افتتاح كوبري رفاعة الحصاحيصا الذي تم على يد السيد رئيس الجمهورية في السادس والعشرين من شهر مايو من عام 2009 م، يمثل أنجازاً كبيراً لأهل المنطقة بعد أن ظل حلماً يراودهم لفترة تجاوزت نصف القرن من الزمان. ولا شك أن هذا الإنجاز من شأنه أن يساهم مساهمة فعالة في ترقية الخدمات وتطوير الاقتصاد وإعادة مدينة رفاعة إلى وضع أفضل من سيرتها الأولى، وجعلها مركزاً من مراكز الإشعاع التعليمي والثقافي، وتحسين الوضع الاقتصادى للمنطقة الغنية بإنسانها وخيراتها، والآن والحمد لله ومع اقتراب اكتمال طريق الخرطوم مدني على الضفة الشرقية، أصبحت مدينتا رفاعة والحصاحيصا واسطة العقد لمنطقة ستشهد في المستقبل القريب نهضة تنموية وصناعية كبرى بإذن الله. لقد تحقق إنجاز كوبري رفاعة الحصاحيصا نتيجة للمطالب الجماهيرية المتصاعدة، عبر التراكم الكمي منذ استقلال السودان بقيادة نفر كريم من أعيان المنطقة، وقد تصدى لها قيادة وترويجاً أحد أبناء مدينة رفاعة البررة وعضو المجلس المركزي «برلمان حكومة عبود» آنذاك السيد النور التنقارى. وفي جلسة المجلس المركزي رقم 34 بتاريخ: 23/6/1964م. السؤال رقم «307» السيد/ وزير الحكومات المحلية « هل بالإمكان معرفة مدى نية الحكومة في بناء كوبري بمدينة الحصاحيصا لربط الضفة الشرقية للنيل؟». وكانت إجابة السيد/ الوزير على السؤال كالتالي: «التمس رجوع العضو المحترم إلى إجابتى على السؤال رقم «138» الذي يجيب على هذا السؤال، وفى هذا الخصوص أعبر عن أسفى للإعلان عن أنه في الوقت الحاضر ليس هنالك أي تفكير في تشييد كوبري على النيل الأزرق قبالة الحصاحيصا أو أي مكان آخر مجاور، وأن الكباري باعتبارها وسائل للاتصال مكلفة جداً، ولا يمكن تشييدها الا لحاجة اقتصادية قومية، مثل عبور خط سكة حديد أو تلاقٍ لطرق ذات تأثير على حركة الصادر والوارد التي تعتمد عليها اقتصاديات البلاد». وواصل السيد النور التنقارى بسؤال أضافي في نفس الجلسة «إن المنطقة التي تقع على الضفة الشرقية للنيل الأزرق منطقة واسعة وغير متطورة وفقيرة، ولا يمكن تطويرها ما لم يتم ربطها بالجزيرة، وأن تشييد هذا الكوبري مرتبط بمشروع الرهد. واطلب من السيد الوزير إعطاء هذا الموضوع عناية خاصة». وتقدم أيضاً السيد/ أحمد يوسف علقم عضو المجلس بسؤال إضافي أو تكميلي في نفس الخصوص «هل يعلم السيد/ الوزير أنه بعد تنفيذ امتداد المناقل ستحتاج الجزيرة إلى مساعدة الضفة الشرقية للنيل الأزرق لإمدادها بعمال لقيط القطن؟ وإذا كان الأمر كذلك أليست هنالك أهمية لاتاحة وسيلة اتصال في المنطقة؟». وكان رد السيد/ وزير الحكومات المحلية كالتالي «أعتقد أن الأسباب التي تم توضيحها بواسطة العضوين الموقرين ليست كافية لتبرير إنشاء الكوبري، وأن المنطقة فقيرة بسبب عدم وجود أنشطة اقتصادية، وان هنالك وسائل أخرى لترحيل العمال لامتداد المناقل، وأن مشروع الرهد لم يتم تنفيذه حتى الآن». التحية للخالدين والحاضرين من أبناء المنطقة الذين ساهموا في تحقيق الإنجاز، وأخصُّ الرواد الأوائل النور التنقاري وأحمد يوسف علقم، وأدعوا أبناء المنطقة لتكريمهم في الاحتفال بالعيد السنوي الثالث لهذا المرفق الحيوى المهم.