بخطواتهما ونظرات الطفولة البريئة التي في عينيهما نظرات تغطيها الحسرة وتغتالها لحظة غياب الوالد او بابا ،اعاد لنا عبد الوهاب واخوه الصغير «السبكي» ابناء السبكي او ابناء الصحافة في صالتها حالة الحزن ونحن ننظر ذات اليمين هناك في المنضدة التي لم يستطع اي منا استغلالها برغم ضيق الصالة «منضدة السبكي » التي يشغل كل الصالة عند وجوده كما يشغلنا الان فقدانه ،جعلنا نستعيد شريط الذكريات وصباحات الصحافة المبدوءة بالسبكي تختلف عن صباحاتها الان فالصباحات المملوءة ابتسامات صارت هي صباحات مملوءة املا وكل منا عند وضعه لاولي خطواته في السلم يمني النفس بان يجد جعفر هناك في مكانه الطبيعي ويسابق الاخرين من اجل مكاتفته في رحلة الصعود الي الكافتريا من اجل تناول الافطار الذي يقيم صلبنا من اجل مواصلة رحلة اللهث اليومي في سبيل الحقيقة والبحث عنها من اجل بناء وطن لايظلم فيه احد . آه كم كانت اوجاعنا اقل ونحن نري عيون عبد الوهاب والسبكي وبقية افراد أسرة جعفر كم هو مؤلم ان تنتظر قدوم بابا ولا يأتي، وكم هو مؤجع ان تنتظر ابنك ولا يعود كما تعودت ذلك ، كم هي موحشة تلك اللحظات وما اطول هذه الساعات المكسوة سوادا ومعها لهيب الانتظار الذي يحرق براءة هؤلاء الصغار في انتظار قدوم بابا الذي طالت فترة غيابه عنا وعنهم، الغياب الذي جعلهم يرفعون تلك اللافتات بعباراتها المكتوبة «عايزين بابا » عبارة نطق بها هؤلاء الزغب وكلهم امل في ان تعود البسمة الي منزلهم وان يعود للاكل طعمه حينما تمد به يد السبكي دعوة تنتظر من يستجيب لها خصوصا وانها تتدثر باثواب الطفولة وهي نفسها اللافتة التي يتجاوز التعبير بها صغار السبكي الي كل ناس صالة الصحافة ويتردد صداها «عايزين بابا » . عبد الوهاب والسبكي ابتسامة تنتظر فقط توقيع السلطات انطلاقا من مبادئ الانسانية وابتسامات اخري وبقايا ونسة لم تكمل في صالة الصحافة تنتظر فقط عودة جعفر لخلق مزيد من الابتسامات.