٭ دعت الأحزاب الجنوبية منظمة العمل الدولية للتدخل العاجل بسبب ممارسة حكومة جنوب السودان لحملة فصل تعسفي طالت منسوبيها بالخدمة المدنية بسبب أحزابهم التي شاركت في الانتخابات، وقد ادى الفصل الى زعزعة الامن بالجنوب وتشريد الكثيرين ومعاناة اسرهم ،كما ان الحركة الشعبية وحسب تصريح ديفيد ديل الامين العام لحزب جبهة الانقاذ الديمقراطية تقوم بالتمييز بين الاطراف اذ قامت بمنح المقربين لها مناصب دستورية ووظائف بجانب عملها على خلق الفتن والخلافات داخل المؤسسات المدنية على مستوى الولاياتالجنوبية العشر ،الامر الذي يؤكد عدم التزامها بإتاحة الديمقراطية والتضييق على حرية الاختيار الديمقراطي. ٭ هذا اول (اسفين) تدقه الحركة الشعبية التي تود ان تقبض بيد من حديد على الجنوب وحدها كما يفعل المؤتمر الوطني شريكها القديم في الشمال ورغم ان الحركة الشعبية قد عانت من قبل عندما كانت (شريكة الانقاذ) من احكام الطوق حول رقبتها وتجاهل مطالبها لدرجة انها خرجت ذات مرة برمتها من المناصب الدستورية إلا اننا نجدها الآن تسير على ذات خطى شريكها الوطني و(تقتبس) منه هذا الدرس الذي جعل الاحزاب تتجه لدعوة منظمة العمل الدولية من اجل (فك الاشتباك) وازالة المظالم.. واذا صح الخبر فهذا يعني انها تلوذ بسياسة من (ليس معنا فهو ضدنا ومن قولة تيت).. مما يرمي بظلال سالبة على وجودها كحزب مقدر له ان يحكم دولة بكاملها ويفتح قنوات خارجية مع جيرانه ولكنه يبدو انه (يبيت النية) للانفراد بكرسي الحكم واقصاء غيره من الاحزاب حتى ولو كان الاتفاق معها على الانفصال في يوم ما هو (الهم المشترك)... ٭ طريق الحركة الشعبية محفوف بالمخاطر الآن ومنذ اعلان الدولة (الجارة) وذلك لأن البدايات دائما ما تكون قاسية وصعبة ومرة لكن الحركة الشعبية لم تستفتِ مالكا ولا زيدا (جميعهم) بل قررت المضي نحو توطين الانفصال كثقافة مطلوبة ليبقى الجنوب بعيدا عن الشمال لينطلق ما شاء له بارادة وسواعد جنوبية بيد انها الآن تخرج عن هذا المنحى (على ذمة الخبر)، فتفصل (تعسفيا) الاحزاب الاخرى اي السواعد التي ستبني معها الوطن الجديد.. ٭ لعل الحركة الشعبية تجد لنفسها هذه المساحة لكونها الحزب الاكثر عددا فتبدأ من هذه الزاوية في الاتجاه نحو سياسة (الاستعلاء الحزبي) - وقبل توزيع الحقائب الوزارية - تيمنا بصديقها اللدود المؤتمر الوطني الذي يبسط الآن يده على كل شئ ويكمم افواه الشعب بل يزيدهم تكميما بسياسة التحرير الاقتصادي التي شردت المواطن على ارصفة وموانئ الغرب والشرق فجاع من بقي وانكفأ على جوعه... ٭ اخبار لم نكن نتوقع قراءتها على صفحات الصحف من حزب بدأ يستعد للانطلاق «الشرعي» داخل دولته التي حلم بها وتحقق له ذلك لكنه بدأ يضع (حجر الاساس) لكيان دولة تحت سيطرة حزب واحد وهنا تبدو الحركة الشعبية انها استفادت من (دروس) الاعوام الخمس الماضية مع شريك نيفاشا (المؤتمر الوطني) الذي علمها كيف تجيد اطلاق النبال لتحفظ لنفسها الكرسي الدائم.. ٭٭ همسة:- تبارح محطات زماني الأفراح فانكفئ.. أندب حظاً تعيساً.. ورغم ذلك.. ألمح ضوءاً في آخر النفق.. أودع الهزائم المتتالية.. وأفرد شراع الأمل حتى النهاية..