يروى أن الحسن البصري في أول شبابه كان شابا مليحا يلبس أحسن الثياب ويطوف في دور البصرة ويتفرج بها . فبينما وهو يمشي رأى امرأة ذات جمال وحسن قامة ، فمشى خلفها فالتفتت إليه وقالت : أما تستحي ؟ فقال الحسن ممن ؟ فقالت ممن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور؟ ، قال فوقع في قلبه شيء ولكن لم يصبر ولم يتمالك نفسه ولم يرجع ،فقالت لماذا تجيء؟فقال لها إني فتنت بعينيك ،فقالت له اقعد حتى أبعث لك بمرادك ، فحسب الحسن أنه قد شغفها كما شغفته فإذا بجارية معها طبق مغطى بمنديل ، فكشف المنديل ورأى الطبق فإذا عيناها بالطبق ، فقالت : الجارية له :إن سيدتي تقول لك لا تريد عينين يفتن بسببهما أحد ، فلما رأى وسمع ذلك اقشعر جلده "وأمسك لحيته بيده وقال لنفسه : أف لك من لحية تكون أقل من امرأة ، وندم وتاب في تلك الساعة ورجع إلى بيته باكياً. فلما أصبح جاء إلى دار تلك المرأة لأن يستحل منها ، فإذا هو قد رأى باب دارها قد سد والنائحات ينحن ، فسأل عن ذلك ؟ فقيل له توفيت صاحبة هذه الدار، فانصرف وبكى إلى آخر ثلاثة أيام فرأى في الليلة الثالثة وهي في الجنة جالسة فقال لها اجعليني في حل ، قالت جعلتك فيه لأني قد نلت من الله خيرا كثيرا بسببك فقال : عظيني قالت : إذ خلوت فاذكر الله تعالى، وإذ أصبحت وأمسيت فاستغفر الله وكان الحسن مشهورا عند الناس بالزهد والطاعة والله أعلم بالرغم مما حوته فصول القصة ذائعة الصيت عاليه من عظات ودروس وعبر يلاحظ أن الاهتمام الأعظم عند الشعراء ينصب في خانة العيون والتغزل فيها ولا أدري وربما يشاركني كثر ما السر وراء الانبهار بالعيون أكثر من سواها في جسم المرأة من أعضاء؟ وربما لم تجد كثير من الأعضاء حظها من التبجيل والتمجيد كما نالت العيون فها هو الهرم الغنائي وفنان أفريقيا الأول يردد عيونك زي سحابة صيف تجافي بلاد وتسقي بلاد وزي فرحاً بيشيل مني الشقا ويزداد وزي كلمات بتتأوه تتوه لمن يجي المعياد وزي عيداً غشاني وفات وعاد وعم البلد أعياد وزي فرح البعيد العاد وزي وطناً وكت أشتاقلو برحل ليهو من غير زاد بدون عينيك بصبح زولاً بدون ذكرى وبدون ميلاد ولم يتخلف صنوه المبدع الموسيقار محمد الأمين في الدلو بدلوه في مضمار العيون فتغنى في زورق الألحان ب عابر طريق فايت نام في العيون وارتاح عيون حبيبي ديار تستقبل السواح بشوشة طول اليوم سرحانة في الأحلام إلى أن يصل إلى اجمل عيون عندك يا اجمل الحلوين نجدة غريق ومنار برجع التايهين تايه انا وحيران رجعني للعينين وفي أغنية الجريدة يتغنى ب سارحة مالك يا حبيبة ساهية و أفكارك بعيده بقرأ فى عيونك حياتي ونسبة لعدم اتساع المساحة لتناول الأمثلة والنماذج لما ورد عن العيون في الغناء السوداني اكتفي بما أوردته عنها في بعض أغنيات الهرمين وردي وود الأمين والعتبى لعيون كل الباقين، واختم بتساؤل عريض إلى أين تسوقنا العيون وما السر وراء إبهارها ؟