كادوقلي (السودان) (ا ف ب) - دخلت قافلة مسلحة من الجيش السوداني النظامي منطقة ابيي المتنازع عليها ما ادى الى حصول مواجهات مع الشرطة المحلية اسفرت عن سقوط 14 قتيلا، بحسب ما اعلن الثلاثاء المسؤول عن المنطقة والاممالمتحدة. وقال دينغ اروب كيول لوكالة فرانس برس ان الصدامات وقعت الاحد عندما اصر ضابط من جيش الرئيس السوداني عمر البشير دخول المنطقة بالرغم من محاولات الشرطة وقف قافلته التي كانت تضم 200 جندي وست مركبات رباعية الدفع نصبت عليها رشاشات. واضاف هذا المسؤول الذي عينته الحكومة الجنوبية في كادوقلي، كبرى مدن ولاية جنوب كردفان على الحدود مع جنوب السودان "قتلوا رقيبا من الجيش الشعبي لتحرير السودان يعمل مع الشرطة" مضيفا ان "الاممالمتحدة استعادة جثث 11 شخصا اخرين. كانت مواجهة عنيفة. من ناحيته، اكد متحدث باسم قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة وقوع الصدامات مؤكدا ان احدى دوريات القوة عثرت على 14 جثة بعد ان منعتها في البدء جموع غاضبة من الاقتراب من المكان. وقال كويدر زروق "عثرت احدى دورياتنا الاثنين على 14 جثة، 11 منها في زي الشرطة المحلية المشتركة (شمال-جنوب) وثلاث في زي مدني". ووصف دينغ اروب كيول وجود قوات شمالية في ابيي بانه "امر غير شرعي". وقال "بموجب بروتوكول ابيي، ليس من المفترض ان يدخلوا هذه المنطقة. كانت هناك خطة غزو" في اشارة الى ملحق لاتفاق السلام الموقع عام 2005 الذي وضع حدا لاكثر من عقدين من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب. واشار كيول الى ان العناصر الشمالية داخل الشرطة المشتركة شاركت في الصدامات على بعد 17 كلم شمال مدينة ابيي. والقوات الشمالية موجودة حاليا في غولي، في اقصى الشمال ولكنها لا تزال داخل حدود اقليم ابيي. ولم يكن بالامكان الاتصال بالجيش السوداني النظامي للحصول على تعليق منه. 12 قتيلاً باشتباكات في ابيي بين الجيش السوداني وشرطة الجنوب الاربعاء, 04 مايو 2011 الخرطوم - النور أحمد النور قُتل 12 شخصاً في اشتباكات بين الجيش السوداني وشرطة الجنوب في منطقة ابيي الغنية بالنفط المتنازع عليها بين شطري السودان، فيما دعا زعيم «حزب المؤتمر الشعبي» حسن الترابي إلى «تغيير شامل» بعد إطلاق سراحه، كما أعرب عن حزنه ل «استشهاد» زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن. وفي وقت نقلت وكالة «رويترز» عن كبير المسؤولين الإداريين في أبيي، وهو جنوبي، أن قافلة من الجيش الشمالي دخلت الى المنطقة واشتبكت مع شرطة الجنوب، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا، اتهم وزير شمالي الشرطة بأنها هي التي بدأت القتال. وقال إن القوات كانت تريد فقط الانضمام إلى قوة مشتركة بين الشمال والجنوب في المنطقة تنفيذا لاتفاق دولي. وتعتبر أبيي من أكثر أماكن النزاع المرشحة للاشتعال قبل الاعلان رسميا عن اقامة دولة جنوب السودان والمقرر في 9 تموز (يوليو) المقبل. ويزعم الجانبان احقيتهما بأبيي، وهي منطقة نائية فيها مناطق رعي خصبة واحتياطيات نفطية، ولم يتمكنا من حل الخلاف في شأنها. وقال كبير المسؤولين الإداريين في أبيي دينغ اروب كول إن كتيبة من جيش الشمال مؤلفة من ست مركبات تحمل على ظهرها مدافع آلية دخلت الى المنطقة الحدودية الأحد الماضي. وأضاف: «بدأ إطلاق النار بعدما أصر ضابط في الجيش على الدخول ومنعت الشرطة القافلة. إنها خطة غزو... ليس لديهم تصريح». لكن وزير الداخلية السوداني محمود حمد قال إن شرطة الجنوب هاجمت القافلة أولاً. وأضاف أن القافلة أرسلت لتعزيز القوة المشتركة للشمال والجنوب بعدما أرسل الجيش الجنوبي مزيداً من القوات إلى المنطقة، مشيرا الى أن «الجيش الشعبي لتحرير السودان» يشارك في القوة المشتركة. وحشد الجانبان قواتهما وأسلحة ثقيلة حول المنطقة التي لم يتم تطويرها، بحسب ما تظهره صور التقطتها أقمار اصطناعية وما أعلنته الاممالمتحدة. وكان الرئيس عمر البشير قال إنه لن يعترف بجنوب السودان دولة مستقلة إذا لم يتخل عن ضم أبيي كما تنص مسودة دستور الجنوب. على صعيد آخر، دعا الترابي إلى «تغيير شامل للنظام السياسي في السودان». وقال: «نريد ديموقراطية وتغييراً حقيقياً، لا مجرد الحوار الذي جربناه من قبل». وأضاف، خلال مؤتمر صحافي عقب إطلاقه ليل الاثنين - الثلثاء: «لم يخبرني أحد بسبب اعتقالي، كما أنهم لم يخبروني لماذا أطلقوا سراحي. هذا هو حال هذه الأنظمة». وعزا إعتقاله والافراج عنه بعد أكثر من ثلاثة شهور إلى «حال الاضطراب السياسي التي يعاني منها حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) وقياداته... فئة منهم تقول اخرجوا الترابي وضعوه قيد الاقامة الجبرية، وفئة أخرى تقول دعوه في السجن». وأضاف: «أدعو الشعب السوداني إلى الثورة ضد الفساد، فالثورات الآن في البلاد العربية والشعب السوداني ليس أقل من هذه الشعوب، كما أن أوضاعنا أسوأ من هذه البلاد». وشدد على أن «التغيير في السودان لن يكون سلمياً، كما لن يكون مشابهاً لما حدث في مصر وتونس». وأبدى تأييده للثورة ضد الحكومة، لكنه نبه إلى «ضرورة تنظيمها بحيث لا تتسبب في تدمير البلاد لأن السودان هو مجموعة قبائل وجهويات تمثل الخطر الداهم على ما تبقى من وحدته»، معتبرا أن «احتمالات الفوضى في السودان أكثر من أي بلد عربي آخر». واعرب الترابي عن حزنه لمقتل أسامة بن لادن الذي قضى جزءاً من حياته في السودان في بداية التسعينيات. وقال إن «اغتيال بن لادن يحزن كل العالم الإسلامي، لأنه مسلم، رغم ما بيننا وبينه من خلاف». واضاف إن «أسامة آثر أن يموت شهيداً، بدلا من أن يعتقل ويذل». غير أنه لفت إلى أنه يختلف تماماً معه لاتخاذ زعيم «القاعدة» سياسة «إيذاء الآخرين وقتلهم بلا ذنب»، مضيفا أن «سياسات بن لادن أثرت على المسلمين وأضرت بهم ضرراً بليغاً، لكنه مسلم يحزننا قتله بهذه الطريقة».