برغم استتباب الامن والاستقرار بمناطق شمال وجنوب كاس بولاية جنوب دارفور خلال خريف العام الماضى وهو الامر الذي اسهم فى عودة النازحين الى مناطقهم واستزراع اراضيهم ، الا ان تفجر الصراعات القبلية مجددا منع المزارعين من حصاد تلك المساحات الشاسعة، وأثر هذا سلبا على توفير الحبوب مما ينذر بكارثة انسانية لعدم توفر الغذاء في وقت ارتفعت فيه معدلات عودة المواطنين الى مناطقهم .ذلك اضافة الي تحدى ثان يتمثل في كيفية توفير الخدمات الاساسية من تعليم وصحة ومياه صالحة للشرب حتى يتمكن مواطن تلك المناطق من عدم التفكير في العودة مرة اخرى لمعسكرات النزوح وهنا يعترف بعض المراقبين للاوضاع بالولاية بالاستقرار الامنى الذى تشهده مناطق واسعة بجنوب دارفور مقارنة بكثير من مناطق اخرى .ويرى مواطنون ان اكبر التحديات التي تواجهها الولاية تتمثل فى كيفية المحافظة على الاوضاع الامنية فضلا عن الالتزام بتوفير الخدمات الاساسية لاسيما ان حياة الارياف اصبحت طاردة للمواطنين فى ظل غياب الخدمات الانسانية وتهرب حكومة الولاية من مسئولياتها في وقت ظلت تؤكد فيه بان اموال الولاية كانت تذهب هدرا فى الصرف الامنى. ويشير المراقبون الى ان الوضع يشهد استقرارا يحتم على الحكومة اعطاء المنطقة بعض الاهتمام في مجال الاعمار والتنمية فضلا عن توفير الخدمات الاساسية من تعليم وصحة وغذاء لمواطنى تلك المناطق حتى يكون عاملا وحافزا مشجعا لعودة باقى النازحين الى مناطقهم بصورة تلقائية ويجمع المراقبون على ان التوسع فى الحكم وانشاء المحليات وتعيين المعتمدين والدستوريين يعتبر زيادة فى الاعباء على انسان الولاية وذلك على حسب التنمية والاعمار والخدمات الاساسية التى يحتاجها المواطن وفقا لرؤية الكثيرين ، وفى ذات الاتجاه يؤكد مواطنو مناطق كاس ان قراهم تفتقر لكافة انواع الخدمات الاساسية مطالبين بضرورة توفيرها وخاصة التعليم ومياه الشرب ..وفى ذات الاتجاه كشف مسح احتياجى انسانى لمناطق (جنوب ، غرب ، شمال وشرق كاس ) شمل 19 قرية اجرته اربع منظمات وطنية بالولاية هي المنظمة الشعبية للاعمار والتنمية ، الاسر الكبيرة ، جبل مرة والمبادرات النسائية ان هذه القرى يسودها الامن والاستقرار الا ان الصراعات القبلية الاخيرة ابان موسم الحصاد منعت المزارعين من حصد مزارعهم ما ادى الى حدوث نقص حاد فى الغذاء وفي مجال الخدمات الصحية والتعليمية تنتشر بتلك القرى الامية بنسبة 75% وارتفعت نسبة الفاقد التربوى بصورة كبيرة ما كان له الاثر الواضح على حياة المواطن وقالت الاستاذة سعدية موسى من فريق المسح ان هذه المناطق تحتاج الى تحرك واسع لاحتواء الآثار التى خلفتها الحرب فضلا عن توفير الغذاء كأولوية ومن ثم التحرك لتوفير خدمات التعليم والصحة لبعد هذه المناطق من رئاسة الولاية