* بدأنا نحس بأن مجلس إدارة نادي المريخ الحالي يضع كل آماله وتطلعاته في فوز فريق الكرة ببطولة الاتحاد الأفريقي (الكونفدرالية) هذا العام. * وبدأنا نشعر بأن مجلس الإدارة سيسلم الراية وينسحب إذا عجز الفريق عن كسب اللقب الأفريقي!! * وقد أعلن المجلس بالفعل استقالته بعد نهاية هذا الموسم، على أساس عدم جدوى استمرار المجلس أمام ضياع الحقوق، بل الاستهداف من قبل الجهات المنظمة للنشاط الرياضي، وقد أعلن المجلس بأنه فشل في مواجهة الانحياز والاستهداف، ولهذا فضل الابتعاد وإتاحة الفرصة لمن يملك القدرة على قيادة سفينة المريخ وسط الأعاصير الموجهة عليها باستمرار. * أعتقد أن مجلس المريخ سيتراجع عن قرار الاستقالة إذ قدر لفريق الكرة الفوز بالبطولة الأفريقية هذا العام.. لأن الفوز ببطولة قارية يعني قمة النجاح بمفهومنا في السودان.. كما يعني أن النادي أقوى من كل ممن يستهدفونه ويعوقون مسيرته. * أنا لا أتفق مع فلسفة وسياسة مجلس إدارة المريخ، الذي وضع كل مقياس النجاح في الفوز بالبطولة الأفريقية وربما بطولة الدوري الممتاز أيضاً، فهذا تفكير عاطفي وأفق محدود. * الفوز بالبطولات القارية بالنسبة للأندية السودانية لا يرتكز على مجهودات مجالس إدارات عابرة للأندية حتى نقيم هذه الإدارات ما بين الفشل والنجاح.. * الفوز بالبطولات القارية له جوانب ومرتكزات عديدة قد يكون بعضها فوق قدرات مجالس إدارات الأندية. * ومثال لتلك المرتكزات النظام الرياضي في البلد، والأساس الذي ينشأ عليه لاعب الكرة، فهناك دول أفريقية بها دوريات منتظمة لفرق الناشئين والشباب بالأندية، وبها أكاديميات تعليم كرة القدم تعمل منذ عدة عقود في صناعة لاعبي الكرة منذ الصغر.. * ففي تلك الدول ذات الأساس المتين في صناعة لاعبي الكرة، نجد لاعب الكرة يتفوق في الكثير من الجوانب الفنية التكنيكية، مثل إجادة اللعب بالقدمين واستخدام الرأس بجانب البنية الجسمانية المثالية، وكل هذا يأتي عن طريق رعاية اللاعب وتدريبه وتنمية مهاراته الفطرية وعلاج نواقصه منذ سن مبكرة، ولهذا نجد أن مثل هذه الدول تصدر لاعبي الكرة للأندية الأوروبية وتحرز البطولات القارية باستمرار. * نحن في السودان نفتقر للأساس المتين في صناعة لاعب الكرة، والدوريات السنية بالأندية لم تبدأ إلا منذ وقت قريب، وتقتصر على الشباب دون الناشئين، كما نحتاج إلى زمن وصبر طويل قبل جني ثمار الفرق السنية في تنشئة اللاعبين.. كما أن هذه الفرق السنية تحتاج لاهتمام ورعاية خاصة، بالصرف عليها واستجلاب خبراء في تدريب الصغار وتوفير كل المعينات اللازمة لهم.. وهو أمر صعب مع واقعنا الاقتصادي الحالي. * في النقطة أعلاه نرى أن مجلس إدارة المريخ لا يمكن أن يقيم نفسه بالفشل، إذا أخفق في الفوز بالبطولات القارية، لأن مرتكز تنشئة اللاعب السوداني منذ الصغر ليس من مسؤولية مجلس المريخ وحده، بل هو مسؤولية جماعية، ولكن تقع مسؤوليته المباشرة على الاتحاد السوداني، وأيضاً للدولة نصيب فيه من حيث التمويل العام للرياضة والناشئين. * وحتى إذا كانت كرة القدم في بلدنا ترتكز على الأساس المتين بصناعة لاعب الكرة منذ الصغر، فذلك لا يكفي فالأندية ستكون في حاجة ماسة لدعم صفوفها وتقويتها وسد الثغرات بالمحترفين الأجانب الممتازين.. وبحمد الله بدأت أنديتنا تهتم بهذا الجانب في السنوات الأخيرة وخاصة لدى فريقي القمة اللذين يتوفر لهما المال بعد أن تولت الرأسمالية السودانية قيادة ناديي القمة رغم المعوقات والمشاكل التي وقفت أمامها. * ويلاحظ أن ناديي القمة خلال السنوات الأخيرة أصبحا قريبين من الفوز بالبطولات القارية، حيث استفادا من جهود المحترفين الأجانب ولكن هناك جوانب ومرتكزات أخرى للفوز بالبطولات القارية ربما لم تتوفر إضافة للحظ وحسن الطالع.. * وجود حارس مرمى ممتاز واكتمال صفوف الفريق بلاعبين مميزين ومتمرسين في كل الخطوط وتجانس وتفاهم اللاعبين، من مرتكزات الفوز بالبطولات. * استقرار تشكيلة الفريق الأساسية وحسن طالع الفريق بعدم وقوع إصابات وغيابات مؤثرة عند خوض مباريات المعترك الأفريقي من مرتكزات الفوز بالبطولات القارية. * أيضاً استقرار الأجهزة الفنية، وخبرتها ومعرفتها بلاعبيها وقدراتهم ومعرفتها الجيدة بالمنافسين وقدراتهم ونقاط قوتهم وضعفهم من مرتكزات الفوز بالبطولات القارية. * التحكيم الجيد وعدم تعرض الفريق لظلم وتحامل التحكيم في كل مراحل مسيرته في المنافسة، من مرتكزات الفوز بالبطولات القارية.. وهذا الجانب الأخلاقي الذي يمكن أن يعوق مسيرة أي فريق قد لا يكون لمجلس الإدارة قدرة على تفاديه.. ولكن إذا كان الفريق قوياً بما يكفي يمكنه أن يهزم الخصوم والتحكيم. * مجلس الإدارة تقع مسؤوليته في بناء فريق قوي مكتمل الصفوف بالوطنيين والأجانب، في حراسة المرمى والأطراف والوسط والهجوم مع وجود بدائل جيدة تحسباً للغيابات.. ثم الحرص على تحقيق الاستقرار للفريق باستقرار الجهاز الفني المقتدر. * وعلى مجلس الإدارة أيضاً أن يكون حصيفاً وذكياً ليمتص أي مشاكل تظهر وسط اللاعبين والجهاز الفني، ومع حسن الطالع وتوفيق الله يمكن أن تأتي البطولات القارية.. * أما ارتفاع قدرات اللاعبين الوطنيين فهذا فوق مقدرة مجلس الإدارة لأنه يعتمد على نظام الكرة في البلد والتنشئة منذ الصغر كما أسلفنا، وكذلك تدخل العوامل الخارجية من تحكيم وخلافه وتأثيرها على نتائج المباريات. * اتجاه مجلس المريخ للاستقالة بنهاية الموسم خاصة إذا فشل في الفوز بالبطولة القارية وبحجة فشلهم في مواجهة الظلم والاستهداف فيه جناية على ناديهم، فمن واجب مجلس المريخ أن يكون قوياً وصامداً ويعمل باستمرار على توفير كل معينات ومرتكزات الفوز بالبطولات القارية، بجانب مواجهة الظلم والاستهداف بكل الوسائل الممكنة. * تحقيق البطولات القارية لا يأتي بالتمني وليس بالأمر السهل حيث يحتاج لمجهودات جبارة وصمود وعمل طويل ثم انتظار حسن الطالع وتوفيق الله. زمن إضافي * بعد أن ضمن الهلال الدوري عقب تعادله مع المريخ، بدأ يتراخى ويفرط، ففقد الفريق 4 نقاط بعد لقاء القمة، ولكن لا زالت حظوظه كبيرة جداً في استعادة اللقب. * ويكفي أن الهلال سينال اللقب حتى إذا تعادل مرة أخرى في إحدى مبارياته الأربع المتبقية مع فرق سهلة وظلت تتعرض لنزيف النقاط خلال الدورة الثانية (هلالا كادوقلي والساحل بجانب النيل وأهلي مدني) وإن كان أهلي مدني هو أفضلها ولكنه سيلاقي الهلال في أمدرمان. * وبالمقابل المطلوب من المريخ كسب كل مبارياته الست المتبقية مع الأهلي في مدني ومع الهلال بكادوقلي بجانب ثنائي الخرطوم الشرس (النسور والأهلي) إضافة إلى هلال الساحل وأهلي شندي بأمدرمان.. وأغلبها مباريات صعبة.