نحن لا نبخس الناس حقوقهم عندما نقول إن «زبدة» حكومة النيل الأبيض هم «أولاد كوستي» الثلاثة، ونعني بهم معتمد كوستي ووزيري التخطيط العمراني والصحة، كما انني بوصفي واحداً من ابناء المدينة لا انطلق من قاعدة عنصرية أو جهوية أو قبلية، فتلك أمراض فتكت بالولاية، وهذه معركة ينأى ابناء كوستي بأنفسهم عنها، فهي لها رجالها من الكباتن ودعاة الفتنة بين الولاية شمال الولاية وحنوبها، إلى ذلك فنحن هنا لسنا بصدد استعراض إنجازات العقيد العراقي أو اللواء الجزار أو عبد الله عبد الكريم، فما قاموا به من عمل يشهد به الجميع، ولكن ما نحن بصدده التصدي للحرب القذرة التي يقودها أصحاب المصالح الضيقة والمفسدون في الارض، ولأنهم لا يعرفون شرف المنافسة الشريفة للحصول على المناصب الرفيعة، فإنهم يتعمدون استفزاز الشارع الكوستاوي بتآمرهم على ابناء المدينة في الحكومة، وبما أننا نعرف كيف يفكرون وماذا يدبرون، فإننا نخاطب ولي الأمر. أخي والي النيل الأبيض لا يخفى عليك ما قام به الثلاثي الكوستاوي، والدليل على ذلك أنك دائماً ما تطلب من أركان حربك الاقتداء بهم، نعم قد تكون للسياسة في بحر أبيض تدابيرها وتوازناتها التي نعرفها جميعاً، ولكن أخي الشنبلي أنت أدري منا جميعاً بما فرضته مرحلة ما بعد الانتخابات من تحديات، كما أنك تعلم من هو عدوك ومن هو صليحك، وإذا كنت تحدثت خلال الحوار الذي أجريته معك ونشر في صحيفة «التيار» عن أن «التغيير قادم لا محالة»، فإن من البديهي أن يكون التغيير للأفضل، وبما أنك أدرى بمن هو أصلح للمرحلة القادمة، فإن في حكومتك من قصدتهم من قبل بقولك انه «ليس هنالك مكان لمتواكل أو نائم في الخط» في حكومة الجمهورية الثانية، وإذا كنت ترمي الى أن يكون الغرض من خفض وترشيد الانفاق الحكومي حكومة صغيرة وفعالة، فإن في حكومتك من هو غير فعَّال، لأن بقاءه في السلطة طوال السنوات الماضية أضعف قدراته على الابداع وأفسده نفسه، وإذا كنت جربت واختبرت ما قلت إنه محاولة منك للمزواجة بين القديم والجديد في سياق ردك على سؤال يتعلق بجدوى عودة الوجوه القديمة في حكومة ما بعد الانتخابات التي سئم الناس رؤيتها، فإن أوان مراجعة جدوى المزاوجة قد حان، وبالضرورة أنت وحزبك ترنوان للانتخابات القادمة، وما يضمن لك ولحزبك الفوز مرة اخرى، النجاح والنجاح فقط، وبما أن أعداء النجاح كثر للأسف في ولاية أدمنت الفشل الذريع، وبما أن «أولاد كوستي» في حكومتك حققوا النجاحات بدليل استشهادك شخصياً بهم في اجتماعات مجلس الوزراء، فإن الرؤية أمامك وأمامي وأمام أبناء كوستي عموما بريفها وحضرها واضحة، ولكن غير الواضح أن يتحدث الناس بخوف عن أن العراقي والجزار وعبد الله عبد الكريم ربما يغادرون الحكومة في التعديل الوزاري المرتقب. ولكن أخي الوالي.. هل تدري أن خوف أبناء كوستي تكمن خلفه ثورة غضب إن مسَّ أبناءهم في الحكومة شيء، وهذا بالضرورة ليس تهديداً بالخروج للشارع، ولكنه تعبير صادق عن مصلحة البلد، وبالضرورة أن من مصلحة المؤتمر الوطني أن يُقدم أمثال «أولاد كوستي» للتصدي للصعاب..!! راشد أوشي