*أجد نفسي مضطرا للحديث عن الفريق عبدالله حسن عيسى، رئيس مجلس إدارة المريخ، ذلك من واقع الحقائق المجردة التي أمامنا، فالأمانة تفرض علينا أن نعطي كل ذي حق حقه كاملا وبمثلما نتجرأ وننتقد ونهاجم عند القصور، فيبقى من العدل أن نشيد في حالة الإجادة وقبل أن أواصل فلابد أن أقدم نبذة عن سعادة الفريق عبدالله حتى تعرف جماهير المريخ من هو رئيس ناديها الحالي، فهو ابن النقابي المعروف المرحوم الحاج حسن عيسى، وهذا ماجعله يلج دنيا الاستنارة في سن مبكرة حيث الاطلاع والتحصيل، ومن ثم المعرفة وينحدر سعادته من أسرة عريقة أصلها في الشمال وتنتمي لقبيلة ( البديرية الدهمشية)، وهي القبيلة التي أنجبت أفذاذ هذا البلد وعرفت بالترابط والإمتداد، وإشتهرت عائلة الحاج عيسى بصفات عديدة وهي من (العوائل) المتميزة في ولاية الجزيرة، وقد حباها الله بالنبوغ الأكاديمي والتحصيل العلمي ولهذ تكثر الدرجات العلمية المتقدمة فيها *عبدالله حسن عيسى تخرج في جامعة الخرطوم كلية الاقتصاد في نهاية سبعينيات القرن الماضي، وحصل على دراسات فوق الجامعية وإنخرط في دنيا العمل، وتبوأ العديد من المناصب أبرزها قنصل للسودان بالمملكة العربية السعودية في بداية التسعينيات، ثم قيادي بجهاز الأمن والمخابرات الوطني، ووزير دولة بوزارة الاستثمار ووزير للمالية بولاية النيل الابيض، وامين عام لديوان الضرائب. نقول ذلك من باب التعريف . وبالطبع رجل بهذا التأهيل والصقل وبهذه المواصفات فمن الطبيعي أن ينجح في إدارة أية مؤسسة أيا كانت رياضية أو غيرها . *الفريق عبدالله يبذل جهودا خرافية من أجل الإرتقاء بالمريخ، فبرغم مشاغله المتعددة ومسؤولياته الضخمة التى تفرضها مهنته وموقعه، والتي تتجدد مع كل صباح جديد، إلا أنه ظل يتصدى لمسؤولياته كرئيس لمجلس إدارة المريخ بكل قوة وإقتدار لدرجة أنه لا ينام إلا قليلا، وهذه حقيقة يعرفها كل أعضاء المجلس ونتابعها نحن يوميا، ويعلمها أعضاء دائرة الكرة واسألوا عنها المستر كروجر وكل معاونيه . نقول ذلك ونعرف تماما أن هذاالحديث لا يعجب السيد عبد الله، وقد يهاجمنا بشدة بسبب تناولنا له ولكن من باب تثبيت الحقيقة وتبليغها وحتى يعرفها كل المريخاب. *لا نود أن نتحدث عن الجوانب المادية التى يقدمها الفريق عبدالله للمريخ؛ لأننا لا نعلمها ونعرف أن الأخ جمال الوالي ملتزم تماما بدفع استحقاقات الأجانب، ولكن ما نعرفه ويجب أن تعرفه الجماهير المريخية هو أن المريخ يدار الآن وفق خطة واقعية دقيقة وشاملة، وبسياسة واضحة المعالم وبمتابعة ( لحظة بلحظة من سعادة الفريق)، ولا يعاني من اي نقص في اي جانب، لا مالي ولا إداري أو فني، وتهدف هذه الخطة إلى استعادة المريخ لبطولتي الدوري والكأس، فضلا عن ذلك فالفريق عبدالله له رؤيته الخاصة للتسجيلات من الناحيتين المالية والإدارية، ولا نكشف سرا إن قلنا إن المريخ قد شرع فعلا في الكيفية التي سيدعم بها فريقه إبان فترة التسجيلات المقبلة. *أكثر ما يميز الفريق عبدالله أنه لا يستجيب للضغوط ولا يعرف الاستسلام أو الخوف، ولا يعرف التراجع ولا يقرر إلا بعد أن يراجع. يحسب أي خطوة قبل الشروع فيها لا تهزه نتائج ولا يخشى الإعلام برغم إيمانه بتأثيره، ونذكر له موقفه القوي حينما رفض الانصياع للأصوات التي كانت تنادي بعدم سفر الفريق للمشاركة في دورة دبي، وأصر على مشاركة المريخ في تلك الدورة ومن بعدها أشاد به الذين قادوا تيار عدم المشاركة، غير ذلك فهو لا يعرف أنصاف الحلول ولا يجامل في حقوق المريخ ولا يتوانى في إصدار أي قرار من شأنه أن يخدم مصلحة المريخ أو يحمي كيانه ووحدته، ونذكر هنا رفضه لمبدأ الظلم عندما حاول الاتحاد إلزام المريخ بأن يلعب أمام اتحاد مدني في بطولة كأس السودان، من دون مشاركة نجومه بالمنتخب الوطني فوقتها تصدى الفريق عبدالله للمسؤولية وقرر سحب المريخ من المنافسة إذا أصرّ الاتحاد على موقفه، ويعرف عن الفريق عبدالله الصرامة وقوة الشخصية والوضوح والجدية فهو رجل ( دوغري ) لا يعرف التهاون ولا ( اللف أوالدوران ). ينتهج مبدأ الصدق في حياته ويؤمن بسياسة الشفافية، وله وجه واحد فقط ولهذا نرى أن المريخ في مأمن ما دام على رأسه رجل بهذه المواصفات النادرة والحميدة، ونقول للمريخاب إن كان الأخ جمال الوالي قد ابتعد مجبرا، فابقوا عشرة على الفريق عبدالله، ونوصيهم بأن يعضوا عليه بالنواجز ونقول لهم لا تفرطوا فيه حتى لا تندموا، فأمثال عبدالله ( نادرون) ليس في المريخ فحسب بل في الدنيا. *قصدت من السرد أعلاه أن أرد وإنابة عن المريخاب جزءا من الوفاء لرجل تصدى لواجب المريخ ولبى النداء في وقت صعب وحرج، وتحمل مسؤولية ضخمة لا يقدر او يقدم على تحملها أي شخص ما لم يكن واثقا من نفسه، وله من المواصفات الخاصة والإمكانيات الفكرية ما يجعله يقبل بهذه المهمة الضخمة والثقيلة، ونسأل الله أن يعينه ويوفقه، و(يكفيه) شر ( الحساد) وأن يسدد خطاه و(يخلف تعبه.)