اتهمت الخرطوم حكومة الجنوب بتبني تحالف الحركات المسلحة والسماح لها بالاجتماع في جوبا، واعتبرتها سوء نية في التعامل مع الأحداث بالمنطقة, بينما برأت حكومة جنوب السودان نفسها من الاتهامات التي ساقتها الحكومة بدعم حركات التمرد في دارفور والتورط في الاحداث التي شهدتها ولايتا النيل الازرق وجنوب كردفان. وقال وزير الإعلام كمال عبيد إن تشكيل تحالف الحركات المتمردة ليس فيه جديد خاصة أن بعض الحركات فشل في كثير من البرامج السياسية التي شاركت فيها إبان الفترة الانتقالية، كما فشلت فى تقديم «أي شيء» سواء على المستويين القومي أو الولائي. وتابع: وبمثل هذه المواقف المضطربة فقدت حركات التحالف الكثير من عناصرها التي انحازت للسلام. وأضاف الوزير ل»سونا» أن حكومة الجنوب انصرفت عن مهمتها الأساسية، واعتبر الخطوة هروبا من المشاكل التي يجب أن تضطلع بها سواء على مستوى علاقاتها مع السودان أو مع دول الجوار . وقال إن الحركات كانت تعتمد أساساً على دولتي ليبيا وتشاد، وزاد: «هذا الأمر أصبح ليس ممكناً الآن واتجهت الحركات نحو حكومة الجنوب للاعتماد عليها». واكد وزير الخارجية علي كرتي ان اعلان تحالف «الجبهة الثورية السودانية» بين حركات دارفور والحركة الشعبية شمال السودان لا يمثل خبرا جديدا لانها محاولات كانت موجودة قبل توقيع اتفاق السلام وبعد توقيعه. وقال للصحافيين عقب عودته من القاهرة امس ان الحركة الشعبية في كل سنواتها لم تستطع ان تصل الي اي طرف من اطراف الشمال، «فكيف لتحالف الشتات هذا؟». لكن وزير مجلس الوزراء بحكومة الجنوب دينق ألور قال ل»الصحافة» ان هذه الاتهامات لا اساس لها من الصحة ولا صلة لها بالواقع. واكد ان حكومة الجنوب لا علاقة لها بالجبهة الثورية السودانية، كما ان منسوبي الجبهة لم يجتمعوا في جوبا ولا في ياي. وقال «سمعنا في الاعلام انها اجتمعت في بعض مدن الجنوب لكن هذا لم يحدث». وحول تورط الجيش الشعبي في احداث النيل والازرق وجنوب كردفان، وصف الامر بالتلفيق، وقال ان الخرطوم تعلم جيدا ان من يقاتل في جنوب كردفان هم ابناء المنطقة لان طبيعة الارض الطينية والجو خلال فترة الخريف لا تسمح بدعم من الجيش الشعبي. من جانبه اعتبر المؤتمر الوطني، تحالف الحركات الدارفورية المتمردة والحركة الشعبية قطاع الشمال تحت مسمى «الجبهه الثورية» نسخة مكررة من تحالف كاودا ومحاولة للتخريب وتعطيل التنمية بالبلاد، وقطع بأن التحالف الجديد غير قادر على تنفيذ اجندته. وقال نائب امين الاعلام بالمؤتمر الوطني، ياسر يوسف، في تصريحات صحفية امس ان تحالف الحركات المتمردة ليس بالجديد، وهي حركات عنصرية تحاول تعطيل التنمية وتغويض مسيرة الدستور وادخال البلاد في ازمات لا فكاك منها، وتابع «نحن واثقون ان الشعب السوداني لا يستجيب لهذه الاجندة التخريبية التي لا علاقة لها بمصلحة البلاد». وجدد نائب امين الاعلام بالمؤتمر الوطني، مطالبه لحكومة الجنوب برفع يدها عن دعم التمرد والمليشيات في السودان الذي ظهر بالادلة الدامغة، وقطع علاقاتها مع الحركة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الازرق وان تلتفت الى قضاياها الداخلية بدلا عن محاولة زعزعة الامن والاستقرار بالشمال، قائلا ان من مصلحة الطرفين العمل لعلاقات حسن جوار. واشار يوسف الى دعوة حكومة الجنوب للانضمام للمنظومة الغربية المعادية للسودان والسعي لاستصدار قرار من مجلس الامن لادانة السودان، وقال هذه مخططات مكشوفة ولا جديد فيها والدوائر الغربية ظلت تقف ضد السودان وتعمل على تغويض النهضة والنماء رغم التقدم السياسي والتنموي بالبلاد، واضاف ان على حكومة الجنوب ان لا تكون مطية للدوائر الغربية التي ظلت في حال عداء مستمر مع السودان. ونوه الى موقف روسيا الذي دعت فيه المجتمع الدولي للنظر بعدالة وحياد في قضايا السودان، وعدم التحيز للجنوب، وقال السودان له اصدقاء كثر في المحافل الدولية سينصرون قضيته العادلة.