جاء تشييد مستشفى ام بده النموذجى ضمن استراتيجية حكومة ولاية الخرطوم التي كانت تقوم علي تشييد مستشفى مركزي بكل محلية بهدف التخفيف علي المستشفيات المرجعية الاتحادية وفي توطين توطين العلاج داخل المستعمرات السكانية بدلا عن الانتقال للمؤسسات المركزية، وقد تم افتتاح المستشفى على يد السيد رئيس الجمهوريه بتاريخ 21/1/ 2004 م بعد ان كانت جملة تكلفة المشروع قد بلغت « 18،5» مليار جنيه . برغم ان عمر المستشفى لم يتجاوزالسبع سنوات على افتتاحه فقد ظهرت به عيوب هندسية قد تعجل بانهياره فى لمحة عين ما يتطلب قدرا من الحيطة والحذر وابعاد المرضى والمواطنين، علما ان المستشفى يباشر عمله في استقبال المرضي بل ان هنالك حالة من التكدس على الرغم من تهالك وتصدع اسقف وجدران المبنى التى يلاحظها الزائر منذ عبوره البوابة الرئيسية للمستشفى . «الصحافة» تجولت داخل مبانى مستشفى امبده النموذجى ووقفت على حالة المبانى المتهالكة ومن مدخل المستشفى اصطحبنا احد رجال الامن ليدلنا الى مكتب المدير العام، واللافت هو ان جميع جدران واعمدة المستشفى متصدعة اضافة الى صدور الروائح الكريهة التى تزكم الانوف فقد كانت البيئة متردئه ما يدل علي عدم انتظام النظافة ، وطيلة مكوث الصحيفة وتجولها داخل المستشفى لم يكن هنالك اثر لوجود عامل نظافة واحد. وصلنا الى مكتب المدير الطبى و وجدنا امام مكتبه موظفا تحدث الى الشرطى ومن ثم سمح لنا بالدخول فوجدنا موظفة تتناول وجبة الافطار، وعندما سألنا عن المدير الطبى تجاهلت الرد تماما ليجبنا الموظف بان المدير قد خرج كنا نريد الحديث عن المستشفى فسألنا ان يدلونا عليه او منحنا رقم هاتفه بغية التنسيق والعودة اليه ، وهنا نطقت تلك الموظفة واجابت انها لايمكن ان تعطى تلفون المدير الى اي شخص وكما انها لن تمنح رقم هاتفها الشخصى وبعد ان تأكد لنا بان تلك السكرتيرة تفتقر لاسلوب التعامل مع الاخرين . احد مرافقى المرضى قال عندما تم افتتاح ذلك المستشفى استبشر اهالى المنطقة خيرا اذ رأوا فيه مؤسسة علاجية نموذجية وكان الاهالى يأملون ان يكون نموذجيا فى جميع النواحى الا انه للاسف بدأت تظهر عليه تلك العيوب الهندسية بصورة لاتخفى عن العين ويلحظها كل زائر، ومضي الرجل للقول لو كانت اوضاعهم متيسرة لما ترددوا علي المستشفى لانه قابل للسقوط في اية لحظة عليهم ، غير ان العوز والحاجة هي التى اجبرت المرضى للعلاج فيه، واضاف قائلا وعلى الرغم من الخطر القادم والذى يزيد سوءا يوميا الا ان الجهات المختصة لم تحرك ساكنا . هدفت «الصحافة » للحصول علي عدد من الاستفسارات اهمها هل هناك خرطة مجازه من الناحية الهندسية وتمت مناقشتها بين المختصين ؟ وهل هناك عطاءات تم طرحها على شركات البناء والمقاولون ؟ وماهى الاخطاء الهندسية التى صاحبت انشاء المستشفى ؟ هل تم اكتشافها لحظتها ؟ وماهو الاجراء الذى تم حتى الان لمداركة الاخطاء التى ارتكبت ؟ ومسؤولية من هذا التصدع المخيف ؟ هل هو مسؤولية مقاول ام استشاري ام ان ثمة خلل في مدخلات البناء ؟ «الصحافة» ستعمل لاحقا للبحث عن اجابة لهذه الاستفسارات؟