شدد رئيس حكومة الجنوب، سلفاكير ميارديت،على ان الدستوريين الجنوبيين سيبقون في مناصبهم في الحكومة المركزية حتى التاسع من يوليو،واعتبر اي حديث خلاف ذلك خرقاً لاتفاق السلام،مبيناً ان الاتفاق ينتهي في «يوليو المقبل وليس فبراير الحالي»،وكشف في الوقت نفسه ان علم السودان سيظل يرفرف في الجنوب ،رمزاً الى ان «نسلمه للرئيس عمر البشير معززاً مكرماً»،وحيا الرئيس البشير ،ووصفه بأنه بطل السلام الحقيقي،لانه قبل بحق تقرير المصير الذي قال انه لم يكن امراً سهلاً،ووجه في الوقت نفسه الجنوبيين بحماية ارواح الشماليين وممتلكاتهم،وكشف عن اوامر مشددة اصدرها لوزير داخلية الجنوب وقائد الجيش الشعبي والاجهزة الامنية،في هذا الشأن. وتعهد سلفاكير الذي خاطب مؤتمراً صحفياً لمفوضية الاستفتاء في جوبا امس، لاعلان النتائج الأولية، بتعاون واسع مع الشمال بعد الانفصال، وقال سنظل دولتين توأماً وسنحتفظ بكل المؤسسات القومية في الجنوب،وقطع بأن حكومته لن تنزل علم السودان إلا بعد انتهاء الفترة المعنية في شهر يوليو المقبل،وأكد ان الشمال لايتحمل وزر انفصال الجنوب،مبيناً ان «جزءًا صغيراً من الشماليين وليس كلهم ،من دفعونا الى ذلك»،ودعا الجنوبيين الى التعامل باحترام مع الشماليين لانهم كانوا جزءًا منا وسيظلون كذلك.» ورأى سلفاكير أن نتيجة الاستفتاء عرضة للطعون، قبل أن يقلل من تأثير هذه على النسبة الكلية،وقال إن «المسألة لم تكن مسألة أرقام وإنما مسألة مبدأ لتكوين دولة حرة بالجنوب، وحيّا جهود زعيم الحركة الشعبية الراحل الدكتور جون قرنق الذي حقق لشعب الجنوب طموحاته،واعتبر أن انفصال الجنوب سيكون بداية حقيقية للتنمية التي قال إنها لن تتحقق إلا بإرادة الجنوبيين، وبارك دعم سكان الإقليم للانفصال وصولاً لمبتغاهم. ورأى سلفاكير أن الحديث عن أن الجنوبيين سيتخلون عن مناصبهم في الحكومة الاتحادية بعد إعلان الانفصال مباشرة مجرد شائعات، قائلاً إن الجنوبيين سيستمرون في مناصبهم خلال المرحلة الانتقالية لاتفاقية السلام والتي ستنتهي في التاسع من شهر يوليو المقبل،وقال: «سألت الرئيس عمر البشير في لقاء الرئاسة الأخير بالخرطوم، وأكد لي أن ذلك لا يتعدى حديث جرائد». وتعهد سلفاكير بأن تقيم دولة الجنوب علاقات سلمية مع كل دول الجوار، خاصة مع الشمال وسنتقيد ببنود اتفاقية السلام خلال الفترة المقبلة، وحيا جهود الرئيس البشير في إنجاح فترة الاستفتاء، واصفاً إياه ببطل السلام، ممتدحاً كذلك تعاون حزب المؤتمر الوطني والقوات المسلحة خلال الفترة السابقة لاقرار السلام،وأكد أن المناقشات بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ستستمر لحل عدد من القضايا العالقة مثل مشكلة دارفور وأزمة أبيي بجانب ترسيم الحدود، مشدداً على أنه بدون تعاون المؤتمرالوطني لن تحل تلك المشكلات. وأثنى سلفاكير على جهود مفوضية الاستفتاء التي تمسكت بقيام الاستحقاق في موعده على الرغم من شح الإمكانات والتوقعات بفشل قيامه في تلك الفترة الزمنية الوجيزة. وأكد استمرار النضال في الجنوب، وأوضح أن النضال لا يعني رفع البندقية أو حملها مجدداً،وقال إن هناك نضالاً آخر وتحدياً آخر للارتقاء بالمنطقة ونهضتها حضارياً، ودعا الجنوبيين لأن يكونوا مسالمين وأن لا يهزموا طموحاتهم التي لأجلها صوتوا للانفصال، كما طالبهم أيضاً، باحترام الغير وعدم اللجوء إلى الاضهاد أو التقليل من شأن الآخرين، قائلاً إن احترام الآخرين ينبع من احترامكم لأنفسكم.ودعا سلفاكير إلى أهمية طي صفحة الماضي ونسيان مرارات الحرب والاضهاد التي عاشوها أثناء فترة الحرب.