* جاء في الخبر ان المجلس التشريعي لولاية البحر الاحمر منع ممارسة الختان بكافة أشكاله وأنواعه من خلال اجازته يوم الأربعاء الماضي لتعديلات جديدة في قانون الطفل العام (2007م) في مرحلة القراءة الرابعة، الذي وجد ارتياحاً كبيراً من أعضاء المجلس لأهميته في حماية المجتمع. وكشف رئيس اللجنة القانونية والأمنية بالمجلس محمد طاهر الأمين أن لجنته قامت بدراسة التعديلات بعد ان عقدت عدة اجتماعات مع الجهات المختصة وعلى رأسها الشؤون الاجتماعية ونيابة الطفل وحماية الأسرة والطفل بالولاية وتوصلت اللجنة الى الغاء قانون الطفل (2007م) فيما اعتمدت قانون الطفل (2011م). * (داس) تشريعي البحر الأحمر على كل (الهرجلة) القديمة والتي كانت بمثابة ساحة ل(اللف والدوران) حول ختان الإناث والتي اشترك فيها كثير من الناس (مجّد) بعضهم الختان ورفضه البعض فيما التزم ما تبقى الصمت! فظل الباب (موارباً) بيد أن تشريعي البحر الأحمر وبخطوة ثابتة وجريئة (أغلق) الباب نهائياً في الولاية فاستحق منا (التصفيق).. * مازال ختان الإناث هو وصفة (الجدل البيزنطي) في بلدي تعقد من أجله الندوات والمنتديات وورش العمل وتظل النتيجة (معلقة) بحبل يتدلى من سقف (الكلام) الذي لا ينتهي ب (حسن) خاتمة تذكر.. فتختتن الأنثى وتنزف حتى الموت.. * في الخرطوم (العاصمة الحضارية) مازالت بعض الاسر تمارس ختان طفلاتها بمباركة (الحبوبات) اللائي يلزمن بناتهن وازواجهن على أداء هذه العادة القبيحة بكامل (طقوسها) مع تجاهل تام للعواقب الوخيمة التي تطال الطفلة حتى آخر لحظة في حياتها هذا ان لم تفارق الحياة بسبب نزف او تسمم أو غيره.. * حمل السودانيون هذا الختان معهم الى خارج السودان فمارسته الأسر في الغربة ب (رضا) تام مع احتساب انها أنجزت أحد أهم (الاعمال) وازالت (هماً) كان يلازمها ليلاً ونهاراً. * لا أدري لماذا يستمر الحوار حول هذه العادة التي اثبت الاطباء مشكلاتها اللاحقة فبرغم ذلك لايزال منع الختان يخضع للتصنيف، فبعضهم ومن منظور ديني يتمسك بأحاديث ضعيفة ويمارس الختان (عياناً بياناً) تحت مسمى (ختان السنة) فيمنح الطفلة شهادة (الاجراء) القانوني بعيداً عن (الختان الفرعوني) الذي تصفه ذات (الفئة) بأنه هو الذي يجب عدم (الاقتراب) منه وفي الحالتين تشويه للصورة التي خلق الله عليها المرأة بل ووصمها بفعل لم تمارسه الدولة التي تطبق شرع الله تماماً ولم تسقط منه شيئاً.. * خطوة جريئة تلك التي أقدم عليها تشريعي البحر الأحمر الذي قرر (قطع العرق وتسييح دمه) كما يقول المثل المصري الشهير إذ أعلنها صراحة منع الختان بكافة (أشكاله وأنواعه) فخرج بذلك من دائرة (القرار المهزوز) والحلقة الضعيفة الى أخرى ستظل تشهد للمجلس بانجاز غير (مسبوق) منح المرأة وجوداً كاملاً بجسد كامل لم تشوهه عادات بالية و(مستجلبة) بل وتسبب ان نجت الطفلة من الموت مشكلات صحية ونفسية الى آخر حياة الطفلة.. * العفة سلوك لا يشكل الختان حارساً لها فمن يتمسك بالختان ل (يحمي) به سلوك طفلته مستقبلاً فانه مخطئ بلا شك فالتربية وغرس الاخلاق الفاضلة والثقة واحترام الذات واتباع الطريق السليم وديننا الحنيف هو ما يجب أن نلوذ به.. * وقفة تقدير وحزمة تهاني أرسلها مشفوعة بألف وردة الى مجلس تشريعي ولاية البحر الأحمر الذي توج المرأة بالوعد والبشارة. همسة: يا سيدتي المغزولة من رائحة الدعاش.. ولون الصباح وبرق الخريف.. يهديني الطريق اليك.. فأهديك في قلبي مكاناً وظلاً وريف..