٭ ارتفاع سعر الدواء والعلاج هو ما يؤرق المواطن المريض الذي يتمنى في كل لحظة أن يقع مرضه ضمن دائرة دواء (ممكن ورخيص) تلتئم به الجراح وينثر في الجسد النحيل العافية.. فالتجربة المريرة التي مرّ بها (عادل) جعلت في منزلنا استعداداً من نوع خاص لسماع كل ما يرد على لسان الطبيب المعالج وما يكتبه على أوراق التشخيص و(ما أكثرها) بحوزتنا قبل وبعد (الإغماء) الذي لازم الانتظار والذي حدث الأول منه داخل (الصرّاف الآلي) فما كان من حل غير تحطيم الزجاج الخارجي لفتح الباب وانقاذ المريض فقام ابني (أحمد الادريسي) بالمهمة خير قيام?لينقذ والده الغائب عن الوعي ولكن ما حدث بعد ذلك قلب ميزان العلائق بين المواطن - الذي يحدث له طارئ داخل الأماكن الشعبية - وبين (نجدته) من قبل ذوي الاستعداد والأهبة في مثل هذه الحالة التي ربما حدثت لزوجي كأول شخص تفاجئه نوبة (اغماء) داخل (صرّاف آلي) يتبع لأحد البنوك بنك البركة الذي استقبلني داخل مكتبه الراقي الأستاذ تاج الدين ابراهيم نائب المدير العام بكل بشاشة وأريحية ومنحني من وقته كلمات مسحت حزني و(أزالت ما دار من حديث مع بعضهم) عن (اجبارنا) بإصلاح التلف الذي لحق بالصراف رغم الألم الذي كان يعتصر الدواخل..?استحق تاج الدين مني الشكر والتقدير ل(موقف) يستحق التسجيل في دفتر العلاقات الانسانية والرسمية مع المواطن الذي يجب أن يعرف تماماً (أي الأبواب يطرق)، فتاج الدين حقيقة أنه (تاج) على رأس العمل إذ (توّج) اقتراحي بضرورة وجود (بند معين) مع الحالات الطارئة والشبيهة بالاتفاق مع الجهات الأمنية بالقبول رغم (التسرع القاتل) ان جاز القول الذي انتهى بالجهة الموكل إليها حراسة الصرّاف والتي كانت (غائبة) عن التواجد في المكان المخصص للجلوس والمراقبة والحراسة قرب الصراف نفسه باستدعاء (النجدة) وقبل أن يعرف (الحارس) مصير (المغ?ى عليه).. انتفت والله (جماليات الروح) وأصبح السعي واللهث نحو التبليغ عن الأخطاء - ولو تم ارتكابها ب(مبرد) مسنود بالعرف والسلوك والطبيعة الكونية ولا أخال ان القانون (يجرّمها) - هو الطريق الأوحد.. ٭ لابد من تنظيم علاقة تعلوها (المودة والتي هي أحسن) تنبع وتتكيء على القيم السودانية الأصيلة والمعروفة تخلق طريقاً ممهداً يحمل أسس المرونة لترصف المسافة بين المواطن والجهات الرسمية ذات العلاقة المباشرة مع الجمهور باللين والقول الطيب، فكل مواطن في هذا البلد أو مسؤول يعرف التركيبة الاجتماعية للوطن ويعرف مفاتيح مجتمعه تماماً ، ولكن ما بدر من (أفراد) النجدة ذلك اليوم لم يدخل إلا في اطار (الفظاظة والعنف) التي يجب ألا يكون مسلك من يستنجد به المواطن ويحتمي به في دائرة حدوده الممكنة، فأنا وابني وزوجي المسجى على الس?ير في تلك اللحظة لم نكن أمام هذا (الفرد) إلا مشروع (إلقاء قبض) على متهم شارك ب(إنسانية) ومروءة في انقاذ والده، والآن أقولها بملء الفم ملايين المرات ان لم يكن المغمى عليه والده وكان مواطناً تفاجأ بذات الأعراض داخل (صراف آلي) فان ابني (أحمد الادريسي) سيفعلها ويحطم الباب وينقذ من بالداخل - رغم الدماء التي ستسيل كما حدثت على يديه جرّاء التحطيم واستدعت العلاج... نواصل ٭ همسة:- أشاح بوجهه بعيداً وتمتم بكلمات غير مفهومة نظر لقدمه نظرة بلهاء.. وغادر في صمت إلى غير رجعة..