يبدأ العراقيون ايامهم في رمضان المبارك بتحليل صيامهم كالمعتاد ببعض التمرات واللبن البارد، ثم الذهاب لاداء صلاة المغرب ثم الرجوع لتناول وجبة الافطار التي يكون فيها طبق الشوربة هو الاساس الى جانب الاطباق الاخرى والتي تتكون من الدجاج المشوي واللحم المشوي واصناف الكبة المتنوعة، وتعد الدولمة اكلة شعبية شهيرة في اوساط المجتمع العراقي وتتكون اطراف سفرتها من السلطة والطرشي وانواع العصائر المتنوعة من البرتقال والزبيب وشربة النقوع، المكون من مادة المشمش لمجفف اضافة الى الحلوى بأصنافها البراقة كالمحلبي والكاسترد والبقلاوة والزلابية التي اعتاد العراقيون على شرائها في الشهر الفضيل وبعد هذا كله لم يتخل العراقيون عن سفرتهم الرمضاية حتى خارج بلدهم. اربعة فتية من العراق الشقيق حطت بهم الرحال هنا في السودان في مهمة دراسية ، ما كانوا يتوقعون أن يزوروا السودان ، لديهم قصة مع رمضان في بلد آخر غير بلدهم ، فهاهم ابناء الرافدين يحلون ضيوفاً على أبناء بلاد النيلين. عادل طه لطيف يروي لنا قصته مع زملائه الثلاثة الذين مكثوا لمدة اسبوعين وهم : احمد حاتم واحمد فائق وذو الفغار غني. هؤلاء الاربعة عزموا على الا يتركوا تقاليد بلدهم وهم خارجون من كنف اسرهم فيقول عادل طه : دهشنا حقيقة من التعامل الراقي ومارسنا نفس تقاليد بلدنا الرمضانية ، لكن هذا لا يعني ان نهمش تقاليد البلد الذي نحن في رحابه فالمائدة الرمضانية السودانية لها طعمها المميز وتتصدرها العصيدة والبليلة وشراب الحلو مر والآبري الابيض والسلطة والفول والطعمية، اضافة الى المشويات المتنوعة لكونه بلدا يشتهر بالثروة الحيوانية، ففي مساء كل يوم يبدأ الزملاء الاربعة الاستعداد مع زملائهم السودانيين في محل سكنهم بتجهيز وجبة الافطار الرمضانية ويتبادل الاثنان التذوق وابداء الرأي للتعرف على مائدة كل بلد كأنهم أسرة واحدة، وهم ان شاء الله كذلك. اما فترة السحور فلها اصناف محددة في كلا البلدين فسحور السودانيين هو رقاق باللبن واكل البلح باللبن ومشروب النشأ الذي يتكون من دقيق ذرة ومعه سكر، اما العراقيون فيتصدر سحورهم اللبن والارز والبطاطا والعنب. اسأل الله تعالى ان يدوم علينا نعمه وان يعيد رمضان على البلدين بالخير واليمن والبركات.. وكل عام وانتم بألف خير. ابن الرافدين/ عادل العزاوي