٭ التعامل مع الموروث الشعبي يشكل قلب دائرة الاهتمام عند المهتمين باعادة صياغة الإنسان السوداني.. بكل ما يكتنف المجتمع من تباين عرقي ومعتقدي وثقافي وتمازج حضاري.. وهذا الواقع يشكل تحدياً لأهل هذه الدائرة.. تحدياً بكل المفهومات العامة لمعنى الثقافة والتي تعني في المقام الأول حصيلة التجارب الإنسانية وجماعة القيم ومناط المعايير السلوكية وهي الاطار الذي تقدم فيه حياة الجماعة والنواة التي تدور حولها، ومن هنا تتعدد ثقافاتنا بتعدد بيئاتنا وأطر حياتنا وبالتالي يصبح البحث في أمر اعادة الصياغة علية جهلاً متصلاً وعميقاً في مختلف الاتجاهات والبيئات والجماعات. ٭ سقت هذا رداً على الكثير من التعليقات التي أسمعها حول ما الفائدة التي تعود من الاهتمام بالأغاني والمقولات والحكايات والألغار التي أوليها عناية فائقة.. وأردت أن أقول ان الموقف من التراث هو الذي يشكل تعاملنا مع الحاضر وادارة الحوار معه من أجل المستقبل. وأنا عندما اهتم بالذي حولي وفي متناولي لا أتحدث عن التراث بشكله العام ولا بعمقه المطلوب، وجهدي مهما كثر لا يزيد عن نقطة في محيط.. فالأمر يحتاج إلى منقبين وبحاثة يغوصون في أعماق أعماق حياتنا.. ليجمعوا لنا ما خلفه أجدادنا وحبوباتنا.. في الشرق.. والغرب والشمال والوسط والجنوب الذي أصبح ولاية النيل الأبيض.. وبعدها تأتي المهمة الكبرى وهي مهمة التعامل مع الكم الهائل الذي يصور أنماط حياة وسلوكيات نحن بصدد تثبيت الايجابي منها وتجاوز السلبي الذي قد يكون لعب دوره في حينها وتجاوزه الزمن. ٭ وحتى يتوهج الإيمان بالسودان حضارة وشعباً يجب أن يتصاعد طرح القضية.. لا سيما في هذا الخضم الهائل من ضبابية الواقعين السياسي والاقتصادي والضبابية التي ترمي بظلها على جميع نواحي الحياة مما جعل الكثيرين يصرخون هلعين على القيم والأخلاق والعادات السودانية الحميدة.. يصرخون خائفين على مستقبل السودان. ٭ نحن شعب لا زال يحمل تاريخه فوق ظهره وقد يصبح ذلك التاريخ حملاً ثقيلاً يصعب علينا مع ثقله تحمل أعباء الحاضر لو لم ندرك الكيفية التي نعالج بها إنزاله من فوق ظهورنا لا سيما في مجالي الأدب والفن. هذا مع تحياتي وشكري