من المؤكد ان الصحة عمل تضامني يشارك في تعزيزه وتطويره الكافة وليس الجهات الرسمية وحدها ، ومن المهم جداً ان تعي منظمات المجتمع المدني دورها الرائد في هذا المجال وحول هذا الامر تجدني داعماً ومثمناً للمشروع الكبير الذي تضطلع به المنظمة السودانية لترقية صحة المجتمع بقيادة د. عبدالرحيم محمد بابكر الاستاذ المشارك بجامعة الرباط الوطني والذي اطلق عليه اسم ( مشروع المدن المعززة للصحة ) ، ومن واجب الجميع دعم العمل على دفع مثل هذه المشروعات النافعة الى الامام وصولاً الى غاية سامية هي تمتع المجتمع ككل بصحة وعافية ومعافاة وحياة كريمة وهادئة فالمشروع يقوم على اربعة دعائم واركان تتمثل في معالجة المرض اذا ألم بالانسان وذلك اضعف الايمان واهون المطلوب ، ويليه كل جهد يبذل للوقاية من المرض ثم يلي ذلك وضع القوانين واللوائح والنظم التي تحول دون الاضرار بالصحة والبيئة ثم يأتي دور برامج تعزيز وترقية الصحة وخدماتها . ان المشروع بحسب فهمنا له يهدف الى تحقيق شراكة استراتيجية بين المجتمع ممثلاً في منظمت المجتمع المدني وفي افراده واسره وتجمعاته السكنية في الاحياء والقرى والمدن من جهة وبين الدولة ممثلة في نظامها الاداري من محليات وادارة خدمات وادارة مناطق صحية لاحداث نهضة ثقافية صحية ، وحتى يصبح للمشروع جدوي وينتفع به الناس يسعى واضعوه الي تنظيم حملات نظافة عامة شهرية تستنفر الشباب والطلاب في الاحياء المختلفة واقامة عيادات مجانية تقدم فيها خدمات الكشف الطبي وبعض الادوية لكافة المرضى بما في ذلك الاطفال وتكثيف دورات ومحاضرات وندوات التثقيف الصحي عبر شبكة المثقفين الصحيين . ومن الواضح ان القائمين على امر مشروع المدن المعززة للصحة رسموا خارطة طريق واضحة الملامح لكل اشكاليات الصحة في الوقت الراهن وفي ذلك مساهمة كبرى لمجمل العملية الصحية وهذا كلام موجه لوزارة الصحة الاتحادية باعتبار انها الجهة المعنية برعاية وتعزيز الشراكات بينها ومنظمات المجتمع المدني الناشطة في مجال الصحة استكمالاً لبرامجها الطموحة في ترقية وتطوير الخدمات الصحية ولذلك نحن نأمل في ان تقوم الجهات المختصة بإيلاء مثل هذه المشروعات المجتمعية الإهتمام اللازم ونثق في قدرتها على جعل الامور ممكنة بما يفضي الى الغايات النبيلة المذكورة في اهداف المشروع خاصة وان المنظمة المعنية ربما تكون قد شرعت وفق امكانياتها المتواضعة في تطبيق مشروع المدن المعززة للصحة بمنطقة شمال بحري كالحلفاية والسامراب وام ضريوة والدروشاب والسلمة وام القرى والازيرقاب والكدرو فهل نطمع في ان نسمع ان الجهات المختصة ستشرع في تنفيذ واستكمال بقية لبنات مشروع المدن المعززة للصحة ؟. هيئة نظافة الخرطوم وكلمة إنصاف من المهم ان نقول للمحسن احسنت ولذلك رأينا ان نقول كلمة إنصاف بحق القائمين على أمر هيئة نظافة الخرطوم ادارة وموظفين وعمال لما يبذلونه من جهد مقدر في النظافة للاحياء السكنية والشوارع والاسواق واماكن التجمعات البشرية رغم استمرار ثقافة ( التوسيخ ) بصورة موسعة من قبل الكثير من الباعة الجائلين واصحاب الكافتريات والمطاعم والمرطبات والطريقة البائسة التي يرمون بها مخلفات محالهم ، ان الهيئة تبذل جهداً خرافياً على مدار ساعات الليل والنهار بشهادة الكثيرين ومشاهدات الرقباء العدول بل ان عملية المداومة على استمرار عمليات النظافة ونقل النفايات بمتوالية منتظمة دون كلل وملل تمثل في حد ذاتها انجازاً يحسب لحكومة ولاية الخرطوم ولمحلية الخرطوم ولهيئة نظافة الخرطوم ونحن من هذا المقام نشد من عضدهم ونطالبهم ببذل المزيد من الجهود وعدم الكف عن جدول العمل الذي يداومون عليه وزيادته ان استطاعوا وسيشكرهم الجميع حينما يصبح الجميع شركاء في الحفاظ على النظافة وصحة البيئة .