برهنت إمارة الشارقة على قدرة فائقة في تنظيم فعاليات ثقافية وبمستوى عال من حيث الدقة والاهتمام بالشأن الثقافي على أعلى المستويات .. وقد لاحظنا التدفق الجماهيري الكبير على المعرض وانهماك المواطنين والمقيميين في شراء الكتب بشكل يلغى تلك الصورة النمطية عن الانسان العربي والذي يعتقد البعض انه لم يعد يضع القراءة من ضمن اولوياته. وأهم ما يميز المعرض النشاط الثقافي وتعدده وتنوعه، مما يترك المجال واسعاً للمفاضلة بين الخيارات المتاحة للمتلقى ..كما أن الحضور العربي كان كبيراً إذ جاء بعض وزارء الثقافة العرب لحضور الافتتاح وللمشاركة في ندوة الثقافة العربية في دائرة الضوء ، وشهدت الندوات التي اقيمت نقاشات حيوية بين الحضور خصوصا حول قضايا الحراك العربي الراهن والتحديات التي تواجه الأمة وثقافتها على ضوء المتغيرات التي تشهدها الساحة العربية والدولية. ولقد لاحظنا انفتاحاً على دور النشر العربية والاجنبية التي بلغت 900 دار كما شاهدنا كتب تمثل التيارات الفكرية والسياسية على اختلافها بما يؤكد ان الشارقة تعى جيدا اهمية الانفتاح على الثقافات الاخرى والتعرف على التيارات الفكرية والجمالية السائدة في عالم اليوم وان الانغلاق يعطل المسيرة القاصدة نحو النهضة والتنمية واستئناف الدور الحضاري الذي لعبته الأمة العربية . ومع وجود هذه الرؤية المستنيرة فإن الارادة قد توفرت لتقديم خدمة ثقافية متميزة للانسان المقيم على هذه الارض وبهذا اصبح المعرض ملتقى ثقافيا هاماً وساحة للحوار بين المثقفين العرب على مختلف تياراتهم ورؤاهم وفرصة للتعرف على المنجز الابداعي العربي.