* هممت فى الايام الماضية لاعداد مادة صحفية عن الرياضيين و المحسوبين على الرياضة الذين رشحوا انفسهم فى بعض الدوائر الانتخابية «لنيل » مقاعد بالمجلس الوطني والمجالس التشريعية بالولايات ولكننى تراجعت لسببين الثانى هو أن اولئك النفر لهم جيوش من الصحافيين الرياضيين يتبعونهم اينما حلوا ويعكسون أخبارهم وتحركاتهم وحتى همساتهم ونظراتهم يحصونها و«يتحفون »بها القارئ بالاضافة الى أن لهم «آلة اعلامية » تقدم لهم برنامجهم الانتخابي بصورة «مدروسة » وحتى لا أخسر تلك «الجيوش » بسبب أنها ستعتقد أننى سازاحمهم فى «دوائرهم » و «تخصصاتهم » آثرت الابتعاد عن تلك «الخطوط الحمراء » ، اما السبب الاول الذى دعانى للتراجع عن اعداد المادة هو المقال الذى نشر فى الصحافة أمس الاول بقلم الاستاذ حيدر طه والذى كان بعنوان عشية التدشين وتناول فيه الفساد الذى انتشر وتعمق ذلك رغم وجود «نواب عن الشعب » بالمجلس الوطنى واجبهم الاساسي ليس اجازة القوانين فقط وانما مراقبة الاداء الحكومى والقضاء على التجاوزات او الحد منها على أضعف الايمان ولكن ! وبعد قرأتي لمقال الاستاذ حيدر طه كما ذكرت وحتى لا أقع فى ذنب وأكون ضمن زمرة الذين يخدعون الشعب آثرت الابتعاد عن «مواضيع » الانتخابات . * «« انها الامانة وانها عُرضت على السموات والارض والجبال فأبين أن يحملنها فحملها الانسان ، فأدوا حقها ليكون الفوز برضا الله سبحانه » ، « انها امانة وانها يوم القيامة خزى وندامة الا من أخذها بحقها وأدى الذى عليه فيها » ، هكذا كان يردد سلفنا الصالح الذين ضربوا لنا اروع الامثلة فى العدل ومحاربة الفساد والمفسدين . * هنا أورد بعضا مما جاء فى مقال الاستاذ حيدر طه الذى تحدث عن الفساد الذى انتشر وتعمق فى هذا العهد والذى يستعد المسؤولون فيه للاستمرار لدورة مقبلة حيث ورد فى المقال « قال مرشح الحزب الحاكم ان ما قدمته الانقاذ فى الاعوام الماضية هو البدايات .. وان الانقاذ لم تكمل مشوارها ..! يا للهول ! عشرون عاما بدايات، عشرون عاما اخطاء وخطايا ولم تكمل الانقاذ بعد مشوارها ، والى أين ؟ اليس فيهم رجل حكيم يقول لهم ولنا الى أين بعد أن بلغت البلاد هذا الدرك من المأسى والتعب والرهق والفساد ؟ آه .. الفساد انه الانجاز الذى تحقق بسرعة وانتشر بقوة وتعمق بعزيمة الفاسدين الذين يتمنون لهذا النظام أن يطول ويعمر الى ما لا نهاية .. فلهم فيه مصلحة لا تعوض ولا تبدل ولا تؤخر . لا نقول للمؤتمر الوطنى وهو يقدم أوراق اعتماده المعروفة لدى كل سودانى غير منخرط فى نظام الانقاذ ، أنظر حولك لتعرف بل أنظر فى نفسك لتعرف حجم الفساد والافساد الذى استشرى فى كل خدمة وانتاج وعمل حتى « الزكاة فيها محاباة » فاذا تركنا فساد المال سنرى فساد الخدمة والتعيين ». ويواصل حيدر « ان الفارق كبير بين دعاة التغيير الحقيقيين الذين بدأوا حملاتهم من مواقع انصار الفقراء والمساكين ودعاة مد الفترة والوعود السرابية التى لا تتحقق ولو ملكوا الزمن وتحكموا فى الرئاسة » . * اكتشاف البترول وانتاجة والانجازات التى تمت فى الطرق والكبارى ، كل تلك المشاريع الضخمة التى تم انجازها هدمها وهدها الفساد الذى تعمق وانتشر وبسبب النهب عم الفقر وتدهور التعليم وانعدمت الخدمات الصحية واصبح عدد مقدر من السياسيين تجارا أنهكوا الشعب بجشعهم وطمعهم ، لذلك ارجو أن يكون من أولى اولويات الذى تأتى به الانتخابات المقبلة كنس الفساد والمفسدين حتى ولو كانوا من البطانة حتى يعم الخير والنماء ويقابل كل مسؤول ربه نظيفا يوم لا تنفع فيه سلطة ولا جاه .. ولكن من الذى يضمن أن اولئك «التجار » لن يعودوا ؟ .