ارتفعت كميات النفايات في كافة مواقع المكبات بوسط الخرطوم، وفي السوق العربي بدت الصورة واضحة من خلال كميات النفايات التي تجاوزت سعة المكبات فبدأت تنتشر حولها في وقت اشارت فيه المصادر الى اضراب عمال مشروع النظافة، ولم تكن الصورة في الاحياء افضل منها بمراكز المدن. تقول الحاجة روضة عوض من ضاحية الحاج يوسف إن النفايات باتت تشكل مشكلة حقيقية للمواطنين بسبب عدم التزام عمال النظافة بالمواظبة على حملها من شوارع الاحياء، وتكدست في الايام الاخيرة وتفشت منها الروائح الكريهة التى تطارد الناس بمنازلهم وحتى الاغراض التى تحفظ فيها النفايات تذوب من أشعة الشمس لانها تنتظر مدة طويلة مما يؤدى الى تطاير بعضها في الشوارع ويخلق منظرا تشمئزمنه النفوس، وحتى اذا جاءت عربة النفايات فانهم لا يأخذوها بطريقة ايجابية وعلى وجوه عمال النظافة علامات عدم الرضا ويتحينون الفرص للانفجار مع المواطن. وتمضى روضة قائلة حتى اذا جاءت العربة يبعثرونها على الشوارع ويصبح المنظر اكثر سوءً برغم انهم يحصلون على الرسوم بصفة راتبة وها هي النفايات متكدسة فالعمال لم يحضروا منذ يومين . كافة أنحاء الخرطوم شهدت حالة من التكدس وتجاوز الامر سعة المكبات وباتت النفايات مبعثرة هنا وهناك وتشكل مرتفعات عالية وتفوح منها روائح نتنة ،وفي الصحافة شكا الاهالي من عشوائية جمع النفايات وطرق النظافة التي وصفوها بالسطحية وان الهيئة لاتهتم بتفاصيل عملها وانما تريد ان تظهر للمواطنين انها تعمل. وفي الايام الاخيرة تراجعت تماما الخدمات وصارت جبال النفايات وصور الكلاب الضالة حولها منظرا مألوفا كما الروائح الصادرة من تلك المكبات. الصورة في المنطقة الصناعية يرسمها راشد احمد علي الذي قال : (من دون اضراب عمال النظافة صورة الموقف هنا يرثى لها وهي متسخة للغاية وبيئتها سيئة بشكل كامل وما زاد الامر سوءا ان هناك مواسير مياه مكسورة منذ عدة ايام واختلاطها مع النفايات ادى الى تعقيد الوضع. وطالب راشد هيئة نظافة الخرطوم تحسين اجور العمال حتى يؤدوا عملهم باتقان وقال انه في احدى المرات سأل عامل النظافة كم تأخذ في الشهر قال له 150 جنيه وتساءل راشد : ( هل يكفي هذا المبلغ لعيش كريم حتى نسأله ان يتقن عمله) ،وشن ياسر مدني هجوما عنيفا على هيئة نظافة الخرطوم قائلا بانها تعمل وفق مايتناسب معها ولايعنيها المواطن في شئ كما ان عمالها يأتون ويجمعون النفايات فيسقط نصفها في الارض وهم لا يأبهون بما يسقط من نفايات ويبدو ان الهيئة لاتشرف على عمالها بشكل جيد وخير اشراف عليهم هو توفير رواتب مجذية تحفزهم على خدمة المواطنين الذين لايتأخرون عن دفع ماعليهم من رسوم . فيما اشتكى المواطن علي حسين من جبرة عدم قيام الهيئة بتوفير الاكياس للمواطنين حتى يضعوا فيها النفايات ماضيا للقول : ( يبدو ان عمال النظافة يعانون من عدم اهتمام الهيئة بهم ونوجه نداء للهيئة ان تهتم بعمالها حتى ينعكس ذلك في عملهم على شوارع الخرطوم التي باتت تعج بالنفايات والروائح النتنة وفي كل مكان تجد جبالا منها واصبحت الامراض منتشرة بسبب النفايات ،حتى انه لا يوجد موقع الا وغطته النفايات المتطايرة. علوية موسى ربة منزل تسكن جبرة قالت ان انتشار النفايات في شوارع الاحياء مظهر سالب وغير حضاري يدل على عدم اهتمام الجهات المسؤولة من النظافة وتكدسها يساعد على توالد الذباب والحشرات مما يؤدي الى كارثة بيئية وتناشد الجهات المختصة بنقل النفايات الى مكانها المحدد ولماذا يتماطل عمال النفايات على الرغم من التزام المواطنين بالرسوم.