استضاف منتدى جعفر عباس بالحلة الجديدة بجبل اولياء عددا من النقاد والدارسين في احتفالية تأسيس مركز جعفر حسن عباس والذكرى الاولى لرحيل الطيب صالح.. وكانت المنطقة قد شهدت يوما علاجيا. وادار الندوة د. محمد مصطفى الامين الذي تحدث عن الطيب صالح والاثر العميق الذي تركه في حقل الابداع السوداني والعربي والعالمي. واستهل الحديث د. احمد صادق احمد مقدما السيرة الذاتية للراحل عبر مراحل نشأته في قرية كرمكول ومراحل تعليمه وعمله بهيئة الاذاعة البريطانية، ثم وكيلا لوزارة الاعلام في دولة قطر وخبيرا باليونسكو وفي 1966 تمت اعارته من هيئة الاذاعة البريطانية للاذاعة السودانية. ومنذ قصته «نخلة على الجدول» وحتى اخر قصة «يوم سعيد على شاطيء ام باب» وحتى غيبه الموت لم يتوقف عن الكتابة. والى جانب الروايات فقد ملأت كتاباته النثرية 12 جزءا وكانت «منسي» الاولى في الطبعة الاولى وستصدر طبعة ثانية في الاسبوع القادم. ب. محمد المهدي بشرى: قصص الطيب صالح مكانها قرية ود حامد وهي قرية سودانية متخيلة وكثير من هذه القرى تنسب الى شيخ أو ولي. وقد قلنا ان نخلة على الجدول كانت الاولى، والقصص تدور حول الارض والنخيل، وكانت العلاقة بين الحفيد والجد واوضح الحفيد ان جده كان قاسيا جدا ويمتلك اراضي زراعية ولم يتحمل الحفيد الظلم الذي وقع على احد الرجال الذي اشترى منه التمر. اهتم الطيب صالح بالبيئة المحلية، ونجد في عرس الزين اهتماما خاصا بطقوس الزواج وقد تم ترشيح الطيب صالح لجائزة نوبل للآداب الا ان الموت قد غيبه. وتحدث البروفيسور محمد المهدي بشرى عن الكيفية التي استفاد بها الطيب صالح من التراث السوداني، وقد كتب الطيب عن قرية ود حامد، وهي قرية متخيلة، رغم ان هناك قرية تحمل ذات الاسم قرب شندي، وقد استفاد الطيب من هذا التراث وكيف تقوم القرى وتأخذ اسماءها حول الاولياء والصالحين، وكيف يؤدي هذا التجمع الى ازدهار القرى. وتناول الطيب في القصص النخلة وهي معروفة في تراث شمال السودان وفي التراث كله وما تحمله من دلالات ورمزية. ولا يستطيع قارئ الطيب صالح الا ان يلحظ اهتمام الطيب بالبيئة المحلية والتراث المحلي «الفولكلور». وتحدث الناقد مجذوب عيدروس عن اضافات الطيب صالح للرواية السودانية والعربية على صعيد الشكل وتقنيات الكتابة، وقد استفاد الطيب من تقنيات الدراما، السينما على وجه التحديد، انظر الى بداية عرس الزين التي تبدأ من خبر زواج الزين من نعمة والى موسم الهجرة الى الشمال التي تدور في زمانين ومكانين مختلفين. ومن اضافاته الاخرى ان موسم الهجرة احتوت على شخصيتين رئيسيتين هما: الراوي ومصطفى سعيد وهو ما عرفته الناقدة يمنى العيد «الراوي من موقعين». ومن اضافاته الاخرى انه ادخل بجرأة العامية السودانية، فأصبحت تقرأ بسهولة ويسر من المحيط الى الخليج بعد ان كان البعض يعتقد ان العامية السودانية تباعد بينهم وبين القارئ العربي خارج السودان. كما ان هناك جرأته في تناول بعض المسكوت عنه في الاوضاع الاجتماعية السائدة. وقدم الناقد عزالدين ميرغني ورقة ننشرها في هذا الملف الثقافي. وجرت مناقشات حول تجربة الطيب صالح الابداعية وقدمت قصيدة للشاعر ضياء الدين الماحي واغنية ورقصة من جنوب الوطن واختتمت الندوة بتعقيب من د. احمد صادق على ما اثير من تساؤلات.