الدكتورة جميلة نور الدائم الطيب الجميعابي باحثة إجتماعية، نائبة عميد الطلاب للشئون الاجتماعية بجامعة النيلين من مواليد الجزيرة مدينة الكاملين، ناشطة ومهتمة بقضايا المجتمع والتحولات التى طرأت عليه، وجهنا إليها حزمة من الاسئلة المتعلقة بالمجتمع وكيف له ان يواجه موجة الانجراف والعادات الدخيلة بوعي وخرجنا منها بالحصيلة التالية. {كيف تنظرين الى الحراك الإجتماعى الآن..!! - «سكتت لمسافة ومن ثم قالت»، المجتمعات متغيرة وليست ثابتة، ونتيجة لهذه التغيرات التي تطفو على السطح بين الحين والآخر بسبب التقدم التكنولوجي والثقافي بالاضافة الى التحولات فى الاوضاع الاجتماعية وبدورها تؤثر في جميع مناحي الحياة، فكل ذلك غير مستغرب، فتغيير سلوك الافراد يأتى من علاقاتهم الاجتماعية وتفاعلهم مع بعضهم البعض، ولكن يجب ان يعي المجتمع ان هذا التحول لابد ان يكون إيجابياً فيما يختص بخدمة الفرد والمجتمع من خلال تماسكه وترابطه وتكامله مع بعضه لايتأتى الا بتمسكه بالقيم الاجتماعية وعاداته التي يجب المحافظة عليها. {هل تأثرت العادات أم مازالت باقية ؟ -عاداتنا تأثرت رغم وجود بعضها والتى ظل المجتمع متمسكاً بها ومحافظاً عليها، ولكنها لم تعد بالشكل الذي يجب ان يكون ،مثل تباعد الافراد والاهل والاحباب وضعف التواصل الاجتماعي وهناك مجموعة من التعقيدات الاجتماعية تحول دون التعامل بشفافية . {ماذا عن الاجيال التي نشأت ولاتعي القيم السودانية ؟ - لابد من منهج واضح يجب ان نعمل على ترسيخه وتطبيقه في الاجيال القادمة، ودائماً ما نسمع ان هناك «مايسمى بصراع الاجيال» والمفروض ان يكون تواصلاً للأجيال لأننا نستمد المعرفة والقيم من الماضى لنطبقها في الحاضر ونستشرف بها المستقبل، وان التربية الصحيحة يجب غرسها فى الأبناء لأنها مسؤولية مجتمعية وكل فرد له دور عليه ان يقوم به على اكمل وجه حتى نحكم جوانب التربية جيداً لنساعد الاجيال فى المحافظة على التقاليد السمحاء والثقافة مع ضرورة المواكبة لكل ماهو جديد دون المساس بتقاليدنا الراسخة. {الظروف الإقتصادية وتأثيرها على المجتمع..؟؟ - نعم الظروف الإقتصادية لها أثر مباشر فى التعقيدات التى طغت على القيم واصبح الجانب المادي يغلب على الجانب المعنوي ، وواحد منها الزواج الذي اصبح اشبه بالمطلب المادي ويتعذر على كثير من الشباب قدرتهم علي الزواج لان امكانياتهم المادية محدودة، وعلى المجتمع ان يدرك ان الإبتعاد عن التباهي والتفاخر لايمنع إخراج المناسبات بشكل جميل دون ان تسيطر على اذهاننا الناحية المادية والموازنة في مثل هذه الاشياء غير الضرورية . {كيف تكون المعالجة في ظل إنفتاح العالم ؟ -المؤسسات الاعلامية تقوم بدور كبير جداً في مجال التربية وتعديل السلوك من خلال ماتقدمه من برامج تربوية ثقافية وتوعوية ومع توفر القنوات المتعددة اصبحت المسئولية التربوية كبيرة على هذه القنوات تجاه مايقدم من مواد اعلامية، وعليه لابد من توجيه المفيد الذى يدعم القيم مع مراعاة إحتياجات الفئات العمرية واستصحاب التنوع في المادة الإعلامية «مقروءة، ومرئية، مسموعة» ولابد للمؤسسات التي تسعى للمواكبة من الحرص على ابراز التراث الثقافي . {حدثينا عن مدى تأثير الفراغ والعطالة فى هدم القيم .!! -العطالة والفراغ طاقة مهدرة وتصبح هدامة اذا لم توظف فى مكانها الصحيح، ولذلك لابد من الاستفادة من طاقات الشباب لأنها فترة العطاء، واوصيهم بالانخراط في الجمعيات الطوعية الوطنية بغرض تفعيل المشروعات الانتاجية والا يستكينوا بحجة إنتظار الوظيفة ، فالمجتمعات هي التي تقود الدول بتفعيل دور منظمات المجتمع المدني التي تستوعب طاقات الشباب ومن ثم تعالج العديد من المشكلات والظواهر الاجتماعية السالبة التي كثير مانلاحظها عند الشباب كالعطالة وتقضية اوقات الفراغ في أشياء غير مفيدة وهدامة للعادات والتقاليد.