أقامت جمعية الصحافيين السودانيين بالسعودية مساء الخميس الماضي ندوة بعنوان «الدور الوطني للإعلام في مرحلة الانتخابات المصيرية» بفندق القصر الأبيض بالرياض، بمشاركة الخبير الإعلامي الدكتور صلاح محيي الدين محمد الحاج والدكتور عثمان أبو زيد عثمان المستشار الإعلامي برابطة العالم الإسلامي. وحضور ممثلي السفارة السودانية بالرياض، كل من العميد إبراهيم سوركتي المستشار العام الفني للسفارة، والأستاذ حسين سليمان كويا المستشار الاقتصادي للسفارة، والأستاذ محمد إبراهيم الباهي القنصل العام بالسفارة، وعدد من رؤساء وممثلي الجمعيات المهنية والأحزاب السياسية. وخاطب الندوة من الخرطوم عبر الهاتف الدكتور محيي الدين تيتاوي رئيس اتحاد الصحافيين السودانيين، حيث تناول التعددية الصحفية في السودان، وقال: ان السودان لم يشهد مثلها من قبل، وهو الأمر الذي يساهم في إخراج الانتخابات بالشكل المطلوب. وأضاف د. تيتاوي: نعلم ما للإعلام من دور مباشر في إخراج هذه الانتخابات بصورة حضارية وإعطاء المنتخبين الفرصة بصورة متساوية، وكذلك للإعلام دور كبير في منح الناخب السوداني ممارسة حقه ببث التوعية الانتخابية، ونطلب من المنتخبين ممارسة الخطاب السياسي المناسب الذي يخدم الوطن. ومن جهته قال الدكتور صلاح محيي الدين المتحدث الرئيسي في الندوة: إن المتابع للأحداث في دارفور يرى أن الصورة مضخمة بشكل كبير لما نعرفه عن دارفور من مكانة تاريخية، ولكن ما يحدث فيها إنما هو بأيادٍ صهيونية متربصة. واشار د محيي الدين إلى دراسة قدمتها إحدى الانجليزيات العاملات في المنظمات الإنسانية، تناولت فيها الوضع في دارفور، ووجدت صورة مختلفة عما تنشره أجهزة الإعلام الخارجية. وأضاف: إن الإعلام هو السلاح القوي الذي تسير به الأمور في الدول الغربية، حيث مازالوا يعملون على استثمار الإعلام بالمليارات، وأصبح الإعلام القوة الرهيبة التي توجه العالم حتى صار كالقرية الصغيرة، وهذا ما حدث في دارفور من تضخيم الأحداث فيها وتضليل الرأي العالمي .. مما عكس معلومات مغلوطة عن السودان بصفة عامة وتصوير الوضع بالخطير، حتى وصلوا الى وصف الرئيس السوداني بالمجرم، وانه مارس إبادة جماعية وأنه مطلوب قضائياً، ولم تأتِ هذه الأحداث الا بقوة الإعلام. واكد د. محيي الدين أن الانتخابات عملية مهمة وتؤدي الى قوة البلاد، ولا ننسى أن هذا العصر هو عصر «الصعلكة الدولية» «غزة نموذجا» لهذا لا نستغرب حينما يعترف الصهاينة بأن ما يحدث في دارفور هو دور إسرائيلي ودعم قوي لتفتيت الوطن. وبين أن الانتخابات هي عمل مصيري بالنسبة للوطن لقطع الطريق أمام المتربصين بالوطن، لهذا نطلب من الإعلام أن يلعب دوراً كبيراً خاصة الصحافة لأنها السلطة الرابعة. ومن جانبه أشاد الدكتور أبو زيد بجمعية الصحافيين وبدورها الطليعي الذي تقوم به في السعودية واقامتها مثل هذه الندوات، وقال إن الاعلام المباشر هو الأكثر تأثيرا، لهذا فضلت الحضور الى الرياض من مكةالمكرمة، خاصة ان الرياض مدينة محبوبة الى نفسي. وقال: إن أهمية الانتخابات مرجعة للتطوير السياسي لكسر الدائرة الخبيثة من العسكرية الى الديمقراطية ثم الى العسكرية. واضاف: بحكم وجودي القريب من أصحاب القرار سابقا فإن هذه الانتخابات كانت مرتبة منذ عشرين عاما، وهذه الانتخابات يشهد بها العالم أنها انتخابات حزبية وتعددية، وقد تناولتها الدراسات في الدول الغربية مثل هولندا، وكانت الدراسة في شهر سبتمبر الماضي، حيث تحدثوا عن التفاصيل الدقيقة عن انتخابات السودان، وبهذا فإن هذه الانتخابات مهمة، ويجب علينا أن نكون مدركين لهذه الأهمية. واكد أن دور الإعلام مهم وقوى، وقد تناول الدكتور صلاح محيي الدين هذا الجانب، والعمل الإعلامي يحتاج منا الى توصيل صوتنا، خاصة أننا في منبر جمعية الصحافيين السودانيين. وقال د. أبو زيد إن الهدف الأول في الإعلام والإذاعة والتلفزيون والصحافة يحتاج إلى ترسيخ الحوار، خاصة عبر الجوالات، لأننا مقبلون على عصر يقوم على الاتصالات يتم فيه أسلوب قوي للخطاب ضاربا المثل بالموبايل ميديا. وأوصي الذين يريدون أن يحققوا نجاحا في الانتخابات في السودان، أن يبتعدوا عن الخطاب السياسي العنيف، بالرغم عن أن الانتخابات لم يحم الوطيس فيها. وفي ختام الندوة قامت جمعية الصحافيين ممثلة في رئيسها أسامة الوديع وأمينها العام مصطفى محكر وأعضاء المكتب التنفيذي، قامت بتكريم الدكتور صلاح محيي الدين والدكتور عثمان ابو زيد بدروع فخيمة. يشار إلى أن الندوة خاطبها رئيس الجمعية أسامة الوديع الذي شدد على أهمية حياد الإعلام خلال المرحلة المقبلة. وأدارها الاستاذ / محمود ابو شرا، وقدمها أحمد علاء الدين.