براءته يضاف اليها غرابة وجوده في المكان جعلني اسلم عليه وقبل ان اساله رد هو قائلا (انا سياسي ) اجابة لم اكن محتاجا لان اسمعها من اي من المتواجدين باعتبار ان فيهم جميعا درجة من الاهتمام بالسياسة التي يهتم بها كل السودانيين ولكنها فاجأتني عندما نطق بها هذا الطفل الذي لم تتجاوز سنواته السبع باية حال من الاحوال. ادم محمد عبد الله هو اسم قد يمكن ان نطلق عليه لقب اصغر سياسي سوداني التقيناه في دار حركة جيش تحرير السودان بالموردة اثناء عقد بعض العسكريين لمؤتمر صحفي من اجل مناقشة صراعات الحركة ونزاعات دارفور غير المتناهية. اجابته الاولى وثقته في نفسه جعلتني استمر معه بالحوار انت هسة ما تخلي السياسة دي للكبار وتشوف قرايتك وانا استبطن في رأسي فكرة براءة الصغار التي يحتاجها الكبار من اجل قيادة السفينة نحو بر الامان.قال لي انا بقرا في مدرسة في نيالا وفي اجازة هسة جيت الخرطوم وقاعد في شارع البلدية قبل ان يعود مرة اخري للابحار في مجري السياسة مضيفا انه يعرف مناوي اول الاسماء التي نطق بها قبل ان يضيف عليه خليل وعبد الواحد والبشير وعرمان الاسماء التي صار يعرفها معظم اطفال دارفور من الذين عاشوا ويلات الحرب والنزاع في المنطقة من الاطفال والكبار معا صراعات الكبار واختلاف وجهات نظرهم حول القضايا ولغة الابعاد والاقصاء المستخدمة في سياسة طق الحنك اليومي جعلتني انشغل عنه بعض الحين وخرج هو عندما ارتفعت مكبرات الصوت في المنصة خرجت انا امام بوابة الدار وجدته جالسا في انتظار القادمين وجه هو السؤال هذه المرة (اها الحصل شنو ؟) لم تكن لدي اجابة على سؤاله ورجعت مرة اخرى لنقطة البداية انت يا ادم داير تبقي سياسي لشنو ؟ رد هذه المرة ان الامر سيتم بعد ان ادخل الجامعة وتاني ما عارف ليه لكن امنيته في ان يصبح سياسيا رهينة بأن يدخل الجامعة ويواصل تعليمه وهو امر سيجعل امنية السياسي الصغير رهينة بما يفعله ساسة اليوم من اجل توفير الامن والاطمئنان في دارفور، الامن الذي سيحول امنيات ادم في اتجاهات اخرى تقدم الخدمة للبلد وتجعله آمنا مطمئنا وهي عكس ما يفعله السياسيون المفتون ادم بهم اليوم، فهل تتحقق امنيته ام يجد نفسه غدا في نفس المكان حاملا السلاح مثل اخرين ماتت امنياتهم تحت صليل السلاح الذي قال محمد انه يمتلك الان مسدسا لا ادري ان كان مرخصا او غير ذلك، ولكن امنيتي ان يمتلك ادم ورفاقه القلم والاستيكة من اجل مسح معاناة السنين.