سنوات عمرها التي قاربت الخمسين لم تخفِ جمالها الواضح، ولم تجعل التجاعيد تطال بشرتها التي مازالت تحتفظ بنضارة العشرينيات، والامر لا يبدو صعبا ولا مستحيلا، فهي مازالت تفعل ما كانت تفعله منذ ما يزيد عن الثلاثين عاما، فقبل أن تحمل اقدامها مغادرة «البمبر» الموضوع امام صاج الكسرة، تحمل في «كوريتها» التي يتجاوز عمرها ايضا العشرين عاما بخليط الدهشة التي فيها «اللخوخة» المكون المعتق بالطبيعة دون أن تتم له اية اضافات صناعية سوى لهيب نار الصاج، ونتيجتها الآن تلك النضارة التي تبحث عنها فتيات هذا الزمان عبر المركبات الكيميايئة بكل ما تحتوي عليه من خطورة «كارولايت، دييفا، مس كارلين، ماكسي لايت» وغيرها من الكيميائيات التي تمتليء بها الاسواق والصيدليات، قبل ان تلصق بأجساد من يستخدمنها من الفتيات والنساء، وتظهر لاحقاً تأثيراتها، مما يجعل فرضية العودة لقديم الزينة السودانية إن لم يكن لشيء إلا من أجل الحصول على نضارة تلك السيدة التي تمازح بها بناتها في الجيل الجديد وهي تمد لسانها من مساسكتهن للكريمات الجديدة ومن رفضهن المتكرر لاستخدام لخوختها، وكل يصف ما يستخدمه الآخر بأنه عبارة عن «لغاويس» قبل أن تحسم إحدى السيدات السعوديات الجدل الدائر الآن حول أيهم اكثر جدوى القديم المعتق ام الجديد المسرطن، فالسيدة السعودية في أحد المنابر الالكترونية وجدت أخيراً ضالتها في خلطة رهيبة وذات جدوى، ولم تكن الوصفة سواء تركيبة اللخوخة السودانية التي حملتها احدى السودانيات المقيمات هناك، ولم تكن الوصفة نتاجاً للحديث، وإنما نتاجاً للتجربة الحقيقية «من زمان وأنا نفسي أجيبلكم خلطة حلوة تفيدكم وتنفعكم... وتتذكروني دايما بيها، واليوم الحمد لله لقيت الوصفة الحلوة هادي... وما كتبتها لكم إلا بعدما جربتها بنفسي لي واحدة صديقتي سودانية.. بنت طيبة كتير وأنا بحبها... مرة سألتها شو استعدادات العروسة عندكم قبل الفرح.. قالت لي على أشياء كتير بس تحتاجلها معرفة بالأدوات والعادات السودانية بس من ضمن الأشياء قالتلي على صنفرة رهيبة للجسم... وأنا الحمد لله جربتها... وعجبتني نتيجتها كتير. لذلك حبيت إنكم تستفيدوا معايا». وبالرغم من ان السودانية قدمت نصائح اخرى تتعلق بالمحافظة على الجمال والنضارة، الا ان حاجز معرفة العادات السودانية وقف حاجزا امام تحقيق المزيد من الفائدة لزائرات المنتدى، ولكنها في الوقت نفسه أعادت النقاش نحو محور آخر يتعلق بالسودانيات أنفسهن، ولماذا تركن ذلك النوع من أدوات الزينة وصرن أكثر اهتماماً بالمواد الكيميائية من لدن «ماكسي لايت والكاولايت والدييفا» بكل خطورتها التي تدعمها الافادات الطبية، لدرجة أن طبيبا مشهورا ذهبت اليه احدى السيدات فلم يجد بداً من نصحها باستخدام «اللخوخة» لاحتوائها على المواد الطبيعية والغنية في الوقت نفسه، قبل أن تعيد عليها أمها في البيت تفاصيل الوصفة وضرورة أن تستخدمها، فوسط خوفها من أن توصف بالتخلف وان تجرب، وضعت العجين والماء وزيت السمسم، ودلكت جسمها قبل أن تذهب لأخذ «دش» بارد، لتكتشف مدى الفرق بين ما كان والآن، وبدأت في نقل تفاصيل التجربة لأخريات بدأن يتعاطين مع الأمر سرا خوف أن تنقل التجربة لأخريات، إلا أن سيدة تجاوز عمرها الخمسين عاماً سألتها: لماذا تراجعت عن استخدام هذا المركب برغم نتائجه الرهيبة بحسب تقارير الاجانب والاطباء؟ فردت: بنات ونسوان الزمن ده ما عارفات البنفعن من البضرن، وخلن الشيء السمح ورخيص، وبارن الموضة، ولو جربن اللخوخة ما بخلنها. إلا أنها عادت لتقول إن الزمن اتغير، وهو تغيير طال حتى الكسرة وعواستها، المكون الأولي للخوخة، ولكن الأمر لا ينفي أن تأصيل عاداتنا السودانية والعودة لاستخدامها يمثل وقاية من سرطان الكيميائيات وسرطان الجيوب، ويجعل الوجه والجسم أكثر نضارةً.