٭ السودان أسهم فى تأسيس معظم الاتحادات الرياضية بالوطن العربي وافريقيا.. هذه حقيقة يعلمها كثير من الرياضيين، وتم ذلك بجهد اداريين رياضيين محنكين فى ذلك الوقت أسسوا جيدا للرياضة، وانطلقوا بها الى الامام. وبالفعل كان النجاح حليفها حتى سبعينيات القرن الماضي على مستوى كرة القدم وكرة السلة والعاب القوى والملاكمة.. وهذا على سبيل المثال لا الحصر، الا انه بعد حقبة السبعينيات شهد السودان تراجعا رياضيا مريعا عصف به الى مراكز متأخرة فى سلم الترتيب عالميا وافريقيا وعربيا، واستمر الحال حتى الآن عدا بعض الاشراقات هنا وهناك سواء فى كرة القدم او العاب القوى. ٭ فى السودان أكثر من «25» منشطا رياضيا لها اتحادات عامة تشرف على نشاطها على مستوى القطر وتنظم البطولات القومية، وذلك بعد اجراء التصفيات اللازمة على صعيد الاتحادات المحلية بمناطق ومدن السودان المختلفة، ومن ثم تجرى المنافسات القومية كما ذكرت، ليتم بعد ذلك اختيار الفرق التى ستمثل السودان خارجيا حسب نتائجها فى البطولات القومية، وأيضا يتم تكوين المنتخبات الوطنية للرياضات المختلفة بعد تلك المنافسات التى يفترض أن تكون قوية لتفرز منتخبات قوية تستطيع أن تقارع المنتخبات فى دول العالم الاخرى، وهذا ما يجب ان تقوم به الاتحادات. ولاكتمال الحلقة هناك وزارة الشباب والرياضة المعنية بالموافقة على التمثيل الخارجى، وللقيام بذلك لها معاييرها للتصديق بالمشاركة، فهى تتابع نشاط الاتحادات الرياضية، وتقدم لها الدعم اللازم من أجل التجويد وانجاح المنافسات، وعلى الاتحادات التعاون والتنسيق مع الوزارة واطلاعها اولاً بأول على البطولات الخارجية التى تود المشاركة فيها، او التى ترغب فى استضافتها بالسودان، لتتخذ الوزارة القرار المناسب بناءً على متابعاتها، لأن تمثيل السودان فى المحافل الخارجية ليس بالأمر الهين. ٭ سقت هذا بمناسبة غياب حلقات مهمة فى الاتحادات الرياضية، ورغم ذلك نجد أن تلك الاتحادات تشارك خارجيا والوزارة توافق لها دون أن تمحص جيدا فى جدوى تلك المشاركات التى فى معظمها كان الفشل ملازما لها، وللأسف يتكرر ذلك كل عام، وتحدث الخبراء الرياضيون كثيرا عن ايقاف تلك المشاركات التى تؤثر سلباً على سمعة السودان الرياضية، الا ان رجال تلك الاتحادات لم يستجيبوا للنداءات، ليكرروا الفشل عاماً بعد عام، ويتم ذلك وكأن وزارة الشباب والرياضة ليس لها دور، مع العلم أن لها ممثلاً فى كل بعثة رياضية للخارج. ولا ادري هنا ما الدور الذى يقوم به اذا نظرنا الى الفشل المتكرر. ٭ عموما هذا ما كان يحدث فى السنوات الماضية، وأرجو الا يستمر فى عهد الوزير الحالي حاج ماجد سوار الذى حقيقة بدأ بداية موفقة لبناء أساس سليم للرياضة يساعدها على الانطلاق مرة أخرى لتكون على الاقل فى المقدمة الافريقية والعربية. ٭ ووزارة الشباب والرياضية فى الفترة الاخيرة ظلت تقدم الدعم المادي المطلوب لكثير من الاتحادات الرياضية، وبالتالي عليها متابعة النشاط الرياضي بتلك الاتحادات وتقييمه التقييم اللازم، خصوصا أن بالوزارة خبراء فى المناشط الرياضية المختلفة، وذلك حتى تتم الموافقة للمشاركات الخارجية على أساس سليم. وهذا بالمناسبة ما يحدث فى كل دول العالم، وأذكر منها مصر التى تحدد مسبقاً انها ستأتى بنتائج ايجابية فى منشط كذا وكذا، وهذا بناءً على تقارير ومتابعات دقيقة من المختصين، وبالفعل عندما تعلن النتائج تكون متطابقة بصورة كبيرة.. أما المشاركة من أجل المشاركة فهى غير مجدية، واذا كان الاداريون يودون السفر فهذا شيء آخر، أما التمثيل باسم السودان رياضياً فهذا مرفوض. ٭ وأخطأ اتحاد الكرة عندما دعا سكرتير «سيكافا» الى الخرطوم لإعلان استضافة السودان لبطولة اتحاد شرق ووسط افريقيا للأندية فى شهر يونيو المقبل، وتم كل ذلك ووزارة الشباب والرياضة المعنية بالأمر لم تُخطر، ولذلك اقول حسناً فعل الوزير حاج ماجد سوار عندما رفض تلك الاستضافة التى لم تأتِ عن طريق الباب. ٭ وبعد النجاح الذى تحقق فى بطولة الأمم الافريقية للاعبين المحليين التى استضافها السودان فى فبراير الماضي، وجاء ذلك النجاح للجهد الكبير الذى بذلته وزارة الشباب والرياضة وتعاون الاتحاد الكبير معها، أتى الأخير ليضرب ذلك النجاح وذلك التقدم الذى حدث، بإعلانه لاستضافة بطولة خارجية فى ظل عدم علم الوزارة المعنية بالأمر.