفا سياسيا حيث انه نشأ تحت عباءة سياسية انعكست على التصنيف الذي نشأت عليه الصحافة السياسية ولان فاقد الحيادية لا يملك ان يرسي قيمها ومبادئها فان المجلس اطلق العنان لصحافة الولاء للافراد وللاندية مما غيب دور الصحافة الرياضية بعد ان هيمن عليها التصنيف للافراد وللاندية حتى لم يعد هذا الواقع سرا بل مدعاة للتفاخر دون ان يحس صاحبه بحرج وحتى اصبح مالوفا ان نشهد اجتماعات علنية للمنتمين للاندية وللافراد وهذه ظاهرة استطيع ان اجزم بانه ليس هناك بلد في العالم يشهد مثلها حتى اصبحت الصحافة المصنفة قانونا بانها مستقلة شانها وصحافة الاندية التي يتم الترخيص لها لخدمة الاندية وليس غيرها حيث انها ليست مصدقة قانونا باعتبارها صحيفة نادي او فرد بعينه حتى تشهر هذا علانية . ليكن هذا حق لمن ارتضى لنفسه التصنيف ليحقق مكاسب لنفسه ولكن الخطورة في هذا الامر ان هذا التصنيف تتبعه تاثيرات سالبة على المهنة حيث اصبح من اكثر العوامل السالبة بعدان خرج بالصحافة الرياضية عن دورها لانه غيب النقد الهادف والمحايد والمبرأ من الغرض مما ضيع الحقيقة لهذا لم يعد الوسط الرياضي يميز بين الحق والباطل والجميع ينظرون بعين واحدة ويحجبون العين الثانية حتى لا يتبينوا الحقيقة فكيف اذن للصحافة الرياضية ان تلعب دورها كسلطة رقابية واعية للتقويم وهي معصوبة العينين .نعم هناك قلة تجاهد للحفاظ على حياديتها نسبيا رغم تلونها الا ان الغالبية العظمى من الملونين يسيرون على الطريق الخاطئ مما ضاعف من الضرر الذي يلحقونه بالرياضة. المؤسف ان هذا التلون والاسراف تمتد اثاره الضارة حتى على الاندية التي يتلونون بلونها حيث ان هناك خطوط حمراء لا يحق لهم تجاوزها لمجرد انهم انتسبوا للون. لمصلحة اوعاطفة. فالاندية مؤسسات يحكمها قانون والتدخل في شانها الاداري ليس بندا مفتوحا لمن لا ينتمون اليها قانونا بل هو شأن خاص بمن يملكون حق التدخل في شانها الداخلي. فللنادي عضوية قانونية هي وحدها صاحبة الحق في ان تنتخب ادارة النادي ووحدها تملك محاسبته قانونا ولها ان تسحب منها الثقة وان تستبدل من تريد لهذا فانه لا يحق لاي صحفي مهما تلون بلون النادي ان يسخر قلمه وصحافته للتدخل في هذا الامر وان يعلن حربا شعواء على اداري ليس له حق محاسبته بل وان يعمل لحساب من يحل مكانه وهو ليس عضوا قانونيا في النادي . ومع هذا انظروا كم من المساحات مسخرة في الصحف لهذا الامر. ثانية تسجيل اللاعبين وشطبهم هو شأن خاص بادارة النادي واجهزته الفنية فما الذي يخول لصحفي مهما تلون بلون النادي ان ينصب نفسه ويسخر المساحة المتاحة له ليقررمن يسجل ومن يشطب بل ويهاجم من يشاء من اللاعبين ومع هذا انظروا كم من المساحات والاعمدة الملونة تطالب بشطب او تسجيل لاعب بل وتهاجم الاجهزة الفنية صاحبة الاختصاص وكل ينظر للقضية بمعيار عواطفه وهو ليس مؤهل فنيا يؤكدهذا التباين في اراء الصحفيين انفسهم حول احكامهم على اللاعبين فهم لا يجمعون على رأي موحد. واخيرا هل يمكن للصحافة الرياضية ان تلعب دورها الايجابي في تقويم التحكيم اذا كان التعامل مع التحكيم بالعين الواحدة الملونة والمحجوب عنها رؤية الحقيقة الا اذا كانت لمصلحة لون الكاتب. انها رسالة رأيت ان اوجهها لشباب الصحفيين وان اغضبتهم فهذا الطريق يدمر الصحافة والرياضة ولكن هل من مخرج يصلح هذا الحال لا اظن فهو مولد سيده غائب. اوبتعبير اصح مغيب