طالب مؤتمر دولي، عقد في نيويورك أمس، بتسريع وتيرة خطوات إجراء استفتاء يحظى ب «نزاهة ومصداقية» ، لتقرير مصير جنوب السودان بداية العام المقبل،وتعهد شريكا الحكم حزب المؤتمر الوطني و»الحركة الشعبية « ، بقبول نتائجه وحدة أو انفصالا ، واستمرار «التعاون والشراكة «بين شطري البلاد في الحالتين. وشارك في المؤتمر الرئيس الأميركي باراك اوباما، والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، وزعماء ومسؤولين من 30 دولة، بجانب نائبي الرئيس سلفاكير ميارديت وعلي عثمان محمد طه. «مشروع البيان الختامي ص 4». وحذر أوباما، في كلمته امام المؤتمر، من أن مستقبل الملايين في السودان على المحك، وأكد ضرورة إجراء استفتاء تقرير مصير الجنوب في موعده المقرر في يناير المقبل، وبهدوء،وطالب بتسوية عاجلة لأزمة دارفور. من جانبه، حذر رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت من مخاوف انزلاق السودان في موجة قوية من العنف، إذا تأخر او تأجل الاستفتاء في الجنوب وأبيي، المقرر في يناير المقبل. واضاف ،ان مشكلة ابيي اصبحت عالقة وطارئة، وقال «قد تكون هي المفتاح والزناد الذي يجدد الصراع من جديد»،وقال ان قضية المواطنة لا تزال عالقة بين الشريكين. وأشار سلفاكير، في كلمته امام مؤتمر نيويورك، انه في حال الانفصال، فان الشمال لن يبعد عن الجنوب الى المحيط الاطلنطي، بل سيكون جارا. وقلل من المخاوف على مستقبل الجنوب حال انفصاله. واكد سلفاكير، التزام حكومة الجنوب بكافة ما تبقي من مقررات اتفاق السلام ، لتفادي العودة الي مربع الحرب مرة اخري، واضاف ان السودان دخل مرحلة حرجة في تاريخه، مشيراً الى أن ما أنجز منذ خمس سنوات يساوى ما أنجز منذ خمسين عاماً لكن ذلك لن يجعل خيار الوحدة جاذباً. من جهته، طالب نائب الرئيس علي عثمان محمد طه، المجتمع الدولي برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب، ورفع العقوبات الاقتصادية حتى يعمل على تحقيق التنمية، وتعهد بالتعامل على نحو ايجابي مع اشارات المجتمع الدولي. ودعا طه المجتمع الدولي، إلى دعم السودان، وطالب بإتباع إجراءات جديدة لمعالجة أزمة دارفور، وقال ان على العالم ان يشارك السودان في تحمل المسؤولية، والتحلي بروح جديدة، والتخلي عن الاشارات والخطب السالبة، خاصة في ما يتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية. أما رئيس الوزراء الأثيوبي مليس زناوي، فرأى انه من الصعوبة إجراء الاستفتاء في موعده، بسبب العمل المنتظر أمام مفوضية الاستفتاء. فيما انتقد الرئيس الملاوي قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس عمر البشير، وقال انها تعطي إشارات سالبة لعملية السلام وتعرقل حل أزمة دارفور. وكان اوباما قد عقد مباحثات مغلقة مع طه وسلفاكير قبل بدء المؤتمر.