بدءاً لا بد لنا من أن نجزى الشكر والتقدير لفخامة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ونائبه الأول الاستاذ علي عثمان محمد طه، على اهتمامهم القديم والبالغ بشريحة المغتربين الذي جاء ضمن برنامج الرئيس فى حملته الانتخابية للدورة الحالية للحكومة، والذى صدق وعده فى الكثير من المناحي، وكذلك الاهتمام المتعاظم من نائبه الأول بفئة المعسرين من المغتربين الذين وجه بالنظر فى امر عودتهم الى البلاد، وتسهيل كل ما من شأنه ان يعيدهم الى حظيرة الوطن الدافئ، وتوفير سبل العيش الكريم لهم، بعد ان تقطعت بهم السبل والاسباب.. ونشكر للأ?ين العام لجهاز المغتربين الدكتور كرار التهامي حسن متابعته لهذا الملف المهم الذى قدم فيه الكثير، وحول بموجبه الجهاز من آلية للجباية والضرائب الى مقر للدراسات الهجرية، واطلق التنظيمات المتعددة لجذب الخبرات السودانية للمساهمة فى بناء الوطن، وجعل من الجهاز واجهة حضارية لسودان اليوم.. كل هذا قادنا وشجعنا فى العام الماضى على تأسيس جمعية برياض الخير متخصصة فى شأن العودة الطوعية «القسرية»، لفئة من المغتربين المعسرين فى الغربة، وبدأنا عملا جادا فى عدة اتجاهات بحصر تلك الأسر، وكانت المفاجأة فى أن العدد أكبر مما توقع?ا، على الرغم من عدم انتهاء علمية الحصر التى مازالت مستمرة.. وفى الوقت نفسه قدمنا برنامجنا لسعادة الامين العام عما تتطلبه عملية اعادة المعسرين الى الوطن ، والتى كان من أهم مقوماتها توفير سكن ملائم وبأقساط مريحة لهذه الشريحة، وها هو الصندوق القومى للإسكان يطرح الآلاف من البيوت الشعبية والاقتصادية للمواطنين التى نأمل أن يخصص جزء منها للمغتربين العائدين ، بالاضافة الى توفير وسيلة انتاج، وها هي الدولة تشرع ابواب المصارف للتمويل الاصغر لمشاريع صغيرة ومتوسطة، والتى يمكن ان تشمل هؤلاء العائدين، ولم ننس فى المرحلة ?لأولى من العودة الحديث عن التعليم وتوفير الضمان الصحى والضمان الاجتماعى، وغيرها من مقومات الحياة الكريمة التى تساعد فى اقناع بعض تلك الفئات بالعودة الى الوطن.. علمنا بأن الجهاز والدولة يعملان بجد واجتهاد لتكوين صندوق لدعم هذا المشروع المهم الذى نعتبره مهماً للغاية، لما لهذه الشريحة من آثار سالبة فى حالة استمرار اقامتها فى الخارج، ولا نريد أن نعدد تلك المسالب المعروفة للجميع .. لكن الأمر يبدو أنه قد اخذ وقتاً طويلاً، والحالات التى فى الانتظار لا تحتمل هذا الانتظار الطويل، وعلى الرغم من تقديرنا وعلمنا التام بتقاطع العائدين من ليبيا مع عمل هذا المشروع، إلا أننا نأمل أن تتسارع الخطى لتنفيذ هذا المشروع المهم والحيوى الذى اصبح ضرورة لا بد منه?.. ونحن لا نطلب المستحيل ولكن نطلب أن تضمن فئة المغتربين المعسرين ضمن تلك الفئات التى توفر لها الدولة المسكن والتمويل لحياة كريمة، ولا نريد أن نخوض هنا فى الدور الكبير الذى قام ويقوم به المغتربون تجاه هذا البلد المعطاء، لأنه واجب وطنى، وكانت كل المبادرات السابقة لدعم الوطن صادرة عن المغتربين أنفسهم، ولم تكن مفروضة من الدولة.. ونتمنى من سعادتكم التوجيه بتحريك هذا الملف المهم والحيوى الذى يلامس الكثير من القضايا قبل فوات الأوان. [email protected]