في المؤتمر العالمي الأول لسلامة الأغذية في السودان قدمت الأستاذة فاطمة أحمد ابراهيم ورقة بعنوان «اقتصاديات سلامة الاغذية والتجارة» وقد ناقشت الورقة المخاطر المتعلقة بسلامة الغذاء وما لها من تأثير حرج وخطير على حياة الانسان وصحته بسبب الأمراض المنقولة بواسطة الغذاء، وقد ثبت اقتصادياً ان هنالك آثاراً سلبية نتيجة لهذه الامراض على المستهلكين والمنتجين وعلى الاقتصاد ككل، وقد تركز النقاش حول اقتصاديات سلامة الاغذية ذات العناصر المتعددة مثل التكاليف والمنافع على حياة الانسان والخسائر الاقتصادية الناجمة عن الامراض المسببة بواسطة الغذاء وآثارها على كل القطاعات ومن الصعب جداً تقييم تلك المنافع والتكاليف الخاصة بالعلاج والطب مقارنة بحساب قيمة حياة الانسان في صورة نقدية. أرى ان الورقة كانت أهم الاوراق التي قدمت في المؤتمر فهي تطرقت لبعض المنهجيات الجديدة في اقتصاديات سلامة الاغذية مثل رفاهية المستهلك والمسؤولية عن سلامة الغذاء من المزرعة إلى المائدة باستخدام تحليل المخاطر لتعزيز وانفاذ المعايير لدرء المخاطر من خلال استخدام طريقة «تحليل مصدر الخطر ونقاط التحكم الحرجة والسيطرة عليها» أو ما يعرف ببرنامج «الهسب» الذي يطبق معايير الشفافية في التجارة الدولية وبصفتي متخصصة في هذا المجال أرى ان الضمان الوحيد لحماية المواطنين ولضمان دخول السودان كعضو في منظمة التجارة العالمية هو تطبيقنا لهذا البرنامج المهم والذي اصبح احد المعايير الاساسية لتبادل السلع التجارية بين الدول بالتالي أصبح من المستحيل قبول أية رسائل من الصادرات أو الواردات الغذائية بدون التأكد من تطبيق البرنامج عليها، وقد أثبتت منظمة WHO ان هناك 76 مليون شخص حول العالم يتعرضون سنوياً للأمراض المنقولة بواسطة الغذاء و70% من نسبة الامراض هي أمراض منقولة بواسطة الغذاء وتنتهي بالوفاة 2.1 مليون فرد سنوياً، فيما ينفق سنوياً 152 بليون دولار للعلاج، وبما ان السودان في سبعينيات القرن الماضي كان يحتل المرتبة الثانية بعد امريكا في تصدير المنتجات الزراعية «سلة غذاء العالم» ولاستعادة هذا الموقع من المهم مطابقة شحناتها الصادرة للمواصفات العالمية ومن المهم أيضاً حماية مواطننا البسيط من المخاطر الصحية التي قد يتعرض لها وهذا هو الهدف من مثل هذه المؤتمرات. [email protected]