ينتظر أن يعلن الرئيس عمر البشير خلال الأيام القليلة المقبلة عن تشكيل لجنة قومية تضم كافة فعاليات المجتمع السوداني من احزاب الحكومة والمعارضة للعمل من أجل الوحدة الجاذبة، في وقت جدد المؤتمر الوطني التأكيد على احترام خيار الجنوبيين في الاستفتاء لتجنيب البلاد حرباً جديدة، بينما طالب مكتب حكومة الجنوب بالقاهرة بفتح صفحة جديدة لتحقيق الوحدة،مؤكداً ان الوقت لا يزال متاحاً لجعلها جاذبة. وقال مستشار رئيس الجمهورية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، لدى مخاطبته مهرجان الوحدة والسلام الذي اقامه مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة مساء أمس الأول، ان البشير سيعلن خلال الايام المقبلة تشكيل لجنة قومية تضم كافة التيارات السياسية والحزبية بالجنوب والشمال بما فيها احزاب المعارضة والتيارات الاجتماعية والشعبية ،للعمل على جعل الوحدة جاذبة، وأكد اسماعيل ان الجميع مطالب بالعمل للوحدة حتى آخر دقيقة من فتح صناديق الاقتراع، وطالب بالبحث عن حلول لمعالجة المرارات بين الشمال والجنوب ، واضاف ان نيفاشا لم تكن خالية من العيوب واستطاع الشريكان من خلال القنوات الثنائية تجاوز الكثير من القضايا الشائكة. وشدد اسماعيل على رفض المؤتمر الوطني لمعالجة التنوع في السودان عبر الانفصال، قاطعاً بأنه لن يكون الحل الأمثل، سواء للجنوب أو الشمال، وأشار إلى أن تجارب العالم أكدت ان الانفصال ليس بالضرورة ان يؤدي إلى سلام، واضاف «قد يظن البعض ان الانفصال افضل للسلام والبناء ، ولكن القضية ليست بهذه السهولة»، محذراً من ان البلاد تتجه نحو المبادرة بسابقة تمتد انعكاساتها إلى دول الجوار، وأشار إلى استحالة فصل التداخل الجغرافي والاثني. وجدد اسماعيل احترام خيارات الجنوبيين في الاستفتاء وقال اذا اختاروا الانفصال سنحترم ذلك لأن الحرب مدمرة ،واحترام خيار الجنوب وأن كان الانفصال « افضل ألف مرة من العودة إلى الحرب مرة أخرى». وفي ذات السياق قال رئيس مكتب اتصالات حكومة الجنوب بالقاهرة فرمينو أمام المهرجان، انه لا يزال متفائلاً بإمكانية تحقيق الوحدة، لكنه رهن ذلك بالعمل بإخلاص وفتح صفحة جديدة لبناء الثقة والتراضي الوطني، للابحار بسفينة الوحدة إلى بر الأمان، واشار إلى ان هناك روابط اجتماعية واقتصادية عميقة تربط بين الطرفين، وقال اذا قرر الجنوب الانفصال فإن العلاقات لن تنتهي بالاستفتاء، واضاف ان الشمال يحتاج إلى 75% من بترول الجنوب، كما ان الجنوب يحتاج إلى منافذ بحرية لتصدير النفط . من ناحيته، طالب مستشار والي النيل الابيض مايكل رود، القيادات بالجنوب بالكف عن دق طبول الحرب، وقال ان المتضرر الوحيد سيكون المواطن، عندما تهرب القيادات إلى امريكا واوربا، وأكد ان الحديث عن الانفصال لا يمثل أهل الجنوب، وانما يمثل الصفوة المرفهة، ووجه رود انتقادات لاذعة للاحزاب الشمالية ووصفها بالمراوغة، واعتبر ان الاسلاميين الافضل لحكم البلاد وضمان استقرارها. من جهته، طالب رئيس مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة وليد السيد بإعلان تكوين جبهة للدفاع عن السودان الموحد، وقال علينا ألا نيأس وأن نعمل للوحدة إلى آخر لحظة، كما دخلنا معركة الاستقلال.