٭ وقبل أن يبدأ الكابتن حسام الدين البدري مشواره مع المريخ وحتى يكون على بصيرة وعلى علم بالبيئة التى سيعمل فيه والمجتمع الذى سيتعامل معه وسلوك وطبيعة أبنائه وأخوانه اللاعبين الذين سيدربهم كما أنه لابد أن يتعرف على الاداريين الذين أتوا به و أنه سيلجأ اليهم وقبل كل ذلك فمن الأهمية أن يدرك كابتن حسام أنه سيدرب المريخ الاسم الكبير هنا والنادى الأكبر فى السودان صاحب التاريخ الملئ بالانجازات والاعجازات أما المحطة التى يجب أن يتوقف فيها كابتن البدري فهى جماهير المريخ والتى تجمع بين الصفوية والشراسة وفيها التناقض أيضا .وبالضرورة أن يعرف ان هناك خطرا كبيرا عليه وشريكا له فى مهمته وهو الاعلام وخاصة المريخى. ٭ الفهم الذى يجب أن يرسخ فى ذهن كابتن حسام البدري هو أن مهمته صعبة وصعبة جدا ومشواره مع المريخ سيكون بمثابة امتحان له ليس لقياس قدراته التدريبية فقط بل لصبره وعزيمته وقوة ارادته وشخصيته بالتالى قراره . فالوضع هنا ياكابتن مختلف تماما عما هو عليه فى القاهرة وان اعتبرنا أن القاعدة الأهلاوية لا ترضى فى كيانها ولا تتحمل اهتزازه فعليك أن تعلم أن الوضع فى المريخ يساوى مليارات الأضعاف فى الأهلى . فهنا جمهور المريخ وصحافته لا يقبلون الا بالفوز المقنع بمعنى أن اى نصر يحققه المريخ بدون أداء سيعتبر باهتا و مرفوضا كما أننا لا نؤمن بأن كرة القدم « نصر - هزيمة - تعادل » وما نعرفه هو أن المريخ يجب أن يفوز فى أى مباراة يؤديها فتعادل المريخ هنا جريمة وهزيمته « عيب وعار » بل هناك من يرفض اهتزاز شباك المريخ وأخرون يرون أن المريخ ان خرج فائزا فى بعض المباريات بأقل من أربعة أهداف فهو كالخاسر . عندنا المدرب هو السبب الرئيسى فى أى خسارة يتعرض لها الفريق ولا عذر له حتى وان كان غير مخطئ كما سيجد المدرب صعوبة بالغة فى حالة أن يرضخ لما تكتبه الصحف حيث يكثر المنظراتية والذين يدعون الفهم والمعرفة وعادة ما يهاجمون تشكيلة المدرب أو تبديلاته أو الخطة التى لعب بها والتنظيم الذى اختاره. الأوضاع هنا مختلفة يا كابتن فاللاعب يمكن أن يتغيب لأى سبب حتى وان كان « خال ودعم جاره مريض » والادارى يمكن أن يصرح فى الصحف ويحمل المدرب المسؤولية والجمهور سيهتف ويطالب بطرد المدرب ومن السهل والاعتيادى أن يتخصص صحفى فى الهجوم على المدرب واستهدافه بالكتابه عنه يوميا ويطالب باعفائه . فنحن يا حسام غريبين ونختلف عن كل العالمين ولدينا اعتقاد راسخ لا نقبل مجرد النقاش فيه وهو أننا الأفهم فى كرة القدم وليس هناك من يعرفها أفضل منا ولدينا أكثر من «10» صحف رياضية متخصصة فى كل منها أكثر من «15» رأيا وكل رأى من هذه مختلف عن الأخر ومن الطبيعى أن تجد فى الصحيفة الواحدة وجهة نظر تساندك وأخرى تهاجمك بل ربما يصل الأمر حد الاساءة والشتيمة والاستفزاز والتهكم والتشكيك فى قدراتك . الحال هنا سيجعلك تضع يديك على رأسك دهشة وحزنا واستغرابا وعليك أن تتوقع أى شى وان كان هناك ما نوصيك به حتى تتجنب شرورنا وتصنع مناعة تحميك من البلاوى وتكون فى مأمن من أى سوء وان أردت تحقيق النجاح فعليك بالأتى . أولا ألا تطالع الصحف حتى لا تسمم وتشتت أفكارك . ثانيا لا تسمح لأى شخص بالتدخل فى قرارك وان فعلت فسيهاجمك الذى سمعت رأيه ونفذت طلبه . ثالثا أبعد عن التصريحات فى الصحف الرياضية وتجنب الحديث للاذاعات والتلفزيونات . ليه ؟ لأن كل كلمة تنطق بها ستجد حظها من التفسير والتحوير والتعليق . ٭ أفضل سياسة تنتهجها هى التى كان يتعامل بها ابن وطنك الكابتن محمود سعد عندما كان مدربا للمريخ فقد كان سعد لايعرف الابتسامة بعد أن وصل الى قناعة بأنها تعنى الضعف هنا ونجح فى أن يجعل هناك فاصلا عاليا بينه والاعلام وكان قوي الشخصية وصاحب قرار و« ناشف » فى تعامله وكان حذرا لدرجة أنه كان لايسالم أحدا ولا يصادق ولا يثق فى أى شخص ولهذا فقد حقق النجاح وان أردت أن تأتى مسيرتك قوية وحافلة فعليك بالطريقة التى كان يتعامل بها محمود سعد. ٭ مؤكد أن للحديث بقية وأن هناك مزيدا من الوصايا والتحذيرات وسنواليك بها حتى تحمى نفسك وتحقق النجاح فى مهمتك.