استحالت التحذيرات من تفجر الاوضاع في ابيي الى واقع ملموس امس، عندما دارت مواجهات دامية بين قافلة تابعة للجيش وعناصر من شرطة جنوب السودان مرابطة في المنطقة، ما اسفر عن سقوط 13 قتيلا كحصيلة أولية لعدد الضحايا، ومارس الشريكان هوايتهما في تبادل الاتهامات. وقال رئيس ادارية ابيي دينق اروب كوال ان قافلة من القوات المسلحة دخلت المنطقة المتنازع عليها واشتبكت مع شرطة الجنوب ما أسفر عن مقتل 12 شخصا، بينما اتهم وزير الداخلية ابراهيم محود حامد، شرطة الجنوب بأنها هي التي بدأت القتال. وقال حامد ان قوة الجيش كانت تريد فقط الانضمام للقوات مشتركة المؤلفة من القوات المسلحة والجيش الشعبي في المنطقة تنفيذا لبروتوكول الترتيبات الأمنية، وذلك بعدما ارسل جيش الجنوب مزيدا من القوات للمنطقة، لكن الجنوب نفى بحسب رويترز ارسال مزيد من القوات الى ابيي. وأوضح وزير الداخلية ان «الجيش الشعبي شارك بجنوده في القوة المشتركة وان القوات المسلحة هوجمت حين اتت بجنودها». من جانبه، قال حاكم أبيي دينق كوال اروب ل «الصحافة» ان مجموعة من القوات تتبع للشمال إشتبكت مع شرطة أبيي عند نقطة توداج 17 كيلومتر شمالي ابيى ما أسفر عن 13 قتيلا. واوضح كوال ان قوة مؤلفة من ست عربات لاندكروز محملة بدوشكا ومدافع آلية دخلت حدود أبيي الأحد الماضي، دون علم مسبق لادارية المنطقة ما دعا شرطة ابيي الى إيقافها، واضاف «كان ذلك في الرابعة من مساء الاحد وتم اخطارنا بعد ساعتين» واضاف «بعدها أتصلت بقائد القوات الشمالية وطالبنا بإرجاع القوة الى منطقة دفرة الى ان تكتمل الإجراءت المتبعة لدخولها للمنطقة حسب الاتفاقيات المسبقة». وكشف كوال انهم اتصلوا بقائد القوات الجنوبية في جوبا ميرال سنوانق الذى طالب بدوره برجوع القوات الى منطقة «دفرة» الى حين إكتمال إجراءات دخولها، وقال «ظلت الشرطة فى إنتظار التوجيهات للسماح بدخول القوات» واضاف «الا ان احد العساكر التابعين للقوة ضرب الشاويش المتواجد فى نقطة الشرطة ما اسفر عن الأشتباكات». وقال كوال ان عناصر القوة جزء منها يتبع للكتيبة (31) التي تنتمي للجيش، وزاد «حسب مصادرنا يظهر ان هذه القوة كانت تبيت سوء النية للهجوم على أبيي» واضاف «نتوقع ان يحدث هجوم آخر وما زلنا نتلقى المعلومات،» واكد عدم تدخل القوات الشمالية والجنوبية لإحتواء الموقف، واستهجن اروب تصريحات البشير فى زيارته الأخيرة لولاية جنوب كردفان وقال «ان المنطقة لن تهدأ في ظل تصريحات تعقد الأوضاع في المنطقة المتوترة اصلا». وافاد كوال «رويترز» بأن كتيبة من جيش الشمال مؤلفة من ست مركبات تحمل على ظهرها مدافع آلية دخلت المنطقة الحدودية منذ يوم الاحد. وابلغ كوال رويترز «ليس لديهم تصريح» في اشارة الى بروتوكول الترتيبات الأمنية الذي يقضي بأن تسير قوة مشتركة خاصة بين الشمال والجنوب دوريات في ابيي. وزاد «بدأ اطلاق النار بعدما اصر ضابط في الجيش على الدخول، ومنعت الشرطة القافلة...انها خطة غزو». وقال محللون ان أبيي من اكثر اماكن النزاع المرشحة للاشتعال قبل انفصال جنوب السودان المزمع في يوليو، حيث يزعم كل من الشمال والجنوب احقيتهما بأبيي وهي منطقة تضم مراع خصبة واحتياطات نفطية. وحشد الجانبان قواتهما واسلحة ثقيلة حول المنطقة التي لم يتم تطويرها حسب ما تظهره صور التقطتها الاقمار الصناعية، وما اعلنته الاممالمتحدة.