قفزت معدلات التضخم إلى مستويات قياسية، وتضاعفت النسبة بنحو 50 في المئة مما هو متوقع بعد ارتفاع جنوني في أسعار كثير من السلع والخدمات الأساسية من اللحوم إلى الخضروات وزيوت الطعام والبقوليات ومواد البناء وغيرها، ولا يوجد في الأفق ما يشير إلى أية خطوات أو سياسات أو تدابير لكبح جماحها، وبات المواطن المغلوب على أمره ينام ليصحو على كوابيس في تكاليف المعيشة وجل همه تدبير شؤون أسرته وتوفير الحد الأدنى الذي يكفل له العيش بكرامة، ولا يفكر في الرفاه ،ولعن الله الفاقة التي تقتل حتى الأمل في غد أفضل. الحكومة تكاد تكون متفرجة على المواطن الذي تذبحه الأسواق بشكل يومي ويتآكل الجنيه الذي يحمله مع كل صباح مع تراجع سعر صرفه في مقابل العملات الأجنبية، ولم يكن مفاجئا بل كان هناك تدرج في الخلل وسوء السياسات الاقتصادية من خلال إدارة الحكومة للمال بطريقة غير رشيدة في الصرف والاقتراض، وإهمال القطاعات الإنتاجية والترهل في الصرف الحكومي بصورة عشوائية فاقم الأزمة خاصة الصرف المفرط في مرافق الحكومة، مما شكل ضغوطا على الاقتصاد مما يتطلب إعادة هيكلة الدولة، وإيجاد حل سياسي لمشاكل السودان حتى يتم تقليل الصرف على المؤسسات العسكرية والأمنية "التي تستحوذ على نحو 75 في المئة من ميزانية الدولة. ثمة ضرورة لمراجعة سياسة التحرير الاقتصادي التي تمضي في اتجاه معاد للفقراء وذوي الدخل المحدود وطبقات العمال والموظفين، وذلك لارتباط السياسات الاقتصادية بالاستقرار السياسي وإشاعة روح التوافق الاجتماعي وصيانة الأمن القومي. لن نتجرأ ونتهم المسؤولين بأنهم يعيشون في أبراج وبرازخ لا يشعرون بأنين المواطن الذي تكتم أنفاسه الهموم اليومية،فقط نأمل أن يمشوا في الأسواق ويشتروا حاجياتهم بأنفسهم،ولا نخشى عليهم من المؤامرات الأجنبية وتحفز معارضيهم، ولكن نخشى عليهم من "قفة الملاح"،وتمرد السوق.!! سهام من جنوب الوادي!! أدار الحكم السوداني الدولي خالد عبد الرحمن مباراة الأهلي المصري والترجي التونسي ليل الجمعة الماضي في القاهرة، وانتهت بالتعادل بهدف لكل، وخرج بذلك الأهلي من البطولة الأفريقية،ولكن جماهير الأهلي لم تقابل الأمر بروح رياضية ، وأرادت أن تجعل من حكمنا مشجبا لتعليق فشل فريقها، وكل ذلك يمكن أن يكون مقبولا ،ولكن كثيرين منهم رددوا عبارات وهتافات تسيىء للسودان دولة وشعبا، نورد منها: حكم ولا أسوا معدوم الضمير و الأخلاق "هيا السودان عمرها جابت حاجه عدله" "حكم ساحة وحكم راية شوية زبالة وحيوانات وكلاب" "السودان دي ورانا ورانا" "دول بوابين وحيفضلوا طول عمرهم بوابين" "دول عربجية مش حكام!!" "يبقى يغوروا في ستين داهية يشتغلوا بوابين شغلانة تليق بيهم مش يبوظوا الدنيا!" وترافق ذلك مع حديث بعض وسائل الإعلام المصرية عن مخطط عربي لإجهاض الثورة المصرية وتخريبها،وتم الزج باسم السودان في ذلك على الرغم من أن السودان من أول المستفيدين من التغيير الذي جرى في مصر، ولكن لا تغيب عن المخيلة السودانية الأفلام المصرية التي لا تجيد إلا ربط السوداني ب"البواب" وكل ما هو وضيع،ولا تزال أصداء مباراة الجزائر ومصر التي استضافها إستاد المريخ في نوفمبر 2009 تجلجل،..لا نريد أن نرد على بعض الأصوات النشاز في مصر فكل ينفق مما عنده، ولكن تكرار السهام علينا يتطلب تصحيح الصورة المضطربة في العلاقات الشعبية بين البلدين،فما عاد الحديث عن علاقات أزلية وتاريخية يدغدغ المشاعر.