بمجموعة من العروض الفنية والثقافية التي تهدف لنشر الوعي بتراث دولة قطر البحري الغني بالوان الفنون المختلفه، افتتح مهرجان قطر البحري في نسخته الثانية بالعاصمة القطرية الدوحة، وسط حضور دبلوماسي واعلامي وفني كبير، حيث احتفت خلاله الدوحة بتراثها البحري الثري الذي شكل حاضر الانسان القطري عبر المهرجان الثقافي الابداعي الذي يجسد التراث القطري، ومثل التاريخ القطري القديم مستلهما الحياة من أعماق البحر، وقد شكلت لوحات المهرجان وفعالياته الثقافية المصاحبة له بعدا فريداً في حياة الانسان القطري، وعكست تاريخ الحياة القطرية التي انطلقت بداياتها من عرض البحر، قبل أن يشكل حاضرها الحداثي الذي استلهم مكوناته من ذاك البحر في الانطلاق لآفاق المستقبل. الدوحة تحتفي بتراثها البحري وقد قف المشاركون في حفل الافتتاح على التعرف على الإسرار التي جعلت من البحر موطن وسر الحضارة القطرية والاحتفاء بجذورها التاريخية، حيث شكل البحر مصدراً للثروات، وسر ازدهار وثراء الشعب القطري، ومثل الاحتفال بأسرار البحر دعوة لإحياء ماضي الاجداد والاحتفال بذكرياتهم، وتشجيع الجيل الحالي على استكشاف البحر وتقاليده. وكان الماضي والحاضر القطري بالصوت والموسيقى على شاطئ البحر، ومن على مسرح مكشوف ومزين بديكور رائع، امتزجت فيه اللمسة القطرية والايطالية في رسم لوحة ابداعية عبرت خلال مجموعة من الاستعراضات عن علاقة الإنسان بالبحر، وذلك من خلال طفلة يروي لها جدها حكاية الإنسان القطري مع البحر منذ القدم، وكيف استطاع الإنسان أن يستثمر وجوده على الساحل، وأن يأخذ من البحر الذي اخذ من جهدهم وحياتهم بقدر ما اعطى، فاللؤلؤ في مغاصاته البعيدة كان الهدف من الغوص في رحلة تستمر لأربعة شهور، وبين الذهاب والإياب عالم من الحكايات والروايات، واسرار مازال اكتشاف حكمتها مستمراً. ويستطرد الفنان ناصر المؤمن الذي قام بتجسيد دور الجد وراوي الاحداث، عبر سلسلة من الاشعار والتنقل بين اللوحات المعروضة، الى أن يصل زمان النفط الذي بدأت فيه علاقة الإنسان بالبحر تتراجع، حين تزايدت اسباب الحياة على الشاطئ، الى ان اصبح مع الايام قصة وحكايات يتغنى بها الشعراء والكتاب، واستلهم منها المؤلفون مؤلفاتهم التي لا تتشابه ولا تنقطع. وتستذكر مسرحية «أسرار البحر» التراث البحري للشعب القطري، وتلامس التقاليد القديمة وطموحات المستقبل، وتمزج ألحان «أسرار البحر» الأجواء العالمية مع الأجواء القطرية، وقدمت مشاهد تفاعلية ثرية جميلة بنمط موسيقي متناغم. ويجسد الديكور في المسرحية البساطة باستخدام التقنيات الحديثة في الديكور المتحرك لتمثيل مشاهد مختلفة في اللوحات، وتلعب الطفلة المياسة المري دوراً كبيراً في المسرحية بسؤالها عن ماضي وحاضر ومستقبل قطر، وتولى الفنان القطري ناصر المؤمن دور شخصية الراوي في المسرحية الذي يحكي حكاية الماضي والحاضر والمستقبل. أما اللوحة الأخيرة في المسرحية فقد كانت عن العصر الحديث والإنجازات من خلال العلم والجامعات والبناء والتشييد والعمارة والهندسة، وتعاظم دور قطر التي رعت السلام في كثير من البلدان العربية والدولية، وفق رؤية منهجية خطها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، استطاع من خلالها أن يصل بقطر الى مصاف الدول الكبرى في العالم. وقد استطاعت اللجنة المنظمة لمهرجان قطر البحري خلال الفعاليات التي اقامتها واستقطبت جمهورا غفيرا، نشر الوعي بتراث قطر البحري الغني، وتعريف رواد المهرجان بماضي قطر، وكيف أنه شكل حاضرها ومستقبلها. قطر تستكشف أسرار البحر: مثل مهرجان قطر البحري، تجربة فريدة وملمهة للشعوب في كيفية الاحتفاء بماضيها وتراثها، وعكس الماضي للأجيال الجديدة التي استهوتها الحضارة الراهنة دون الغوص في جذور وأعماق الحاضر الذي استمد وجوده من ذلك الماضي بثرائه البيئي والثقافي والفكري. واستهدفت فعاليات المهرجان التي عرضت على الجمهور والزوار، التركيز على عكس الثقافة القطرية وجذورها الممتدة من البحر قديماً الى واقع حاضرها اليوم في الخارطة العالمية، وكذلك اهتمت فعاليات المهرجان بالتعليم والبيئة والرياضة والترفيه، حيث شكل المهرجان وسيلة للترفيه من خلال «أسرار البحر» وغيرها من الأنشطة التي جذبت الجمهور، كما أنه مثل وسيلة للتثقيف وإثراء الحياة من خلال تقديم تاريخ قطر، وكيف تطور إلى ما أصبح عليه اليوم، وعكس كذلك خطواته للمستقبل. ويعد مهرجان قطر البحري حدثاً سنوياً تتركز نشاطاته على الفعاليات التعليمية والثقافية والمائية، ويهدف إلى تشجيع التراث القطري والاحتفال به، ويقوم المهرجان على خمسة أركان رئيسية هي: الثقافة والتعليم والبيئة والرياضة والترفيه، كما يسعى المهرجان إلى نشر الوعي بين المقيمين والزوار في دولة قطر من خلال إحياء التراث البحري الغني الذي تتمتع به الدولة. حول أسرار البحر: العنوان الأبرز لمهرجان قطر البحري تجسد من خلال تقديم «أسرار البحر» وهو عرض موسيقي مسرحي قدم لأول مرة، وتم انتاجه حصرياً لعرضه في الدورة الثانية للمهرجان، وشكل هذا العرض الحدث الأبرز في المهرجان البحري، حيث احتفى فيه القطريون بروح الإلهام التي بعثها فيهم جمال وسحر البحر الذي امتزج بتراثهم على مدى الاجيال، واستذكروا من خلاله أجدادهم وحفزوا آباءهم لاستكشاف البحر وتقاليده الساحرة. ويعد «أسرار البحر» عرضاً موسيقياً مسرحياً يستذكر التراث البحري للشعب القطري، ويلامس التقاليد القديمة وطموحات المستقبل، وقام بإخراج هذا العرض المخرج الايطالي العالمي الشهير غينو لاندي، وهو من تأليف الموسيقار القطري فيصل التميمي والموسيقار الايطالي ريناتو سيريو. وصممت القطرية وضحة السليطي الملابس التقليدية التي تعتبر جزءاً مهماً في هذا العرض. وجسد الكرنفال المصاحب لفعاليات المهرجان ملامح وخصائص التراث القطري، حيث شملت الفعاليات المصاحبة للمهرجان «النافورة الراقصة»، وقدمت من خلالها عروضا ساحرة للمياه والموسيقى والأضواء، كما تم تقديم «عروض فلكلورية» لفرق موسيقية متنوعة. كما عرضت «سينما السيف» أفلاماً وثائقية شعبية تناولت الحياة البحرية، وأفلاماً روائية والرسوم المتحركة، ويشارك في مهرجان قطر البحري عشرة من نحاتي الرمال المعروفين على مستوى العالم، حيث عرضوا مهاراتهم من خلال عمل مجسمات رملية أمام الحضور. البحر القطري يجمع العرب: مثل مهرجان قطري البحري الثاني، سانحة فريدة لجمعه عدداً من الصحافيين من الدول العربية التقوا في فعاليات المهرجان الذي قدموا لتغطية فعالياته، حيث مثلت فعاليات المهرجان فرصة لتواصل الصحافيين العرب فيما بينهم، كما شكل وجودهم في المهرجان مدخلاً لابتدار حوار بين الصحافيين العرب من مختلف الدول، حول هموم وقضايا الراهن العربي، كما تبادل الصحافيون التعريف بواقع دولهم على ضوء التطورات الراهنة التي تشهدها المنطقة العربية، وكيف سيتشكل مستقبلها على ضوء الثورات العربية وحالة التغيير التي تشهدها الكثير من البلدان العربية.