من الواضح جداً ان زيارة الرئيس سلفاكير رئيس دولة جنوب السودان الوليدة كانت ناجحة فالرجل اجتمع مع الرئيس البشير منفرداً وناقش معه مختلف القضايا المهمة بالنسبة للطرفين ومن بينها البترول وما يجعلنا نؤكد نجاح الزيارة هو التصريحات التي اطلقها السيد رئيس الجمهورية حينما قال لوسائل الاعلام عقب ختام مباحثاته مع سلفاكير فالرئيس قال انه لن يتوقف عن دعم الاشقاء في دولة جنوب السودان وان كافة القضايا ستحل ودياً وهي ذات الكلمات التي اطلقها رئيس جنوب السودان مما يشير بوضوح الى نجاح اللقاء وبداية مشوار من التفاهم للخروج م? نفق المواجهات الدامية بين الطرفين في مناطق النزاع . بيد ان كلمات سلفاكير بخصوص وعي الطرفين لنوايا البعض الرامية الى نسف الامن والاستقرار وصناعة الموت والحرب والدمار كانت واضحة فالرئيسان يدركان خطورة سعاة الفتنة المبثوثين على جانبي الدولتين وبالتالي لابد من ايقاف آلة الحرب وايقاف الحرب الاعلامية التي تزكي من قبل الجهلاء من منسوبي الطرفين حتى تكتمل التهدئة ويلتفت الجميع للتحديات الحقيقية التي تنتظر على الرصيف فدولة جنوب السودان ينتظرها الكثير على صعيد اصلاح اقتصادها الكسيح والاهتمام بتوفير الخدمات والسلع الضرورية للمواطنين مثلما ينتظر الشمال اصلاحات سياسية وا?تصادية موعودة ربما تقود الى نزع فتيل الازمة في حالة تشكيل حكومة قومية وارساء الدستور الجديد بتوافق كلى واجراء انتخابات عامة تقود الى استقرار البلاد . ان التوافق بين شمال وجنوب السودان ظل مطلباً لكافة القوى السياسية الوطنية ومن قبل انفصال الجنوب ولكن سعاة الفتنة استطاعوا قطع الطريق على الوحدة التي كانت مرجوة وصنعوا بين الطرفين ما صنع الحداد وما يزالون ولكن وبحسب القراءات الراهنة فإن وعياً رسمياً وشعبياً بدا يتنامى وسط الناس بضرورة التوافق على علاقات جيدة تقوم على الاحترام المتبادل بين جمهورية السودان ودولة جنوب السودان تفاهم واحترام ربما يفضي في نهاية المطاف الى عودة الجنوب الى الوطن الام او على اسوأ الفروض اقامة وحدة كونفدرالية بين البلدين تكون انموذجاً?للتعايش السلمي بين سكان السودان القديم والجديد وارضية قوية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها بين الجانبين . ولعلنا في هذا الاطار نشير ايضاً الى رغبة المجتمع الدولي البادية في رؤية السودان وجنوب السودان كقطرين متجاورين تجمع بينهما اواصر الاخاء والتعاون ويتغلبان علي المصاعب والتحديات ، لقد هزم اعداء السودان المشروع السوداني الوحدوي واستطاعوا دق اسفين الانفصال كحتمية متوقعة للممارسات الاستبدادية ولكن ومع ذلك ماتزال اشواق اهل السودان ( الأسوياء ) في الشمال والجنوب معلقة بامكانية عودة خارطة السودان القديم مجدداً لتحتل مساحتها التي خلق الله عليها ارض السودان من قبل ان يبرز دعاة الفتنة والعنصرية ليلوثوا اجواء البلاد با?شر المطلق . ان تسوية القضايا العالقة بين الشمال والجنوب ستوقف الحرب الدائرة الآن في جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق فالحرب ليست مطلوبة من الطرفين وهي تسببت في نزوح الآلاف من السكان من ديارهم واشانت سمعة البلاد واعادت تخوفات المجتمع الدولي من حدوث ابادة جماعية في مناطق النزاع وهي اتهامات لها ما بعدها كما يعلم الجميع والسؤال هو من المستفيد من استمرار نزيف جسد الوطن المكلوم ؟ هلي هي حكومة دولة جنوب السودان ام حكومة السودان ؟ والاجابة بكل وضوح هي ان الدولتين متضررتين من النزاعات والحروب وبسبب ذلك تعانيان في الوقت الراهن م? ضائقة اقتصادية فظيعة وتنتظرهما في حالة فشلهما في معالجة هذه الضائقة مآلات خطيرة قد تؤدي لنسف كامل للاستقرار بين الجانبين .