:« تُعلى المحاماة الحقوق الأساسية للمواطنين وتحميها وترقيها. ويعمل المحامون لدفع الظلم والدفاع عن الحقوق والمصالح القانونية...» «الدستور 134 -2 ». «بما أن مهنة المحاماة ركن أساسي لرسالة تصريف العدالة حيث أن القضاء مهما سما فإنه لن يحقق العدالة التي تقترب من الحقيقة مالم تقف المحاماة إلى جنبه تشد من أزره لإنجاز العدالة المطلوبة» ميثاق أخلاقيات المهنة ص 7 «. أقسم بالله العظيم أن أؤدى أعمالى بالأمانة والشرف وأن أحافظ على كلمة الحق والعدل وعلى سر مهنة المحاماة وأن أحترم قوانينها وتقاليدها « المادة 9«1» من قانون المحاماة 1983 «القسم». كلمات وجمل أصبحت لا معنى لها . أهدرت بل و احتقرت عندما يرد النظام ذلك و تسمو و تتعالى عندما يريد. فنرى السادة الزملاء في «نقابة محاميي الحزب الحاكم» يدافعون بشدة و غضب ودون مقابل عندما تسلق أحد المواطنين سور السفارة الأمريكية بالخرطوم في الأعوام الماضية و مجهودات مضاعفة للدفاع عن أعظم دكتاتور شهده المحتمع العربي المعاصر صدام حسين و المشاركة في مؤتمرات سب إسرائيل الذين يعلمون هم و نحن و كل العالم بظلمها و ضغيناها بل و هنالك مقاومة عسكرية تدافع عن مصالح الشعب الفلسطيني. و لكن تغييب هذه المبادئ و الشعارت عندما لاتريد الدولة لذلك و يختفي منهج الدفاع المقدس عن الحق عندما يمارس الظلم في بلدي و بلادهم. لم نسمع حرفاً من نقابة المحامين المكونة من أمانات الواجهة و الوجاهة التي تشمل أمانة المرأة و أمانة حقوق الإنسان فيما صدم الشعب السوداني في تسجيل الفيديو الشهير الذي أساء للدين قبل القانون. فأين السيد النقيب «المنتخب» و أين أماناته. أم أن العدل و الدفاع عن الحقوق شأن خارجي و كأن بلادنا تصدر العدل و نريد نقل التجربة إلى الخارج ، أم أنها مشروعة عندما يكون الشاكي معارضا للدولة و نظامها. ألا ترون أن واجبكم نصح النظام بسوء تلك الفعلة أم احتجبتم وراء شهوة الحكم و المال و أصبح العدل آخر ما تنظرون إليه. كنا نتوقع خروج المعتدلين منكم لمراقبة لجان التحقيق المزعومة أو نصح رئيس الجمهورية الذي إنتهج رأيا خالف فيه كل الأمة حتى متشدديها و بشرنا بقطع و صلب!! . إن مثل هذه اللامبالاة و التجاهل في الدفاع عن الحقوق يجلب منظمات المجتمع الدولي كما حدث و مازال يحدث ثم تظهر بعد ذلك نظرية المؤامرة و تظهر معها النقابة في ثوب المدافع عن المظلوم المحروم لا دفاعا عن الناس بل دفاعا عن نظام كان هو من بدأ الظلم. إن المحزن و المغضب في نفس الوقت محاولات إقناعنا بأن ماتم هو جوهر الدين و الشريعة في تكريس للجهل و الظلم و الضغيان. و مازلتم في صمتكم و كأن الأمر لا يعنيكم و الساكت عن الحق شيطان أخرس.