* على مدى عشر سنوات صرف نادي المريخ مليارات الجنيهات وملايين الدولارات في تسجيلات اللاعبين بهدف بناء فريق قوي يجلب البطولات القارية، ولكن كل ما صرفه المريخ أو بالتحديد رئيس المريخ جمال الوالي خلال الأعوام العشرة الأخيرة لم يجلب أي بطولة قارية للنادي. * صحيح أن المستوى العام لفريق الكرة بالمريخ تحسن كثيراً وأصبح الفريق يتقدم كثيراً في مراحل البطولات الأفريقية لدرجة وصوله لنهائي بطولة الكونفدرالية مرة، ولنصف النهائي مرتين (واحدة بالقياس)، وخوضه مراحل المجموعات عدة مرات.. وهذا ما لم يكن يحدث خلال العقد الذي سبق مرحلة العشر سنوات الأخيرة. * لكن أن يتم صرف مليارات الجنيهات وملايين الدولارات في تسجيلات لاعبي الكرة دون أن يثمر ذلك عن بطولة قارية واحدة على الأقل خلال عشر سنوات فذلك يعني وجود قصور وخلل في جانب انتقاء اللاعبين الوطنيين الممتازين والمحترفين الذين يحدثون الفارق.. * نعتقد أن أفضل اللاعبين الوطنيين الذين تنجبهم الملاعب السودانية عاماً بعد عام ليسوا في المستوى الذي يساعد على جلب البطولات الدولية، فهناك عيوب كثيرة في لاعبينا الدوليين الذين يلعبون للمنتخبات ويشكلون العمود الفقري لأندية القمة.. * أحياناً نجد لاعباً في المنتخب الوطني لا يحسن استخدام القدمين الاثنتين.. أو ضعيف في استخدام الرأس.. أو ضعيف في التسديد.. أو ضعيف اللياقة الذهنية ويفتقر للذكاء الكروي.. * والسبب في هذا القصور الفني للاعبين الوطنيين يعود لضعف التنشئة في الصغر لعدم وجود المدارس والفرق السنية التي يشرف عليها الخبراء.. ولضعف التغذية والتنمية العضلية والجسمانية.. ولهذا كله سيظل اللاعب السوداني أقل مستوى عن رصفائه في الدول الأفريقية التي تحسن تنشئة وتربية صغار لاعبي الكرة عبر المدارس والدوريات السنية.. * وعودة فرق الناشئين والشباب مؤخراً يمكن أن تساعد في تحسين مستوى اللاعب السوداني مستقبلاً خاصة إذا أشرف على الصغار خبراء الكرة في الجوانب الفنية والتكنيكية وخبراء التغذية والتقوية الجسمانية.. * ألاحظ أن الفرق السنية التي كونت مؤخراً يتعامل معها المدربون كفرق للكبار حيث يخضعون اللاعبين لتدريبات لياقة عادية وتدريبات تكتيكية تقليدية، ثم يخوضون المباريات.. وهذا خطأ.. فتدريب الصغار ينبغي أن يكون على نمط التدريب في المدارس السنية.. * تدريب الناشئين يحتاج لخبراء يكتشفون المواهب الصغيرة وما ينقصها من مهارات.. فيعملون على تنمية مهارات الصغار وإكسابهم المهارات الفردية التي تنقصهم.. فمثلاً إذا لاحظ الخبير أن اللاعب الناشيء يستخدم قدماً واحدة، يتم تدريبه لفترة كافية حتى يتعود على استخدام القدم الأخرى.. وكذلك بالنسبة للناشئين الذين لا يحسنون استخدام الرأس سواء في صد الكرات العالية أو التهديف بالرأس فيتم إخضاعهم لتدريبات خاصة وطويلة حتى يتقن الشبل استخدام الرأس.. وهناك تدريبات لإجادة التحكم والتخزين، وتدريبات للمراوغة.. وتدريبات لإجادة التصويب من كل الأبعاد... إلخ. * نحن نحتاج لعمل كبير جداً للارتفاع بمستوى اللاعب السوداني منذ الصغر من خلال الفرق السنية.. وهذا العمل لن يتم إلا بالاستعانة بالخبراء لتدريب الصغار، لتتحول الفرق السنية الحالية إلى ما يشبه مدارس تعليم الكرة.. فإن اتخذنا مثل هذه الخطوات علينا أن نصبر عدة سنوات حتى يكبر الصغار ليستلموا الراية، على أن يتواصل نظام تدريب الصغار عبر الخبراء بشكل مستمر كي يرتفع مستوى اللاعبين الوطنيين والكرة السودانية بشكل عام مستقبلاً.. * بالنسبة للمحترفين الأجانب الذين تمت الاستعانة بهم خلال العشرة أعوام الأخيرة.. نقر أن بعضهم ساهموا في رفع المستوى مما جعلنا نشكل نداً لفرق البطولات الأفريقية، ولكن المحترفين الذين استعنا بهم لم يصلوا بنا لمرحلة حصد البطولات القارية.. والسبب أن الكثيرين من هؤلاء المحترفين الذين نستجلبهم مستوياتهم عادية ولا يحدثون الفارق، بل أحياناً ننخدع ونستجلب محترفين مستوياتهم أقل من مستويات لاعبينا الوطنيين، وسرعان ما نتخلص منهم.. * المشكلة تكمن في الطريقة التي نرشح بها هؤلاء المحترفين.. حيث نعتمد على ترشيحات السماسرة ووكلاء اللاعبين من أصحاب النظرة التجارية والربح.. والذين قد يبيعونا بضاعة خاسرة.. * كما أننا نستجلب أحياناً محترفين كانوا مميزين في السابق ويتمتعون بقدر من الشهرة، ولكن تقدم السن أثر عليهم فتدنت مستوياتهم، وتخلت عنهم أنديتهم، فنستجلبهم نحن معتمدين على شهرتهم القديمة، وبعدها نكتشف متأخرين إنهم استنفدوا أغراضهم!! * وأحياناً نضع ثقتنا في مدربين أجانب ليستجلبوا لنا لاعبين، وبعدها نكتشف أن هؤلاء المدربين يمارسون السمسرة أو مجاملة أصدقائهم، فيمقلبوننا بضم لاعبين فاشلين ولا وزن لهم على الإطلاق، مثل اللاعب البوسني نجاد بايروفيتش الذي مقلبنا به المدرب برانكو!! * علينا أن نغير طريقة استجلاب المحترفين الأجانب، لنعتمد أساساً على الرصد والمتابعة الميدانية بواسطة الفنيين في النادي، أو من خلال الاحتكاك المباشر بين فرقنا وفرق اللاعبين الذين نود استجلابهم.. * والمطلوب أيضاً عند ترشيح لاعب والتأمين على ضمه أن يتم التحرك نحوه منذ وقت مبكر للتأكد من رغبته وإمكانية ضمه.. ففي حالة فشل الاتفاق مع اللاعب وناديه يتم الاتجاه للاعب آخر منذ وقت مبكر وقبل حوالي شهرين من موعد التسجيلات.. * فريق المريخ حالياً يضم محترفين عاديين لا يحدثون الفارق.. وحتى عصام الحضري بوصفه حارس كبير ومميز نرى أن عامل السن لن يسمح بتجديد عقده، وعليه لا بد من التحرك المبكر لتأمين ضم حارس ممتاز يحل محل الحضري الذي ينتهي عقده بنهاية الموسم.. * الإيفواري باسكال والنيجيري كلتشي يمكنهما الاستمرار لموسم آخر على الأقل.. ولكن أوليفيه وغاندي وسليمان لا ضرورة لاستمراريتهم فهم ليسوا من محترفي الفارق.. وبالتالي المطلوب التحرك لضم محترفين أفضل منهم.. * نعلم أن المريخ ينوي ضم لاعب وسط أهلي شندي باسيرو، وهو لاعب ارتكاز جيد لا اعتراض عليه.. ويمكن ضمه بالتجنيس. * في الهجوم يرغب الجميع في ضم اللاعب الزيمبابوي المجرب إدوارد سادومبا بدلاً عن أوليفيه.. وهناك لاعب آخر في الصورة وأيضاً يمكن ضمه.. بدلاً عن الغاني غاندي.. * وكثيرون يتمنون أن يحاول المريخ إعادة البرازيلي ادر ليما.. رغم المشكلة التي تواجه هذا اللاعب في الاحتراف بالسودان بسبب عامل اللغة فهو لا يعرف الإنجليزية ولا الفرنسية, ويتحدث البرتغالية فقط، مما يصعب عليه العيش في السودان، ما لم يُخصص له مترجماً يرافقه باستمرار. * نكرر، تسجيلات المحترفين الأجانب تحتاج للتخطيط والتحرك المبكر.. وإذا تركها المريخ إلى حين حلول شهر ديسمبر فلن تحقق النجاح المطلوب.. * حكم المريخ ومريخ الفاشر أمس أسوأ حكم أشاهده في حياتي.. كان يحتسب مخالفات للضيوف من أقل لمسة ويتجاهل مخالفات كثيرة، كما يتجاهل الإنذار في مخالفات كبيرة ترتكب مع لاعبي المريخ هيثم وعلاء الدين واوليفيه.. وانذر علاء الدين لمحاولته ابعاد كرة عالية كلعبة خطرة (ضربة حرة غير مباشرة ليس فيها انذار)! وتجاهل مخالفة جزاء واضحة مع مرتضى كبير بالمسك من الخلف، واحتسب واحدة مشكوكة لصالح اوليفيه.. * مساعد الحكم أوقف هجمات كثيرة للمريخ بداعي التسلل وأحياناً لا يوجد تسلل فحصبوه بالقارورات.. ليأتي الهدف لثالث للمريخ من حالة يشتبه فيها التسلل.. أما ثورة محسن ورفاقه بالتهجم المبالغ فيه على المساعد ليس لها مبرر لأن المساعد أنقذهم من عدة أهداف برايته غير المفهومة.. * تعازينا الخالصة للأخ سيف الكناني في وفاة شقيقه التي حدثت أمس بلندن..الفراش شارع الوادي حي العمدة جوار تقاطع الدومة.. إنا لله وإنا إليه راجعون.