(1) ٭ أعادت وزارة الإعلام الحيوية للحديث الأسبوعي ووفرت منبراً للمعلومات والبيانات والحقائق، واستطاعت أن تحقق أحد المطلوبات الأساسية في مجال الإعلام وهو (الإشباع) عبر أكبر قدر من التدفق المعلوماتي، وقد استطاعت الوزارة أن تستوفي أكبر معضلتين في هذا المجال: أولاً: الالتزام والاستمرارية، فقد تم الالتزام بشكل جيد مع الاستمرارية، بما يشير إلى تخطيط ومتابعة للملف، إن أكثر اشكالات هذه المنابر عدم الالتزام، وتناقص الشخصيات حيث تبدأ بالوزير مثلاً ثم وزير الدولة ثم الوكيل وتنتهي بمدير علاقات عامة، ويبدو أن الالتزام والاستمرارية الآن تستحق الاشادة. وثانيها: هو توفير بيئة جديدة، من حيث القاعة وسعتها والأجهزة الفنية والمعدات. وتبقى هناك ثلاث ملاحظات شكلية، وهى ضرورة تحديد مساحة لكاميرات التصوير بعيداً عن الممرات، ربما إنشاء منصة خاصة للمصورين والكاميرات، وأهمية استبدال المنبر أو توسيعه حيث (تتراكم) المايكرفونات، وأخيراً النظر في اختيار يوم الثلاثاء أو الإثنين بديلاً للأربعاء، فالمطلوب هو ردة فعل على المحتوى المقترح، ويوم الجمعة والسبت تغيب فيهما الآراء وكتابات الرأي في أغلب الصحف، ومع تسارع الأحداث فإنه يكون هناك يوم الخميس فقط، وهو اليوم الذي تنشر فيه المواد ولا يمكن تحقق ردة فعل واسعة. (2) ٭ أما الملاحظات الجوهرية فتتمثل في حجم ونوعية المعلومات المتدفقة من خلال المنبر، وخلال متابعتي فإن 80% من تلك المعلومات لا تثير اهتمام وسائل الإعلام، خاصة أن أكثرها يمكن الحصول عليه من خلال تقارير سابقة أو مواقع الوزارات والمؤسسات، ومثال ذلك مهام الوزارات وتاريخها وأقسامها وأجهزتها، وهذه المعلومات تهدر وقتاً طويلاً من المنبر، ويمكن بدلاً عن ذلك استعراض خطة العام وما تحقق منها بشكل عام، على أن يتم توفير ملخص معلومات يتضمن البيانات والأرقام الأساسية، إن متابعة الإحصاءات والمقارنات تستعصي أحياناً على المتابع، ولذلك من الأوفق توزيع ملخص بالأرقام والاتجاهات العامة وما تحقق من إنجازات وما يتوقع تحققه، وبذلك نوفر قاعدة معلومات أولية، صحيح أن هناك أخباراً توزع وترسل للصحف، ولكن كل صحيفة أو مؤسسة تحاول أن تحتفظ بخصوصيتها التحريرية، ولذلك من الأوفق توفير ملخص معلومات أساسية يتضمن أرقاماً وبيانات ونقاطاً أساسية. (3) ٭ إن الصحافة عموماً تنتظر من المنبر الإجابة عن الأسئلة الرئيسة أو (الأحداث المستجدة)، ولذلك من الأوفق أن يضع المنبر للوزراء الخطوط العامة والأسئلة العامة للإجابة عنها والدخول مباشرة في (لب) الموضوع لتقليل مساحة الأسئلة المتبقية، كما أن من الضروري مراقبة المشهد السياسي العام والأحداث الجارية حتى يتسق المنبر مع الظرف السياسي السائد، وربما تتم تغطية ذلك عبر التنوير الذي يقدمه وزير الإعلام والناطق باسم الحكومة في مفتتح الحديث، إذا توسع في قضايا أكثر إلحاحاً وضرورة، والمشكلة أن الأحداث الجارية تغطي على بقية حديث المنبر، وهى معادلة دقيقة تتطلب مراجعة القائمة والجدولة بشكل دوري. (4) ٭ وأعود للتركيز على ضرورة الاهتمام بالمحتوى، والرسالة الأساسية المفترض وصولها للجمهور والرأي العام، إن إفادة محدودة وهامشية وبحسن نية يمكن أن تثير (غمامة) كثيفة وتحجب أصل الحديث وغاياته، ولذلك يجب التركيز على (المحتوى) ومراجعته، والأمر رغم حساسيته هو في غاية اليسر ويعتمد على (الخطة المرحلية، أي خطة العام، وما تحقق منها) و(الخطة المستقبلية وتوقعات التحقق) ومعالجات الإشكالات القائمة، والتوسع في القضايا الأساسية، وكل ذلك يتم إسناده بورقة معلومات وأرقام وإحصاءات. وبذلك يمكن أن يمثل حديث الأربعاء منبراً للمعلومات والآراء وتحديد الأجندة وهو المطلوب. والله المستعان.