نشرنا بعدد الجمعة نص عبد العزيز بركة ساكن وننشر هذه القراءة له . عنوان رومانسي لنص جديد للكاتب عبد العزيز بركة ساكن.. لكن ما ان تعبر العنوان حتى ترتطم بنص صادم للغاية.. يتحول فيه الشأن الشخصي لقضية انسانية عامة.. .. الموت .. في النص يلح بوصفه حقيقة ملموسة مرتبطة بالاسئلة الوجودية التي تلاحقنا على الدوام... والموت في النص مصير طبيعي للشخصية التي تتيبس على عودها .. لكنه مأساوي للشخصية التي تموت في اخضرارها ونضارها... المدخل السابق في ما يتعلق بالموت وجبروته وأثره المأساوي لا يمنع من الاشارة الى ان النص يرصد المتغيرات النفسية والاجتماعية والحياتية التي تنجم عن الموت عندما يداهم عزيزا لدينا.. {قلبي زرائب خنازير، أعشاش دجاج وزنبقة سوداء} حتى الزنبق يصير أسود...؟!! {في هذا الصباح لا امرأة لي، لذا ظلت اظافري تطول، نما الفطر الطيب في إبطي، وعلى هامتي يسكن العنكبوت}..! هذه العبارات تدل على مدى اليتم الذي يعانيه الرجل - اي رجل - عندما تغيب شريكة حياته.. {ليس هناك من يطقطق أصابعي لينبهني أن وقت العمل قد آن، وأن الاطفال سيمضون الى المدرسة}.. هذه العبارة التي تمور بالدفء الإنساني الشفيف والرهيف تفطر القلب حقاً..؟! {يبلل المطر شفة البرق، يلعق بلسانه الروج البني} إسقاط يبلغ حد الكمال الفني... تشهد عليه عصافير {الكُلْج كُلْج}.. {لم يكن ضمن أحلامنا الموت، لعبنا على ظهره الفسيح ورسمنا تمائم البقاء في ساقيه بالحناء والحنظل، وظننا - وكنا محقين - أن الموت مات}.. بهذه العبارات يعبر عن مكنون النفس البشرية التي تتوق لخلود مستحيل، وهكذا ضحك الكاتب بنصف قلب، وبكى بالقلب كله، فأبكانا معه، وكذا يفعل الأدب الحقيقي..!!