اعربت الولاياتالمتحدة عن رغبتها في تطبيع علاقاتها مع السودان بعد التصويت السلمي في الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب. واعربت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لنظيرها السوداني علي كرتي عن اشادتها بادارة الخرطوم لهذا التصويت، باعتباره عنصرا رئيسا في اتفاق السلام، وقالت «نثمن كثيرا التعاون والمساعدة من قبل الحكومة السودانية لتأمين اجراء استفتاء سلمي ونحن نتطلع لمواصلة العمل مع الوزير والحكومة». وجاء في بيان للخارجية، ان كلينتون «جددت التأكيد على رغبة الولاياتالمتحدة في اتخاذ اجراءات لتطبيع العلاقات في وقت يفي فيه السودان بالتزاماته» ، فيما يتعلق باتفاق السلام. من ناحيته، كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية بي. جيه. كراولي ان الولاياتالمتحدة قد تبدأ الاجراءات القانونية اللازمة لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للاهاب في الاسبوعين القادمين، اذا اتفق زعماء شمال السودان وجنوبه على كيفية حل عدة قضايا رئيسية لم تحسم بعد، ومنها المواطنة والحدود وعائدات النفط. وقال «نحن مستعدون للمضي قدما باجراءات تطبيع العلاقات ، لكن يجب عمل عدة أشياء في سبيل الوصول الى ذلك». بيد ان كراولي عاد واوضح ان التطبيع الكامل للعلاقات سيتوقف على حل التوترات الباقية بين شمال السودان وجنوبه وتحسين الاوضاع في دارفور وهو ما وصفه بانه امر «ذو اهمية بالغة»، وقال ان الولاياتالمتحدة تريد ان تري اتفاق هدنة نهائية في دارفور، وتقديم مزيد من المساعدات الاقتصادية والتنمية للمنطقة، واستدرك بقوله ان اتهامات المحكمة الجنائية الدولية لن تؤثر على اي قرار نهائي بتطبيع العلاقات. من جهته، شدد وزير الخارجية علي كرتي انه يجب على الولاياتالمتحدة ان تنظر الى ما بعد قضية دارفور، وان تقوم بتحسين العلاقات بسرعة مع السودان للبناء على التقدم الذي حققه الاستفتاء الناجح بشأن انفصال الجنوب. وقال كرتي، في كلمة ألقاها في مؤسسة أبحاث في واشنطن «التحسين الكامل للعلاقات يجب الا يصبح رهينا بقضية دارفور». واضاف «السودانيون أوفوا بالتزام رئيسي، في ما يتعلق بتوقعات العالم.. أوفينا بالتزامنا وبالتالي فان التزامنا بالسلام يجب الا يكون موضع تساؤل». واضاف «حان الوقت لكي تعيد الولاياتالمتحدة العلاقات الى مسارها». وأكد الوزير، ان السودان يتعاون بالفعل بشأن دارفور، وقال «كلما انطلقت دعوة الى المحادثات كانت الحكومة مستعدة للمشاركة ونحن مستعدون لاية محادثات ولذا فان التحدي والعقبات تكمن في الجانب الاخر»، وكان يشير بذلك الى جماعات التمرد المنقسمة على نفسها في دارفور. واختتم كرتي زيارته إلى الولاياتالمتحدة التي استغرقت ثلاثة أيام التقى خلالها بعدد من المسؤولين بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية والكونغرس ومركز الدراسات والبحوث، بجانب مقابلات صحفية أجرتها معه عدد من الصحف الاميركية. قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية خالد موسى إن مناخ الحوار بين كرتي والمسؤولين الاميركيين كان ايجابياً للغاية، وتميز بالشفافية والوضوح وعبر الوزير خلال اللقاءات عن انشغالات وتطلعات السودانيين لرفع العقوبات الاقتصادية ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بجانب معالجة الديون الخارجية وضرورة بذل واشنطن لجهود تدعم الشمال والجنوب في الوفاء بمتطلبات المرحلة القادمة. وأضاف موسى أن الحوار والموضوعات المطروحة تعتبر تعميقاً لمنهج التعاطي الايجابي وحل القضايا عن طريق التفاوض والحوار الدبلوماسي باعتباره الوسيلة الانجح في خلق تفاهمات تفضي إلى تطوير العلاقات دون ضغوط أو شروط. وثمن المتحدث باسم الخارجة ترفيع مستوى الاتصال السياسي بين البلدين وطبيعة الموضوعات التي تم نقاشها بكل شفافية ووضوح، ما يؤكد رغبة البلدين في دفع العلاقات نحو آفاق ايجابية وتجاوز العقبات والإجراءات التي ظلت تعوق تطبيع العلاقات بين البلدين. في سياق متصل، دعت الولاياتالمتحدة، قوات حفظ السلام في دارفور»يوناميد» الى مزيد «من الحزم» في الدفاع عن المدنيين، حتى لو ان ذلك ينطوي على مخاطر على قوات الاممالمتحدة. وقالت السفيرة الاميركية في الاممالمتحدة سوزان رايس «ننتظر من يوناميد، ان تكون انشط، وعند الضرورة اكثر حزما في تأدية مهمتها لحماية المدنيين». وقال المبعوث المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي لدارفور، ابراهيم قمباري، إن السلطات الحكومية منعت بعثة الأممية الإفريقية بدارفور (يوناميد) والوكالات الانسانية من الوصول إلى مناطق القتال الذي نشب قبل أيام في مناطق بشمال دارفور. ودعا قمباري في تقرير قدمه لمجلس الأمن في جلسة خصصت لمناقشة الأوضاع في دارفور، الحكومة إلى تسهيل دخول البعثة والمنظمات إلى مناطق النزاعات ومعسكرات النازحين. وكانت معارك اندلعت منذ الثلاثاء بين القوات الحكومية وقوات حركة تحرير السودان في منطقة تابت بولاية شمال دارفور. واجرى مجلس الامن الدولي مشاورات حول السودان الاربعاء على خلفية الهواجس المتزايدة من المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين في دارفور. ومن ناحيته، قال موفد الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي الى دارفور ابراهيم غمباري ،امام مجلس الامن «نحن قلقون جدا من اعمال العنف الجديدة هذه». واوضح انه امر بعثة الاممالمتحدة في السودان الى تبني «موقفا اكثر حزما» للمطالبة بحرية حركتها.