يلفت نظر العابر وعلى امتداد طريق الاسفلت المؤدي الى الحاج يوسف المايقوما انتشار سلسلة من»الرواكيب» لاتقي الجالسين تحتها اشعة الشمس الحارقة، هنا تعمل مجموعة من الحرفيين الذين يمتهنون الميكانيكا، وجدنا البعض منهمكاً وآخرين في انتظار الرزق .. امتدت معاناة الحرفيين بحلة كوكو منذ العام 1982 ولم تنتهِ الى الآن فما زالوا يمارسون مهنتهم بصورة عشوائية على الارصفة ولا يوجد من يستجيب لشكواهم مع انهم منضوون تحت مظلة نقابة الحرفيين. «مع الناس» وقفت على معاناة هذه الشريحة من الحرفيين الذين يكتوون بالهجير من اجل لقمة العيش وابرز مشكلاتهم التي لا حصر لها انعدام البيئة المناسبة. وتحدث الينا بابو عبدالله بخيت الذي قال لنا : ( بدأت معاناتنا منذ العام 1982 مشكلة الترحال تشكل لنا هاجسا كبيرا حيث تم ترحيلنا من مثلث حلة كوكو الى منطقة قيلي وبعدها الى المكان الحالي وبرغم ان كل عامل قام بدفع 500 جنيه فقد كانت المحلية جادة في تمليكنا اكشاكاً ثابتة والى يومنا هذا لم نرَ شيئا برغم اننا منتظمون في دفع الرسوم التي تفرضها المحلية بصورة شهرية. وعندما رفضنا دفعها كانت الاجابة بأن «بائعات الشاي والتسالي يدفعن هذه القيمة فلم لاتدفعونها انتم « واشتكى الحرفيون من افتقار المكان الى الخدمات الاساسية خاصة ان فصل الخريف على الابواب حيث تتحول المنطقة الى بركة ماء ما يؤدي الى توقف العمل . وطالب بابو بمدينه صناعية يجد فيها الحرفي بيئة افضل لكسب العيش، وافقه الرأي عبود دهب الذي وجدناه يجلس تحت احدي الشجيرات واضاف قائلا ان المكان يفتقر للخدمات تماما حتى دورات المياه يقطعون مسافات طويلة للوصول اليها ويدفعون مبالغ مادي، والذي لايستطيع يذهب الى خلف المزارع . وناشد عبود والي الخرطوم الدكتور عبدالرحمن الخضر الذي عرف بانحيازه للشرائح الضعيفة من خلال توفير المعينات لبائعات الكسرة والشاي بان ينظر بعين الاعتبار لشريحة الحرفيين بشرق النيل من خلال انشاء جملونات للحرفيين تمكنهم من الاستمرار في العمل، فيما قال خميس درجون بالرغم من انهم حاصلون على بطاقات حرفيين الا انهم يعانون التهميش ومن المشاكل التي تواجههم عدم وجود موقف للعربات التي يقومون بإصلاحها اذ يضطرون الى تأجيرعامل يقوم بحراستها الى الصباح . وعندما توجهوا بالشكوى الى رئيس نقابة الحرفيين لم يجدوا منه اذنا صاغية وتمنى عمر بابكر ان يقف المسؤولون بجانبهم بتوفير سبل الاستقرار ليتمكنوا من اعالة اسرهم ،مشيرا الى من اسماهم المتاجرين بقضيتهم من الذين اصبحوا من اصحاب الورش الكبيرة واشتكى مصطفى محمد من وجود بائعات الخمور حول المنطقة مستدلا بتواجد الكثيرين من المخمورين الذين يتسببون في المشاكل برغم المباحث التي تقوم بتمشيط المنطقة. ومن اسباب المعاناة عدم توفر مصادر مياه ما يضطر الحرفيين لشراء الماء بشكل يومي لعدم توفر خط مياه يختص بالمحلات ومازالت المحلية تماطلنا مع اننا قمنا بدفع مبلغ 500 جنيه مقابل تمليكنا اكشاكاً ودفعنا رسوماً اولية بلغت 250 جنيه واستخرجنا بطاقة الحرفية مقابل 190 جنيه لنفاجأ بإزالة الاكشاك بعد وقت قصير، وطلبت المحلية مزاولة العمل في الموقع الراهن مرة اخرى بعد منحهم ديباجات تثبت ملكيتهم للكشك. متى تنتهي هذه المعاناة ؟سؤال طرحه كل من التقيناه ، لم يتردد العاملون في ابراز استيائهم من السلطات فيما لم يخفِ البعض حالة من الامل بعد اعادة انتخاب والي الخرطوم لمواقفه الداعمة للشرائح الاجتماعية ولتوجهه الحضري في اصلاح العديد من الصور المقلوبة.