انتقد عدد من المغتربين بالمملكة العربية السعودية المسلك الذي سلكه مالك عقار والي النيل الأزرق، ومن قبله عبد العزيز الحلو بجنوب كردفان، عندما أشعلا الحرب في المنطقتين دون مبررات موضوعية، وطالبوا الحكومة بضرورة الحسم العسكري واتخاذ خطوات حاسمة ضد هذه التفلتات، حتى لا تصبح حالة تؤرق المواطنين. وطالبوا الحكومة بأهمية حماية المدنيين العزل من بطش المتمردين الذين تعلقت قلوبهم بدولة الجنوب. وقال ناجي أحمد البشير الأمين العام لتجمع الكيانات الثقافية والمهنية: حقيقة أن الهجوم الذي شنه مالك عقار على مقار ووحدات القوات المسلحة في الدمازين كان أمراً متوقعا من قبل هؤلاء المتفلتين ممن عملوا دوما على تنفيذ الأجندة الغربية التى تهدف الى تمزيق السودان وتشتيت شمله، وكان الأجدى بالحكومة حل جميع هذه المشكلات المعلقة قبل ان تعطى الجنوب حقه فى الانفصال، خصوصا فى ظل عدم المصداقية التى تعاملت بها الحركة العشبية مع الحكومة خلال السنوات الماضية. وشدد على أنه لا معنى لوجود الحركة الشعبية فى الشمال بعد الانفصال، خاصة ان أطروحاتها قد تغيرت بعد موت الدكتور قرنق الذى كان ينشد السودان الموحد، حيث أصبح الهدف الرئيسي للحركة ورجالها تفتيت وحدة السودان وزرع الفتن. وأكد أن الحكومة مطالبة بموقف حاسم تجاه هذه الانفلات الذى ربما يشكل صداعاً دائماً إن ترك على هذا الحال، وعليها حسم الأمور عسكرياً قبل الدخول فى مفاوضات أو حوار مع هؤلاء المتمردين، وإلا فإن الأمر يتم تدويله وإدخال الحكومة فى مزيد من المعارك الخاسرة مع الاممالمتحدة والغرب الذى ينحاز لكل ما هو ضد وحدة واستقرار السودان. وطالب نور الدين الأمين علي الحكومة بعدم الاعتراف بالحركة الشعبية في الشمال بوصفها حزباً سياسياً، ومحاكمة قادتها على الخيانة الكبرى وحسم المعركة عسكرياً، وأشاد بالدور البطولي الذي قامت به القوات المسلحة من دحر لفلول الخونة والمرتزقة. وقال: يتوجب على الحكومة عدم التهاون مستقبلاً مع أية تفلتات من أية جهة كانت، خاصة أن التجربة أثبتت أن أسلوب التهاون والترضيات أضرَّ بالوطن كثيراً في ظل تعنت التمرد بمختلف توجهاته، وأعرب عن أمله في عودة الأمن والاستقرار كاملاً لجيمع سكان النيل الأزرق، بعد أن يتم دحر التمرد نهائيا عن جميع مدن وقرى الولاية، التي هي في حاجة للتنمية وليس إثارة الفتن وإشعال الحروب. وشدد إيهاب وهبة مكي نائب رئيس رابطة الإعلاميين السودانيين بالرياض، على أهمية دور الحكومة في حماية المدنيين بمدن وقرى النيل الأزرق وكردفان من تهور قيادات التمرد المتبقية بالشمال، وإعمال مبدأ الحسم العسكري معهم، فهم لا يفهمون غير لغة السلاح. وعبر عن دهشته من أحاديث قطاع الشمال بالحركة الشعبية وتفكيره في تسجيل حزب سياسي ليعمل تحت مظلته، وتساءل هل يعقل أن يعمل حزب أجنبي في دولة أخرى ليرعى مصالح الدولة التي ينتمي إليها سياسياً. وأشار إلى أن عقار والحلو وجهان لعملة واحدة، وكلاهما خارج على القانون، وما قاما به يصل حده للإعدام باعتبارهما أعلنا الحرب على الدولة. واعتبر د. صديق الطريفي ما قام به مالك عقار ومن قبله رفيقه عبد العزيز أمراً غير مستغرب من واقع الأدوار التي كانا يقومان بها داخل الحركة الشعبية بصحبة رفيقهم ياسر عرمان، غير أن الأمر المستغرب أن الحكومة مدت حبال الصبر لهما وللحركة الشعبية قبل وبعد الانفصال بنحو غير مقبول. وقال: يجب على الحكومة حسم كل الأمور عسكرياً وإغلاق جميع دور الحركة الشعبية بالشمال وعدم السماح لها بممارسة أي نشاط سياسي كونها حركة ذات مرجعية أجنبية، مؤكداً أن أي تساهل جديد مع هذه الحركة يعني أنها ستقود معركتها القادمة إلى الخرطوم.