نجح مدرب الهلال نبيل الكوكي في إدارة مباراة فريقه أمس أمام مازمبي الكنغولي بامتياز، وظفر بالنقاط الثلاث بعد الفوز عليه بهدف الشبل أطهر الطاهر. تعامل الكوكي مع المباراة بواقعية، فحرص أولاً على تقفيل المناطق الدفاعية بإحكام، والاعتماد على انطلاقات السريع جدا كاريكا والخطير بشة والرسام في الهجوم. اثمرت الخطة التي رسمها الكوكي، ونفذها اللاعبون باقتدار في تحقيق أجمل وأهم فوز للهلال في مرحلة المجموعات بدوري ابطال افريقيا. الفوز على الغربان رفع رصيد الهلال الى ثماني نقاط، وأهله لصدارة المجموعة قبل مباراة المغرب التطواني وسموحة التي جرت في ساعة متأخرة من مساء أمس. وللتأكيد على أن المعلم نبيل الكوكي أمن الدفاع بإحكام، كان مرمى الهلال بعيداً عن الخطر الا في مرات قليلة، بفضل يقظة مساوي ورفاقه في الدفاع. في الشوط الأول غزا الهلال مرمى الغربان بكثافة وكان يصله بمعدل مرة كل ثلاث دقائق تقريبا، فسجل هدفا مبكراً وأضاع أكثر من خمس فرص مضمونة. صحيح أن مستوى الأزرق انخفض في الشوط الثاني، وفقد افراده السيطرة على الكرة خصوصاً في ملعب الكنغولي، لكنه كان صاحياً في منطقته. وفق الكوكي في وضع التشكيلة المناسبة، فدفع بالشبل اطهر الطاهر في الهجوم الى جانب كاريكا، على حساب الخبيرين صلاح الجزولي وجوليام. لم يخذل الفتى الطموح مدربه، فقدم مباراة كبيرة، وسجل هدفا، كفل للهلال الفوز، ومنحه الأمل في الاستمرار في البطولة المحببة له. كنا نخشى على مالك وعبداللطيف بويا اللذين لعبا في الدفاع كبديلين لاتير توماس الموقوف وفداسي المصاب من التجربة، لكنهما كانا في الموعد. لم نشعر باي فوارق، في تركيبة وانسجام الدفاع رغم دخول عنصرين غابا لفترة طويلة عن المشاركة في اللعب، ورغم خطورة هجوم الفريق المقابل. قدم مساوي أفضل مبارياته في الفترة الأخيرة على الإطلاق، وقاد الدفاع بوعي كامل ومسؤولية، الأمر الذي جعله يحافظ على توازنه حتى نهاية المباراة. تقدم مساوي للأمام، وكاد يسجل من الكرة الرأسية القوية التي نفذها من ضربة زاوية، لكن الحظ وقف له بالمرصاد وحرمه من زيارة مرمى الغربان. الهدف الذي سجله اطهر، سبقته لوحة فنية بديعة، بداها الرسام اندرزينهو من اليمين، الى كاريكا الذي صوب كرة قوية صداها الحارس لم يتردد أطهر في إيداعها المرمى. وبنفس الطريقة قاد الرسام هجمة من الناحية اليمني، سلم الكرة الى كاريكا وسط غابة من السيقان فهيأها الأخيربطريقة احترافية لبشة لكن الأخير أخفق في التسجيل. خروج سيسيه مصاباً في الشوط الثاني أخل بأداء الهلال، وجعل الكوكي يجري بعض التعديلات داخل الملعب قبل أن يدفع بوليد علاء الدين في مكانه. لعب سيسه في الدفاع بمسؤولية وكان صاحب جهد وافر ، وأدى واجباته الهجومية باقتدار، وبخروجه فقد الهلال أحد أهم أوراقه الرابحة. تحامل أطهر على الإصابة التي تعرض لها في منتصف الشوط الثاني، وأكمل المباراة كمدافع، بنفس المستوى والحماس الذي بدأ به كمهاجم. استخدم لاعبو الغربان العنف القانوني وغير القانوني مع لاعبي الهلال عندما تيقنوا أنه من الصعب عليهم الوصول لمرماه بالطرق العادية. تعرض نزار لفواصل من العنف، وكذلك كاريكا، وخرج سيسه بعد أن أصيب في يده، وحتى مكسيم لم يسلم من العنف الكنغولي فاصيب في هجمة خشنة، لكن ربنا لطف. تعامل الحكم التونسي مع لاعبي الغربان بروح القانون وليس بنصه، ولو لا ذلك لاستحق اكثر من لاعب منهم البطاقة الحمراء والابعاد. يبدو ان التهئية النفسية للاعبي الهلال كانت جيدة للغاية، ويظهر ان الادارة والجهاز الفني قاموا بدورهم كاملا في هذا الجانب. كما ان التشجيع المتواصل والداوي الذي حظي به الفريق من المدرجات، ساعد اللاعبين على اللعب بنفس واحد من البداية وحتى النهاية. المحافظة على هدف أطهر المبكر، حتى النهاية يؤكد ان نجوم الهلال استفادوا من دروس مشاركتهم في البطولات السابقة. فرط الهلال في الموسم قبل الماضي أمام الغربان في ملعبه عندما فشل في المحافظة على تقدمه 2/1، ليخرج متعادلا معه بهدفين مقابل هدفين. كما فرط الهلال في نفس السنة امام ليوبار في المقبرة، فبعد ان كان متقدما بهدف نظيف استقبلت شباكه هدف التعادل قبل النهاية بقليل. يحتاج الهلال الى عمل جاد والى جهد خاص، حتى يصبح مؤهلاً لتجاوز محطة نصف النهائي، في حال تأهله سواء كان متصدراً أو كثاني المجموعة. فاتحاد العاصمة والمريخ اللذين تاهلا عن المجموعة الثانية ليسا بالفريقين السهلين اللذين يمكن تجاوزهما بدون عزيمة أو اعداد خاص. سعدنا بفوز المريخ أمس الاول على العلمة الجزائري، وازدادت سعادتنا ونحن نرى ان نجومه يحولون خسارتهم بهدفين في الشوط الاول الى فوز 3/2 في الشوط الثاني. ونأمل ان يكمل الهلال الفرحة ويتأهل عن مجموعته لكي نشاهد فريقين سودانيين في نصف النهائي كحدث ربما لا يتكرر قريبا. تأهل المريخ مبكراً ومنذ الجولة الرابعة، وما زال الهلال بحاجة الى نقطة رغم أنه لعب خمس مباريات، ومع ذلك نقول للمريخاب، ما بنخليكم تتأهلوا براكم. وداعية : افريقيا تتكلم سوداني. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته