نشرت جريدة «الحياة» اللندنية يوم الخميس الموافق 19 مايو 2011م، خبر اعتزام وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي بحث تغيير اسم منظمة المؤتمر الإسلامي وشعارها في اجتماعهم المرتقب في العاصمة الكازاخستانية «أستانا»، نهاية يونيو المقبل، حيث أورد بيان للمنظمة أن اجتماع كبار الموظفين التمهيدي للوزاري الإسلامي، رفع في ختام أعماله في جدة مشروع قرار بتغيير اسم المنظمة وشعارها، وذلك من أجل مواكبة التغيرات التي يعيشها العالم الإسلامي، وتلبية لمضامين التضامن والتعاون بين الدول الأعضاء في المنظمة. وسيبحث المجلس الوزاري الإسلامي في «أستانا» بنوداً تحض الدول الأعضاء على تطبيق الإصلاحات السياسية وفق ما جاء في برنامج العمل العشري الذي تبنته المنظمة في قمة مكةالمكرمة الاستثنائية 2005م، ويأتي تجديد هذه الدعوة مترافقاً مع التحديات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، والتغيرات السياسية التي طرأت على الساحة الدولية، الأمر الذي يدفع باتجاه تلبية تطلعات الشعوب الإسلامية وطموحاتها، وأكد مصدر مطلع لجريدة «الحياة»، أن الاسم المقترح الجديد سيكون «منظمة التعاون الإسلامي» من بين مسميات أخرى نوقشت وهي الوحدة الإسلامية والتضامن الإسلامي، مضيفاً أن التغيير المقترح للشعار سيكون بوضع خريطة تتوسطها صورة للكعبة المشرفة، وتكون الخريطة للعالم، فيما تبرز من خلاله خريطة العالم الإسلامي في قلبه تعبيراً عن معنى وسطية الإسلام. ومنذ تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي بالرباط، 25/9/1969م، بعيد حريق الأقصى في21/8/1969م، حيث طرح وقتها مبادئ الدفاع عن شرف وكرامة المسلمين المتمثلة في القدس وقبة الصخرة، وإيجاد منظمة تجمع شتات المسلمين حتى ضمت المنظمة سبعاً وخمسين دولة، ودمجت جهود «1.5 مليار مسلم» ولكن منجزات المنظمة لم تتجاوز حد المؤتمرات والمقررات والتوصيات المعهودة في البيان الختامي لاجتماعاتها، بل كان الذراع الاقتصادي «البنك الإسلامي بجدة» أكثر فاعلية من المنظمة الأم في دعم العمل الاقتصادي والتنموي المشترك بين الدول الأعضاء. وقد شهدت فترة تولي الأكاديمي التركي د. أكمل الدين إحسان أوغلو الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، خطوات أكثر جدية وفعالية في تعزيز دور المنظمة الدولي في مجابهة التحديات التي تواجه المسلمين، فبجانب نشاطه في المجالات البحثية والثقافية، فقد اهتم الأمين العام بقضية دارفور وعقد المؤتمر الدولي للمانحين لتنمية وإعمار دارفور، حيث قام وفد المنظمة بزيارة مخيمات النازحين حول مدينة الفاشر وبعض القرى النموذجية، وشهد حركة العودة الطوعية من المخيمات إلى القرى، كما دفعت المنظمة بمشروعها لمد خط السكك الحديدية بين بورتسوداندكار. ولعل تطوير المنظمة وتفعيل دورها في ظل التطورات والتحولات الكبرى المشهودة في العالم، يمكن من فتح آفاق رحبة للتعاون الإسلامي، وتنشيط الترابط الاقتصادي والتضامن الإقليمي حال تجاوزت الدول الإسلامية مرحلة النكايات والمكايدات السياسية والتطلع لزعامة تاريخية متوهمة بلا رؤية أو مشروع نهضوي واضح المعالم.. ويبدو أن الدور الإقليمي التركي في عهد «الطيب أردوغان» سيتعاظم بقوة في رسم مستقبل المنطقة.